الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

جمال العسري: هكذا لم تشكل النقابة الوطنية للتعليم الاستثناء

جمال العسري: هكذا لم تشكل النقابة الوطنية للتعليم الاستثناء جمال العسري
النقابة الوطنية للتعليم( ك د ش) ... لم تشكل الاستثناء، هي ماضية على نهج " الديمقراطية المغربية " ...بلاغات رئاسة المؤتمر ... أو من رئاسة المؤتمر ... إلى رئاسة النقابة ... رئاسة المؤتمر ... و حكاية الأربعين يوما لاستكمال الهيكلة ... أو على الأصح استكمال الكعكة ... كعكة النظام الأساسي ...من أبجديات مؤتمرات الهيآت ... سواء السياسية أو الحقوقية أو النقابية ... انتخاب هيئة رئاسة المؤتمر قبيل لحظة استقالة الهيأة التنفيذية (مكتب سياسي / مكتب وطني / مكتب تنفيذي / ديوان سياسي ... ) مهمة هذه الهيئة تتلخص في ثلاث مهمات أساسية و هي :
المهمة الأولى: الإشراف على المؤتمر من لحظة انتدابها إلى أن تنتهي أشغاله... بانتخاب قيادة جديدة ... تتسلم المشعل ...
المهمة الثانية: تدبير أمور الهيئة خلال المدة الفاصلة بين انتخابها ... وإنتخاب القيادة الجديدة ... وخاصة إذا استجدت مستجدات ... أو طرأت طوارئ ...
المهمة الثالثة: الإسراع بالدعوة لانتخاب قيادة جديدة ... للخروج من مرحلة الاستثناء ... أي المرحلة الفاصلة بين استقالة قيادة ... وانتخاب قيادة جديدة ..والآن ... أين نحن مع رئاسة المؤتمر العاشر للنقابة الوطنية للتعليم من هذه المهام الثلاثة ؟؟
أولى الملاحظات: وهي التي ستثير الكثير من التساؤلات ... ذلك التاريخ الذي أعلنته لانتخاب القيادة الجديدة / المكتب الوطني ... أو ما أسماه بلاغ الرئاسة بـ " استكمال الهيكلة التنظيمية " حيث حددت يوم 26 يونيو 2022 كتاريخ لاجتماع المجلس الوطني للتداول في هذه النقطة ... 26 يونيو يعني أزيد من شهر على استقالة القيادة القديمة ... و نهاية المؤتمر ... يعني أربعين يوما ... و هذا معناه أربعون يوما بدون قيادة ... أربعون يوما تحت قيادة مؤقتة .. أربعون يوما - و الأربعين يوما لها دلالتها في طقوسنا الدينية - و رئاسة المؤتمر تفعل و تتحكم في رقبة النقابة التعليمية الأولى من حيث عدد الأصوات وطنيا !!!
26 يونيو ... معناه أن رئاسة المؤتمر ... التي لم تنتخب لذلك ... هي التي ستشرف على التفاوض/الحوار ... الدائر بين النقابات التعليمية ووزارة التربية الوطنية ... حول النظام الأساسي ... 26 يونيو ... معناه نهاية شهر يونيو و حلول شهر يوليوز و معه عطلة عيد الأضحى ... ثم الإعلان عن النظام الأساسي الجديد ... إذا احترمت الأطراف إتفاق 18 يناير 2022 والذي نص على إخراج هذا النظام خلال شهر يوليوز !!!
26 يونيو ... معناه أن القيادة الجديدة لن يكون لها أي رأي في أهم قانون يرهن مستقبل الشغيلة التعليمية لعقود ... النظام الأساسي ... معناه أن القيادة الجديدة ... سترفع يدها عن هذا النظام و ستواجه المعارضين والمنتقدين له - و كم سيكون عددهم كبيرا - بأن لا يد لها فيه ... و أنها بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف ...26 يونيو ... معناه أننا نسير قدما نحو ذلك الإجماع الكاذب الذي تبحث عنه وزارة التربية الوطنية ... ومعناه أن نقابتنا تقع داخل دائرة الديمقراطية المغربية .. بغرابتها وباستثنائيتها ... ولنتذكر الديمقراطية الأمريكية مثلا عندما تم
انتخاب قيادة جديدة/رئيس جديد ... أول ما فعله أنه قام بمراجعة العديد من القرارات و الاتفاقيات والمعاهدات التي اتخذتها القيادة السابقة ... بل و لننظر "للديمقراطية " الإيرانية عندما تم انتخاب رئيس جديد للبلد ... أول ما قام به أوقف لفترة مفاوضات بلده النووية ... ورسم للمفاوضين الإيرانيين خطا و مسارا جديدين ... بفريق مفاوضات جديد ورئيس جديد للفريق .. فهل يمكن والحالة هذه أن تلقي القيادة الجديدة بنقطة نظام في وجه وزارة التربية الوطنية ... وتقول أن مسار التفاوض حول النظام الأساسي لا يلائم ولايتماشى مع منظور القيادة الجديدة المنتخبة من مؤتمرات و مؤتمري النقابة ؟؟
الملاحظة الثانية: على هذا البلاغ هو حديثه عن مجريات لجنة النظام الأساسي ... والمفروض أن هذا الأمر ولخطورته وأهميته القصوى متروك للقيادة الجديدة/المكتب الوطني الجديد ... لا أن يترك أمره لقيادة مؤقتة ... مهماتها محددة في الزمان ومحددة في الموضوع ؟؟
الملاحظة الثالثة: استمرار رئاسة المؤتمر في التغني بانحازاتها ... والزغردة لنفسها ... والافتخار بعرسها .. " شكون يشهد ليك أ العروسة ؟؟؟ بحديثها المكرر لدرجة أنه يبعث على الشك، فما زاد عن حده انقلب إلى ضده .. بحديثها عن " الاعتزاز ... بإنجاح المؤتمر " وهو الذي عرف انسحاب مكون مؤسس للنقابة الوطنية للتعليم، مكون من أهم مكونات النقابة بل من أهم مكونات اليسار المغربي ومعه المجتمع المغربي وهو مكون " الحزب الاشتراكي الموحد " من أشغال المؤتمر العاشر ... ومن كل الهيآت المنبثقة عنه ... اللهم إن كان اعتبار انسحاب هذا المكون نجاحا منقطع النظير.
 
جمال العسري، قيادي بالحزب الإشتراكي الموحد