الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

ضمنها دول عربية.. 5 دول تعاني من التداعيات الخطيرة لأزمة الحبوب العالمية

ضمنها دول عربية.. 5 دول تعاني من التداعيات الخطيرة لأزمة الحبوب العالمية
أفاد المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI)، ومقره واشنطن، بأن أوكرانيا وروسيا تنتجان حوالي ثلث القمح المتداول في الأسواق العالمية، وحوالي ربع الشعير في العالم. وتمثّل صادرات البلدين، التي تشمل زيت عباد الشمس والذرة لإطعام الماشية، حوالي 12% من إجمالي السعرات الحرارية المتداولة في العالم.

وكشفت الأمم المتحدة أن الحرب في أوكرانيا سترفع عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد بمقدار 47 مليونًا هذا العام.
في هذا السياق رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية 5 دول بدأت بالفعل تتلمّس التداعيات الخطيرة لأزمة الحبوب جراء الحرب الروسية – الأوكرانية من بينها نيجيريا أكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان، والتي تعتمد بشكل كبير على استيراد الحبوب. ويشكّل القمح جزءًا كبيرًا من النظام الغذائي لسكانها، لكنها تنتج 1% فقط من القمح المستهلك سنويًا.

وأفادت إحصائيات حكومية صدرت عام 2018، بأن حوالي 43% من النيجيريين تحت خط الفقر؛ وأدى سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي إلى إعاقة نمو أكثر من ثلث الأطفال دون سن الخامسة.
وضاعفت الحرب في أوكرانيا من العوامل الأخرى التي تسبّبت في زيادة نسبة الجوع بنيجيريا، بما في ذلك "التمرّد المسلح" في شمال شرق البلاد، والتوقّعات بقلة الأمطار في وسط البلاد وجنوبها.

وكشف تقرير الأمم المتحدة أن "750 ألف رجل وامرأة وطفل يواجهون حاليًا المجاعة والموت في اليمن والصومال وأفغانستان وإثيوبيا وجنوب السودان".
ويمر البلدان، إضافة إلى كينيا، بأسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود. وحذّر برنامج الغذاء العالمي من أن 20 مليون شخص في منطقة القرن الإفريقي قد يعانون من الجوع بسبب الجفاف بحلول نهاية العام.

وقال كبير الباحثين في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية ديفيد لابورد إنه بسبب "الظروف المناخية الشديدة للغاية"، احتاجت دول القرن الأفريقي إلى استيراد غذاء أكثر من المعتاد هذا العام.
وتعتمد الصومال على روسيا وأوكرانيا في أكثر من 90% من وارداتها من القمح.

وتزيد النزاعات الداخلية من تعقيد وصول الغذاء إلى المحتاجين، حيث يستمر القتال بين الحكومة ومسلحي "حركة الشباب" المرتبطين بتنظيم "القاعدة" في دفع السكان إلى النزوح.
وفي إثيوبيا ، تقاتل حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد المسلحين من منطقة تيغراي الشمالية منذ عام 2020. وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 9 ملايين شخص احتاجوا إلى مساعدات غذائية بسبب الحرب، وأن مئات الآلاف كانوا على شفا المجاعة خلال بعض الفترات.

وساهمت الحرب في أوكرانيا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية في إثيوبيا، حيث أبلغت منظمات الإغاثة عن "نقص هائل" في الخبز والنفط.
وتتوقّع الأمم المتحدة أن يواجه أكثر من 80 ألف شخص في الصومال مثل هذه الظروف هذا العام. وبالفعل، يموت الأطفال في البلدين بسبب سوء التغذية، ويحتاج حوالي 2 مليون طفل في جميع أنحاء إثيوبيا وكينيا والصومال إلى العلاج بشكل عاجل.
وحذّرت اليونيسيف من أن الصراع في أوكرانيا يعيق قدرتها على الاستجابة في القرن الإفريقي. ورجّحت نائبة المدير الإقليمي لليونيسف لشرق وجنوب إفريقيا رانيا دقاش أن ترتفع تكلفة الغذاء العلاجي الذي تستخدمه الوكالة لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، بنسبة 16% خلال الأشهر الستة المقبلة.

ويوفر برنامج الأغذية العالمي الغذاء لـ 13 مليون شخص في اليمن، حيث أدت الحرب المستمرة منذ سبع سنوات إلى "ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، وتسبّبت في أزمة جوع واسعة النطاق".
وتشتري الوكالة التابعة للأمم المتحدة نصف القمح لمساعداتها الغذائية العالمية من أوكرانيا. ومع ازديداد أعداد المحتاجين للغذاء حول العالم، ارتفعت تكلفة تقديم المساعدات، وباتت الوكالة تعاني من عجز كبير في الميزانية.

وبخصوص مصر التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم، حيث تستورد من موسكو وكييف أكثر من 80% من واردات القمح للبلاد قبل الحرب، فإنها هي الأخرى تأثرت بانقطاع الإمدادات، علما أن الخبز يعتبر العمود الفقري للنظام الغذائي في مصر، وتقدّم الحكومة الخبز المدعوم لأكثر من 70 مليون من سكان مصر البالغ عددهم 102 مليون نسمة تقريبًا.

لكن لابورد اعتبر أن "المجاعة ليست مصدر قلق في مصر"، وبدلًا من ذلك تدور المخاوف حول التكلفة التي تتحمّلها الحكومة للحفاظ على السلم الاجتماعي وتجنب عدم الاستقرار السياسي.
ولمواجهة تداعيات الحرب، بحثت الحكومة المصرية عن مصادر توريد جديدة للقمح؛ وأمرت المزارعين المصريين بحصاد القمح قبل الموعد المحدد؛ وسعت للحصول على منح من السعودية وصندوق النقد الدولي للمساعدة في تمويل دعم الخبز.