أحمد الشهاوي: سُلطةُ التكفير
الإقصاءُ، والمحْو، والنفي، والإبعادُ، والحرمانُ، والشطبُ، والإزاحةُ، صناعةٌ عربيةٌ إسلاميةٌ، لها تاريخُها وجُذورُها في التاريخِ العربي والإسلامي، حيثُ من ليس منَّا، فليس من أهلِ الحقِّ، وينتمي إلى أهل الكُفر، وخارجٌ على العقيدةِ، ويحقُّ للفِرقة الناجيةِ أن تُكفِّرَهُ، وتُحاربَهُ، وتضطهدَهُ، وتُشهِّرَ، وتُنكِّلَ به أينما حلَّ؛ لأنهُ ليس من الجماعةِ، وينتسبُ إلى فرقةٍ مُغايرةٍ، كأنَّ الطريقَ إلى الله ليس على عددِ أنفاسِ البشر، وأن هذه الطريقَ ليست واضحةً لا لبسَ فيها، وكلٌّ يذهبُ إلى مولاه بطريقتِهِ، دُون وساطةٍ، ودُون مُرشدٍ، إذْ فُطرَ ...