الأربعاء 24 إبريل 2024
جالية

لقاء دافئ بنواحي باريس بين جالية فكيك المقيمة بفرنسا والبرلماني عمر اعنان  

لقاء دافئ بنواحي باريس بين جالية فكيك المقيمة بفرنسا والبرلماني عمر اعنان   مشاهد من اللقاء التواصلي مع الجالية المغربية
بعد قيامه، في إطار مهمة بزيارة البرلمان الأوروبي لتبادل الخبرات، استدعي البرلماني عمر اعنان من طرف جمعية جالية قصر المعيز لمدينة فكيك لحضور جمعها السنوي التاسع عشر يوم السبت 28 ماي 2022 بقاعة الحفلات بمدينة (aulnay-Sous-bois) نواحي باريس. وقد استغل  عمر ممثل مدينة وجدة، المناسبة لتكون لقاء تواصليا  مع الجالية المغربية المنحدرة من اقليم فكيك على الخصوص.
حضر اللقاء عدد مهم من المدعوين يتجاوز الـ 200، إلى جانب رؤساء الجمعيات والفدرالية الجمعوية. وحتى يكون هذا اللقاء عمليا ومثمرا طرح الأستاذ اعنان إشكالية: أي مقاربات وطرق التدخل لفائدة فجيج كإقليم بصفة عامة؟
جالية الاقليم التي توافذت على مقر اللقاء من كل مقاطعات العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها تفاعلت بشكل إيجابي مع الكلمة التقديمية التي طرحها البرلماني للمناقشة. وقد ركزت جل المداخلات على ضرورة النهوض بالقطاع الصحي بمدينة فكيك، لأن المركز الصحي الذي تنعدم فيه أبسط وسائل التشخيص والتحاليل والمستعجلات دون الحديث عن انعدام أي تخصص طبي، هذا الوضع أصبح يشكل هاجسا وتخوفا كبيرا لدى الجالية للبقاء طويلا في بلدتهم العزيزة. من جانب آخر مشكل الجفاف وشح الأمطار  أصبح مشكلا بنيويا بالاقليم، وتضرر منه بالخصوص الكسابة الذين ضاعت منهم قطعانهم، إما لنفوقها أو بيعها نظرا لغلاء الاعلاف التي دعمتها الدولة، وأصبحت معرضة للمضاربة والمتاجرة على حساب الفئات المقهورة من الفلاحين. 
ومن جانب آخر، فقد تبين من خلال تدخلات جالية إقليم فجيج أن هذه الأخيرة بقدر ما هي متشوقة لاحتضان أرض الوطن بعد طول الغياب القسري بسبب احترازات جائحة كورونا بقدر ما يجدون صعوبة لإقناع أبنائهم لمرافقتهم إلى بلداتهم الأصلية، بذريعة أنهم لا يجدون ما يملأ فراغهم هناك، لذا فإن الجالية المغربية المنحدرة من إقليم فكيك عامة وواحة فكيك على الخصوص، تناشد السلطات المعنية بتحسين ظروف استقبالهم، بدءا بعملية العبور وانتهاء بخلق أنشطة ثقافية وفنية وترفيهية تجعل أبناءهم يتوقون أكثر لزيارة بلدهم والارتباط بثقافة وعادات وتقاليد أجدادهم. وفي هذا الصدد فقد وقع رؤساء الجمعيات والفدراليات النشيطة للجالية بفرنسا على مراسلة دعم ومساندة لمشروع ملتقى تواصل مع الجالية المغربية المقيمة في الخارج، وهو المهرجان الذي ستنظمه جمعية سفراء السلام بفكيك في دورته الثانية. المراسلة التي ستتوصل بها السفارة المغربية بفرنسا في غضون الأسبوع القادم. 
وفي  معرض رده على تدخلات أفراد الجالية من الحاضرين للقاء التواصلي حث السيد عمر هذه الجمعيات والفدراليات أولا على أن تكون حاضرة في دعم كل القضايا الوطنية، وان تكون متواصلة مع الهيئات الدبلوماسية المغربية والقيام بأنشطة إشعاعية في بلد المهجر للتعريف بوطنهم وثقافته وقيمه العالية. وفي ما يتعلق بالقضايا المطروحة، فقد أكد الأستاذ عمر اعنان انه بالرغم من أن الولاية التشريعية لا تزال في شهرها الثامن، فقد عمل حتى الآن على طرح معاناة كسابة بني كيل على الخصوص في البرلمان، وقد استجابت الحكومة لهذا النداء، إلا أنه في حاجة إلى مزيد من الضغط على الجهات المسؤولة، ما يفرض التفكير في مشاريع مهيكلة ومستدامة لمواجهة الاثار السلبية للجفاف، وتشجيع الاستثمار والخدمات الصحية عن طريق مبادرة الخواص من محسني واطر فكيك والاشارة هنا لمثل مبادرات البروفيسور المشراوي.
جانب آخر لا يخلو من أهمية مطروح في أجندة البرلماني ألا وهو التفكير في مشاريع  البادية والواحة والسياحة لتخرج منطقة فكيك من العزلة والهشاشة الاقتصادية والتنموية والتفكير هنالتثمين الموروث الثقافي والمعماري لواحة فكيك، كما طالب بها الحاضرون. أما مجاهد اعنان رئيس الجمعية المحتضنة للقاء، فقد قدم حصيلة جمعيته لمدة 19 سنة وما قدمته من خدمات لصالح الجالية والبلدة بصفة عامة لينتقل الجمع للاستماع إلى قراءات قرآنية من أداء بعض الاطفال الناشئة التي قدمت إليهم جوائز تشجيعية. بعد ذلك كان الحضور على موعد لمتابعة مداخلة عن بعد للأستاذ محمد بنعلي الذي ركز  على الخصوص على ضرورة الحرص على تربية الأطفال،  والخطاب موجه لأبناء الجالية الذين يعيشون في وسط لا يمت بأي صلة لثقافتهم واعرافهم ودينهم بشكل خاص. وختم كلمته بمضمون كتابه الأخير. 
ومن جهة اخرى قدم مصطفى بنعلي مدير مرسى الناضور كذلك عن بعد عرضا مقتضبا حول أهمية هذه المعلمة الاقتصادية التي تشكل قيمة مضافة بالجهة الشرقية، لما أصبحت تقدمه من خدمات على أكثر من واجهة.
وفي النهاية اختتم اللقاء بحفل موسيقي تجاوب معه الحضور بعد أن أعاد الحنين إلى ليالي الأفراح في البلد الأصلي.