الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

تلك الممثلة.. يا ليتها ظلّت داخل مستعمرتها التلفزيونية!!!!!

تلك الممثلة.. يا ليتها ظلّت داخل مستعمرتها التلفزيونية!!!!!
آخر ما غنات أمّ كلثوم.. 
ممثلة طويلة اللسان.. خرجت من التلفزيون تدافع عن شخصيتها في مقطع فيديو.. ويا ليتها ظلت منكمشة في "قوقعة" شخصيتها نراها خلف الشّاشة حتى نظل نصدّق بأنّها مجرد "مشخّصة"، تلعب دوراً أملاه عليها "السيناريو" وفرضه "المخرج". 
للأسف، "نمطية" الممثلة التي تلعب أشهر أدوارها "الشعبوية" الناجحة بحركاتها وتعابير وجهها ولكنة حواراتها "البلدية"، تطابق شخصيتها الحقيقية واسمها المدوّن في "كنّاش" الحالة المدنية. لذا بعض الممثلات والممثلين لا يضعون "الفواصل" بين التلفزيون والواقع.. الخيال والحقيقة.. ربّما هذا هو التعبير الصادق عن "تلفزيون الواقع"..  حياة "التلفزيون" الافتراضية هي نسخة مطابقة للمعيش اليومي للممثل. مثلاً.. تنتهي الممثلة من أداء دورها في مشهد ما داخل بلاطو التصوير وهي تلغب شخصية ما، تصافحها "أنتَ المشاهد العَيَان"، تنخرط معها في الحديث، وعلى حين غرّة تعطيك الانطباع بأنّك تؤدي معها "تكملة" المشهد السّابق، فلم تغيّر الممثلة من "إيقاع" حوارها، ومخارج حروفها "المقعّرة"، بل لم تخرج من شخصيتها التي كانت تتحرّك وتنطّ أمام عينيك داخل "كادر" الكاميرا!! والمثير أنّها تقفز فوق "حوار" السيناريست، وتؤلّف لنفسها وتطلق لسجيّتها العنان. يظل "السيناريست" مشدوهاً ومذهولاً أمام هذه "الانزياحات" وهو لا يصدّق بأنًه مَنْ كتب الحوار الذي يسمعه بأمّ أذنيه، ولا تقطع حبال ذهوله سوى تصفيقات المخرج وهو يصيح بإعجاب: "براڤو.. براڤوووو"!!!!!
ماذا بعدُ؟
السيناريست يظلّ فمه مفتوحاً وقد تحوّل إلى "تلميذ" في حضرة الممثلة التي "فبركت" حواره في دقيقة، وهو يسأل نفسه بحيرة: "لماذا أنا هنا؟!" ويكرر السؤال بندم: "آشداني.. وعلاش جيت؟!"
تذكّرتُ كلّ هذه التفاصيل وأنا أرى الممثلة "المشهورة" في ذلك المقطع المتداول لم تخرج عن جلدها، ولم تغادر قوقعتها، وما فاجأني هو تلعثمها وفشلها في الدفاع عن دورها بخلفية "مثقفة" وخرّيجة "ليزاداك" وما أدراك ما "ليزاداك". 
لكنّ ما خرجتُ به من خلاصة من وراء هذا المشهد "المُشْفِق" هو أنّ ما يشتغل عليه الممثّل(ة) هو "الثّراء المادي" وسحقاً لـ"الثّراء الفكري"!!
صدق رفيق بوبكر في أحد مقاطع ڤيديوهاته المبكية ضحكاً حين طلبوا منه أن يتفسلف في قضية الشيخ العمري: "أنا غا مانوڤري درت بريكول ومشيت بحالي"!!!!
مرّة أخرى أتساءل: مَنْ همس في أذن الممثلة "المشهورة" وأوحى لها بالخروج من مستعمرتها التلفزيونية للثرثرة في الهواء، فهو يقصد أنْ يصبّ على وجهها البنزين ويحرقه بعود ثقاب!! إذا اختارت هي بنفسها أن تخرج وتلعب دور "الضحيّة"، فأنا متفّق تماماً، ولا أرى أمامي سوى "ضحيّة" صنعتها "شهرة" زائفة في زمن الانتصار لـ"التّفاهة"!!!
وأرجوكم.. لا تأخذوا كلامي على سبيل "التّعميم"، حديثي عن "شخصيّة" نموذجية لا تشكّل "استثناء"، لكنّها غير قابلة للتّعميم، هناك "استثناءات" و"فلتات" نرفع لها "القبّعة"!!