الثلاثاء 16 إبريل 2024
خارج الحدود

"السينا" الإسباني يرفض مقترحا لـ "فوكس" بفرض عقوبات أوروبية على المغرب 

"السينا" الإسباني يرفض مقترحا لـ "فوكس" بفرض عقوبات أوروبية على المغرب  مشهد لمهاجرين أفارقة
رفضت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإسباني (السينا)، يوم الأربعاء 18 ماي 2022، مقترحا قدمه حزب "فوكس"  اليميني المتطرف، لحث حكومة بيدرو سانشيز على مطالبة الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية على المغرب والجزائر وموريتانيا، لإرغام هذه الدول على وقف تدفق الهجرة.
وقد ووجه هذا الاقتراح بالرفض داخل اللجنة بالأغلبية، حيث صوت ضده 26 عضوا، بينما أيده عضو واحد، وامتنع عضو آخر من حزب "مواطنون" عن التصويت.
وسعى "فوكس"، أيضا، إلى مصادقة اللجنة على قرار منع تأشيرات الدخول للقادمين المغرب والجزائر وموريتانيا إلى أن تعيد هذه البلدان قبول عودة المهاجرين غير الشرعيين.
وأكد المتحدث باسم  "فوكس"، خوسي مانويل مارين، أن دول المغرب والجزائر وموريتانيا "انتهكت" حدود إسبانيا "بشكل كبير". موضحا أن مقترح "فوكس" يفكر أيضًا في التنديد أمام المنظمات الدولية بـما أسماه "العدوان" الذي تمارس دول شمال إفريقيا على إسبانيا، من خلال عدم ضبط الاتجار بالبشر، حسب زعمه.
وطالب مارين، بموجب المادتين 23 و 24 من قانون الأمن الوطني الإسباني،  بإعلان التعامل مع  "أزمة الهجرة" على أنها "حالة خطيرة"  تستلزم "نشر جميع الموارد البشرية والمادية اللازمة والكافية لمنع وحماية وردع وصول القوارب التي تحمل مهاجرين غير شرعيين على متنها إلى التراب الوطني".
ووفقًا لعضو مجلس الشيوخ الإسباني، فإن إسبانيا تواجه "تدفقا للهجرة يستحيل إدارته" بسبب "الاقتصاد المنهك" بسبب ما أسماه "فيضان" خدمات المساعدة الاسبانية.
وتشير بيانات وزارة الداخلية لعام 2020 ، التي أدلى بها الناطق الرسمي باسم حزب "فوكس"، إلى أن إجمالي المهاجرين غير الشرعيين الذي دخلوا التراب الإسباني بلغ ذلك العام أكثر من 42 ألف مهاجرًا، بزيادة 29 بالمائة عن عام 2019. فيما سجل عام 2021 ، دخول 41 ألف و495 مهاجرًا.
ونبه مارين إلى "متغير الإرهاب المموه في الهجرة غير الشرعية"، قائلا إن "قوات وأجهزة أمن الدولة لدينا تحذر من احتمال تسلل إرهابيين جهاديين إلى بلادنا ، عبر قوارب تنقل مهاجرين غير نظاميين إلى إسبانيا". وأضاف أن إسبانيا "بسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي ، معرضة بشكل خاص لهذا التهديد".
واتهم السيناتور الإسباني المغرب والجزائر بأنهما "استخدما، تاريخيًا تدفقات الهجرة كسلاح جيوسياسي ، مما أدى، حسب زعمه، إلى التخفيف من الضوابط عندما كان من مصلحتهما إضعاف الموقف التفاوضي لكل من إسبانيا والاتحاد الأوروبي، عند معالجة مطالبهما. 
مقابل هذا التحامل على الدول المغاربية الثلاث، تناول الكلمة السناتور كارليس مولي، من المجموعة البرلمانية لليسار الكونفدرالي ، معتبرا أن هذا المقترح "مجرد استفزاز (...) يغذي الخوف ليس من الأجانب، بل أساسا من الفقراء الذين يفرون من الجوع أو الحرب". وأضاف أن هذا المقترح يرجع لأشخاص "يبصقون كل حقدهم في محاولة لإخافة المواطنين (...) حتى يخشى أكثر الناس تواضعا من تفاقم أوضاعهم"  وشدد المتدخل على أن "الهجرة ليست خيارًا حرًا،  بل هي دافع للبقاء".
وقال كارليس موليه إن "أفضل طريقة" لوقف الهجرة هي القضاء على الأسباب "التي تدفع الناس إلى الفرار من بلدانهم".
أما عضو  السيناتور بيلار روخو (الحزب الشعبي)، فاعترف بأن إسبانيا لديها "مشكلة" الهجرة غير النظامية، وهي "حقيقة لا جدال فيها"، ألقى باللوم على سياسات حكومة بيدرو سانشيز " معتبرا كل أولئك الذين يدعمونها "مذنبين" في موقفهم. ومع ذلك، أكد أن التعاون بين الدول أمر "أساسي"، مما سيسمح بدراسة طلبات اللجوء واللاجئين، وفقًا لالتزامات إسبانيا الدولية واللوائح الأوروبية أو تطبيق إجراءات لمحاربة المافيات "التي تتجول بحرية"، حسب قوله.
ووصف عضو الحزب الشعبي مقترح "فوكس" بكونه بعيد عن حل مشاكل الهجرة في هذا البلد، بل إن من شأن هذا المقترح أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة، و"يولد صراعات دبلوماسية خطيرة".
من جهته اعتبر السناتور سيزار موجو (الحزب الاشتراكي العمالي) أن حزب "فوكس" حركة "يمينية متطرفة". وقال إن هذا الحزب ينعت الأجانب بـ"العدو الأجنبي"، ويتحدث باستمرار عن "العدوان"، ويشوه تماما معنى "العولمة" و"واقع الهجرة "، الأخطر من ذلك أنه "يربط بين الهجرة والإرهاب".
ونبه السيناتور الاشتراكي إلى أن هناك أزمة إنسانية تشهدها منطقة الساحل الإفريقية،  مستقبحا مقترح "فوكس" الذي يفتقر إلى ذكر القانون الإنساني. وختم قوله "إنها حركة تريد زرع الفتنة الداخلية والخارجية".