الثلاثاء 16 إبريل 2024
اقتصاد

مجموعة "أليانس" بمراكش: فيلات فاخرة لا تتوفر على ربط للماء والكهرباء (مع فيديو )

مجموعة "أليانس" بمراكش: فيلات فاخرة  لا تتوفر على ربط للماء والكهرباء (مع فيديو ) أرسلت مراسلات كثيرة إلى المكاتب المختصة ولولاية مراكش دون تفاعل مع شكايات المتضررين
لم يكن حميد يعتقد أن إعلانا عقاريا على شاشة عملاقة بمراكش سيجعله يتسول الماء الصالح للشرب أو «غرافا» ليتوضأ به..
 
حميد، مواطن مغربي قضى 20 سنة بهولندا، قبل أن يقرر اقتناء بقعة أرضية بتجزئة «كنزة لاغوزغي» La Roseraie 2 Akenza بطريق أوريكا بمراكش، وهي التجزئة التابعة لشركة «أليانس». بعد مشاورات مع أسرته، تم الاتفاق على اقتناء بقعة مساحتها 500 متر مربع، بمبلغ 750 ألف درهم، بما يعادل 1500 درهم للمتر المربع، كل شيء تم بشكل عادي من التسجيل إلى التسليم، لم تكن التجزئة المخصصة للفيلات، مجهزة بالماء من أجل البناء. وكان حميد على غرار جيرانه الأوائل، يقتني شاحنة صهريجية، بما يكلفه ذلك من مصاريف، ومع ذلك كان حميد يمني النفس على أنه سيعود لبلده بعد أن بلغ سن التقاعد، مستثمرا «دواير الزمن» في «قبر الحياة»..

أكمل حميد بناء الفيلا من طابق واحد، وفي حدود مبلغ مليون درهم، أكمل بناء قبر الحياة، لكن دون أن يدري وضع رجله اليمنى في قبر المشاكل، مشاكل الربط بالماء الصالح للشرب، مشاكل الربط بالكهرباء، مشاكل الربط بشبكة الأنترنيت، مشاكل الملكية المشتركة، مشاكل الأمن والحراسة، مشاكل المساحات الخضراء، مشاكل انتشار الحشرات..

وفي ظل هذه الدوامة من المشاكل، اكتشف حميد أنه ليس الوحيد المتضرر، بل هو واحد من أكثر من 280 مالك بقعة، ضمن مساحة 22 هكتارا، تجمعهم نفس المشاكل، فيهم من اقتنى 400 متر مربع أو 1000 متر مربع، منهم جزء كبير من مغاربة الخارج، وجزء من مدراء شركات وكبار الموظفين العموميين..

بعد أن قدمت الساكنة عددا من الشكايات منذ سنة 2013، تم مد التجزئة بربط للماء الصالح للشرب، من شركة أخرى مجاورة، ونظرا لضعف الصبيب، يعيش ساكنة تجزئة «كنزة لاغوزغي» بطريق أوريكا بمراكش مرارة العيش بمعنى الكلمة، وهو ما وقفت عليه جريدتي "الوطن الآن" و"أنفاس بريس"، من خلال الزيارة الميدانية. وكانت شهادة مواطنة في الأربعينيات من عمرها تلخص المعاناة، طلبت من موفد الجريدتين، ماذا يشرب، وعندما طلب كأس ماء بارد بالنظر لدرجة الحرارة المرتفعة ظهر ذلك اليوم، كانت إجابتها صادمة، «ثلاثة أيام وأنا أؤدي الصلاة بالتيمم، وحالة المراحيض من خلال الروائح الكريهة المنبعثة منها، وعوض شرب المياه المعدنية، أصبحنا نستعملها في تنظيف أواني البيت الضرورية، بما تكلفه يوميا من ميزانية..».

