الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

الداودي: هل يليق برجل دولة وبزعيم سياسي يتبنى مرجعية إسلامية أن ينعت وزيرا بالحمار؟

الداودي: هل يليق برجل دولة وبزعيم سياسي يتبنى مرجعية إسلامية أن ينعت وزيرا بالحمار؟ عبد العزيز الداودي
تعددت الشطحات الإعلامية لعبدالإله بنكيران .حيث أنه لا يدع فرصة تمر دون أن يصوب بندقيته نحو خصومه السياسيين وحتى المنتمين لحزبه. واللافت في هذه الخرجات الشعبوية أنها تتزامن مع لقاءات تواصلية"للزعيم"أثناء تجوله بين الأقاليم والجهات. إلا أن المثير في تصريحاته هو التناقض الصارخ بين خطاب الأمس واليوم؛ حيث صرح مثلا أنه هو من تمسك بتعيين عزيز أخنوش في حكومته الأولى بل وأصر على ذلك ليعود بعدها ويقول أن أخنوش سياسي فاشل وأن حزبه ليس بحزب وإنما مجرد تجمع. لكن ما أثار الانتباه هو أن ينعت رشيد الطالبي العلمي بالحمار أو ب لحمير حسب تعبيره طبعا تعبير لا يليق اطلاقا بمقام من كان محسوبا على الدولة ومن يفترض فيه أن يراعي اللياقة في خطابه فزلة اللسان قد تكون عواقبها وخيمة والتنابز بالألقاب محرم شرعا بحكم النص القرآني ناهيك عن تشبيه الإنسان بحيوان قال فيه سبحانه " إن أنكر الأصوات لصوت الحمير. ولم يكتفي بهذا القدر؛ بل تجاوزه ليكشف عن كواليس ما جرى أثناء تشكيل الحكومة وليقول أن الطالبي العلمي طلب منه حقيبة وزارية في حكومته لكن بنكيران وعده بمنحه رئاسة مجلس النواب على اعتبار أن هناك اعتراضا من حزب التجمع الوطني للأحرار على استوزار العلمي هذا الأخير الذي صرح لبنكيران بأنه لا يثق حتى في رئيس حزبه والذي كان هو صلاح الدين مزوار. معطيات كان يمكن أن تكون مفيدة لو نبه بنكيران الرأي العام لها اثناء تشكيل الحكومة أما بعد ذلك فإن البكاء بعد الميت خسارة والتشيار بقاموس من الأمثلة الشعبية دليل على مستوى انحطاط الخطاب السياسي والى افتقاده لأدوات التحليل الملموس للواقع المحسوس. وواهم من يعتقد بأن بنكيران بواسطة هذه الخطابات الشعبوية سيسترجع بريقه لسبب بسيط هو أن سمعة السياسي خصوصاً إذا كان يعتقد أنه زعيم كالبيضة اذا تكسرت يستحيل أن ترجع الى وضعها الطبيعي. ونال أيضا إخوانه في الحزب تصيبهم من القدح والضرب تحت الحزام حيث عاب على حكومة سعد الدين العثماني تمريرها لقانون الكيف والقانون المتعلق باللغة العربية ثم التطبيع مع إسرائيل واعتبر أنه بسبب ذلك سقط حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة. أما عنه فلم يعترف بالخطأ وكأنه منزها عنه بل أكثر من ذلك افتخر بكونه حرر أسعار المحروقات وندم على كونه لم يحرر أسعار البوطا ونفس الشيء عن اصلاح أنظمة التقاعد وتخريب الوظيفة العمومية عبر الاعتماد على نظام التعاقد ويلح انه لوحده اتخذ هذا القرارات دون املاءات مع تأكيده في كل مرة أنه هو من أنقذ المغرب من الربيع العربي ومن حركة 20 فبراير وربما أن ينتظر أن يكافأ على ذلك كما كوفئ من قبل .فإذا كان التشبيه بالحمار إهانة فإن للذئب خصال قد يتوفر عليها بنكيران ومنها الوفاء للعهد.