الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

أمهات يطلقن نداء استغاثة للكشف عن مصير أبناءهن ضحايا الهجرة السرية

أمهات يطلقن نداء استغاثة للكشف عن مصير أبناءهن ضحايا الهجرة السرية إن الإحصائيات تبين أن عشرات الآلاف حاولوا الهجرة باتجاه القارة الأوروبية من خلال البحر
من وجدة إلى فاس ومكناس إلى الفقيه بنصالح إلى خريبكة ثم الرباط والدار البيضاء، قدمت أمهات وأخوات فقدن أبناءهن من الجنسين وأفرادا من أسرهن إلى الرباط..
فقدان أثناء محاولتهم العبور لأوربا عبر البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الأطلسي، ركوبا في زوارق أو عبر "جيتسكي"، من السعيدية أو تونس أو طرابلس أو الجزائر أو الداخلة أو اسطنبول..
منهم من قضى نحبه وهو في غياهب البحرين المتوسطي أو الأطلسي، ومنهم من ينتظر في سجون ومراكز دول العبور، ومنهم من انقطع خبره، ومنهم ومنهم..
فاطمة، القادمة من وجدة انهارت ظهر الثلاثاء 10 ماي 2022، ولم يواسيها تضامن أمهات في مثل حالتها، أن تتصف بالصبر، "عندي جوج أولاد الاول، حسن في عمره 19 سنة، والثاني ابراهيم 23 سنة، منذ عامين خرجا من وجدة، بعد أن ربطا الاتصال بأحد الأشخاص ادع بأنه سيضمن لهما الوصول نحو إيطاليا عبر ليبيا، وهما اليوم، في سجن بالعاصمة ليبيا، لا نعرف سبل اعتقالهما، ولم تنفع نداءات الاستغاثة التي نطلقها، لضمان ترحيلهما إلى المغرب".
فاطمة ليست الوحيدة، فهناك العشرات اللواتي عبرت عن استنكارهن لصمت الحكومة على هذا الملف، من مجموع المئات، "إذا كان اولادنا مجرمين بغيناهم يتحاكموا في المغرب، إذا ماتوا بغينا الجثت ديالهم، بغينا الحكومة تتدخل لمعرفة مصيرهم، وهذي مسؤوليتها" يقول والد شابة ضحية الهجرة السرية من الداخلة.
وحسب الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، التي تبنت الدعوة للتظاهر أمام مجلس النواب، فإن الإحصائيات تبين أن عشرات الآلاف حاولوا الهجرة باتجاه القارة الأوروبية من خلال البحر نتيجة الأوضاع والظروف الاقتصادية والاجتماعية، يضاف إليها جائحة كورونا، كلها عوامل ساهمت بزرع فكرة الهجرة لدى العديد من الشباب المغاربة.
وأمام عدم تمكن الجميع من الوصول إلى إسبانيا، إذ أن هناك من تتم إعادتهم إلى بلد المحاولة من قبل خفر السواحل، وهناك من فقد أثرهم في المتوسط ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، وهناك من تؤكد العديد من الدلائل على وصولهم لدولة إسبانيا واختفائه نهائيا، ليبقى مصيره مجهولا، هل تم سجنه من طرف الدولة الإسبانية أم سقطوا في قبضة عصابات الاتجار بالأعضاء البشرية، الشيء الذي جعل العائلات تعيش واقعا أليما ومستمرا في غياب أي أجوبة رغم المحاولات المتعددة لدى سلطات مختلف البلدان.
وأكدت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان في بلاغها، عن دعمها وتبنيها لمطالب عائلات المفقودين، وحقها في معرفة الحقيقة كاملة عن مصير أبنائها.
مطالبة من وزارة الخارجية والتعاون الدولي المغربية بالتدخل العاجل من أجل الكشف عن مصير المغاربة المختفين.
وتأكيدها على حق العائلات في استرجاع جتث ورفات أبنائها (لازلت جتتان لشاب وشابة بالجزائر منذ دجنبر 2021)
ودعوتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي يشكل البحث عن المفقودين جزءً لا يتجزأ من أنشطتها لما يزيد عن 100 عام من أجل تكثيف جهودها والتدخل لدى السلطات الإسبانية والجزائرية والتونسية والليبية من أجل الكشف عن مصير المفقودين.
كما أكدت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان عزمها مراسلة رئيس الحكومة ووزير الخارجية والتعاون الدولي وكافة المتداخلين الرسميين في هذا الملف، ومراسلة اللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري التابعة للأمم المتحدة بشأن بعض الحالات.
وإعدادها لندوة صحفية من أجل تقديم حصيلة عملها ومدى تجاوب الجهات المعنية وطنيا ودوليا.