الجمعة 22 نوفمبر 2024
اقتصاد

المقاولة المغربية تبحث عن موارد بشرية للوصول إلى بر الأمان

المقاولة المغربية تبحث عن موارد بشرية للوصول إلى بر الأمان

الرهان الأساسي للمقاولات هو كيفية النجاح واستمرارها في الوجود، وهذا الأخير أحد المبادئ السبعة لمدونة المعايير المحاسبتية principe de continuité d'exploitation، وهو إنتاج الوثائق المحاسبتية في إطار ديمومة أنشطة الشركة.

 

عبد الله أريري

 

لتستمر حياة المقاولة لا بد من تعزيز طاقمها بموارد بشرية توصلها إلى بر الأمان مع التوفر على محرك دوران مالي يمكن من تغطية تكاليف المقاولة وحصد نتائج مالية جيدة. فما هي الحاجيات الآنية للمقاولات من الموارد البشرية؟ وما هي مواصفات البروفيلات التي تضعها المقاولات ووكالات ومكاتب التشغيل للظفر بمنصب شغل؟ «المقاولات التي لها صبغة تجارية بالدرجة الأولى ولديها منافسين، هي التي نجد معها صعوبة في توفير البروفيلات المناسبة، يقول أحد خبراء التشغيل ل «الوطن الآن»، إذ لا يتطلب البروفيل الكفاءة فحسب بل يتطلب الكفاءة إضافة إلى السلوك العالي للمترشح الذي يمكنه من تقديم قيمة مضافة. والمقاولات في عز الأزمة تبحث عن القيمة المضافة لبروفيل معين.». والمترشح يحاول أن يبرهن على كفاءاته، إذ أي عرض للشغل لا يكون مرفقا بسيرة ذاتية واحدة بل 200 أو 300 سيرة ذاتية.

 

سوق الشغل والبروفيل المطلوب

يبقى سوق الشغل المعيار الأساسي الذي يفرز نسق البروفيلات المطلوبة، فهناك بروفيلات قطاعية فرضتها قطاعات واعدة، كقطاع الأوفشورينغ والسيارات، ومهن الطائرات، والإلكترونيك. وفي هذا الصدد، تقدم الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات دعما للتكوين لفائدة الشركات في هذه القطاعات خلال الثلاث سنوات الأولى. وبما أن الدار البيضاء قطب اقتصادي مهم فمجموع وكالات «أنابيك» تعمل حسب القطاعات، هناك وكالة متخصصة بالمالية من أبناك وتأمينات ووكالة أخرى مختصة بقطاع الصناعة وأخرى خاصة بالقطاع السياحي.. إذ كل وكالة لها اختصاص معين لتمكن من رصد حاجيات السوق على المدى القريب وعلى المدى المتوسط والبعيد. وقد وضعت «أنابيك» برنامج تكوين تكميلي يهدف إلى تكوين الشباب الباحثين عن الشغل ومدهم من خلال دراسة تكميلية ما بين 3 و6 أشهر لاكتساب خبرات وكفاءات جديدة لولوج سوق الشغل . كما تعتمد صيغا أخرى للتكوين مع المقاولات المعنية لأقلمة المستفيدين مع حاجيات الشركة.

كل البروفيلات لها حظوظ، إلا أن هناك خصاص تسجله مراكز النداء، ومهن الخدمات المصدرة، والمالية، واللوجستيك، وفتح أسواق عالمية على شكل موروكومول التي تتطلب كفاءات ذات حس تجاري بل حتى القطب المالي للدار البيضاء يتطلب توفير كفاءات مالية عليا.

 

تكوين 10000 أستاذ في أفق 2016

"قدرنا حاجيات على مدار السنة تصل إلى أكثر من 100 الف منصب شغل بالجهات والقطاعات التي تهمنا كالسياحة والسيارات والأوفشورينغ، والتعليم الخاص"، يوضح حفيظ كمال، المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، لـ «الوطن الآن».. مضيفا أن «الجهات التي تأتي على رأس القائمة، هي جهة الدار البيضاء، ثم جهة طنجة- تطوان، وجهة الرباط، وجهة القنيطرة، وجهة فاس.. ونعتمد على القطاعات ذات الكتل كقطاع السيارات والمطاعم، ومراكز النداء، والتعليم الخاص، علما أن الدولة ستقوم بتكوين 10000 أستاذ في التعليم الخاص في أفق 2016. وفي إطار برنامج أكاديمية التدريس قمنا بتكوين 3000 أستاذ هذه السنة بينما وصل الرقم خلال السنة الماضية إلى 2000 أستاذ. وفي إطار هذا البرنامج قمنا بتكوين 8000 أستاذ لحد الآن».

 

خصاص في اللغات ومهن البناء واللوجستيك والصناعة الغذائية

كما أن سوق الشغل المغربي يعاني من خصاص في اللغات الأجنبية كالفرنسية والإنجليزية فضلا عن لغات كانت منتوجاتها وخبرتها أحسن سفير بالسوق المغربي كالصينية والتركية واليابانية. وبعتبر مدير الموارد البشرية باحدى شركات النقل أن «البروفيلات التي تبحث عنها المقاولات تختلف من مقاولة لأخرى حسب أنشطة المقاولة، وبالنظر لطبيعة نشاط مقاولتنا فنحن نبحث عن بروفيلات مرتبطة بنشاط استغلال النقل، خاصة السائقون، وهناك خصاص ببروفيل السائق بسوق الشغل المغربي، لكن مع مدونة السير الجديدة هناك مجهود محمود للدولة لتكوين سائقين مع الجودة، بالنسبة لمراكز التكوين هناك مركز التكوين تابع للتكوين المهني بسيدي معروف الذي يتوفر على كفاءات لا من ناحية المكونيين والتجهيزات، وفيما يخص تكوين أطر في الاستغلال واللوجستيك أصبحت المؤسسات التعليمية والتكوين المهني توفر تكوينات في هذا المجال بالنظر لإطلاق مشاريع وبرامج مرتبطة باللوجستيك، وأضرب المثال هنا لكلية عين السبع والتي تقدم إجازات مهنية في استغلال النقل منذ 4 سنوات».

ويضع الشاوي عبد العزيز، رئيس شركة «كونزالو المغرب» التي تنشط في الصناعة الغذائية الأصبع على الخصاص المسجل في الأطر المرتبطة بالصناعة الغذائية. ولا يخفى على أحد الخصاص المسجل بالمهن المرتبطة بالأشغال والبناء وبعض مهن المناولة بالموانئ.