أنور الشرقاوي: عازف "الفَراشة".. ريشة جراح الاسنان تحية إلى صانع الابتسامة
هو لا شاعرٌ ولا موسيقي، ومع ذلك... في صمت عيادته لطب الاسنان، يهمس هدير "فراشته" كما لو أنه قوس كمانٍ يعزف على أوتار الألم الخفية. هو لا ينحت رخامًا ولا برونزًا، بل يشكّل بأصابعه الموهوبة ابتسامةً جُرحت، سنًّا أُنهكت، وعصبًا يصرخ في صمتٍ لا يسمعه أحد. ذاك هو جرّاح الأسنان... صائغُ البسمة، عاملُ الظلال الذي نخافه في البدء، حتى يأتي اليوم الذي نكتشف فيه أنه ليس سوى ساحرٍ يملك مفاتيح الرحمة. ...