شهادة صادمة تبين درجة معاناة مواطنين ارتأوا أن يستثمروا ما ادخروه وما اقترضوه من الأبناك في سكن يليق بمستواهم الاجتماعي، فإذا بهم أمام مشاكل مثلما يتخبط فيها ساكنة إقامة للسكن الاقتصادي، إذ ما الفرق بين حميد الذي أصبح يضرب أخماسا في أسداس، بعد أن بلغت كلفة الفيلا مليون و750 ألف درهم وبين مواطن آخر يعيش في براكة بكاريان لاحونة، لا ماء لا طاحونة..

أرسلت مراسلات كثيرة ووضعت شكايات كثيرة لدى المكاتب المختصة بدء من ولاية مراكش إلى الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش (راديما) مرورا بمقر الشركة العقارية وكذا المحافظة العقارية وغيرها من المصالح المختصة، بل وصل الملف إلى المحاكم، ومع ذلك لم يتلق المشتكون أجوبة مقنعة، بل كل جهة تحاول التنصل من مهامها، مادام أن شهادة التسليم النهائية للتجزئة لم يكتمل نصاب التوقيعات فيها، وتتوفر الجريدة على نسخة من جواب «راديما» موجهة لرئيس المجلس الجماعي لجماعة تسلطانت بمراكش، تؤكد فيها الوكالة على أن تجزئة «أكنزا» مزودة بعداد عام للماء الصالح للشرب من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء، وفي حالة إرادة تزويد التجزئة طلبت الوكالة من رئيس الجماعة مدها بملف تقني متكامل من أجل دراسة ربط التجزئة بشبكة الماء الصالح للشرب والتطهير السائل وإنجاز تقويم التجهيز الموافق لهذه الأشغال، ومن بين الوثائق المطلوبة الملف الإداري لصاحب أو مسير التجزئة، أي شركة «أليانس»، والحال أن هذه الأخيرة لم يكن ملفها الإداري مكتملا، مما جعل المشاكل تتراكم ويبقى الضحية الأول والأخير هو من اقتنى سكنه بالتجزئة، مع العلم أن عدم تجهيز التجزئة بالماء الصالح للشرب والصرف الصحي مخالف للقانون 25.90 الخاص بالتجزئات العقارية.

ثاني المشاكل، وتتعلق بعدم تضمين نظام الملكية المشتركة على شواهد الملكية، في حين أن المحافظة العقارية تنفي توفرها على هذا النظام ضمن الوثائق المودعة لديها.

ولأن عدم التنصيص على الملكية المشتركة كان أسلوب الشركة العقارية، فإن المسبح الذي كان مقررا لم ير النور إلى جانب النادي، في حين أن الفضاءات الخضراء أضحت جرداء بفعل عدم وجود عناية، رغم أداء الساكنة لواجبات السانديك في البداية.
وعدم وجود سانديك يهتم بأمور الإقامة، جعل الأزبال تتراكم، وتتحول الفضاءات الخضراء لكومة أتربة وأزبال منزلية، تحول معها العيش إلى جحيم بالنظر لأسراب البعوض والناموس التي تجتاح البيوت، يجعل من محاربتها أمرا شخصيا للساكنة وبمجهوداتهم الشخصية.

العيش بالليل في الإقامة السكنية ليس كنهارها، حيث تتحول أزقة الإقامة إلى ظلام دامس، بفعل انعدام الإنارة العمومية، وتشتد الخطورة فيه بعدم وجود شركة للأمن الخاص، حيث تكثر عمليات اقتحام البيوت التي يوجد أصحابها خارج المغرب، أو السرقة، مما يهدد الساكنة بالخطر الداهم.

هي إذن مشاكل جمة يعيش فيها ساكنة «كنزة لاغوزغي» بطريق أوريكا بمراكش، تتطلب تدخلا عاجلا، مع العلم أن الرقم الهاتفي لأحد المسؤولين في شركة «أليانس» بمراكش، الذي تتوفر الجريدة عليه، ظل يرن دون رد.