الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

واشنطن تفاوض إسبانيا لتوريد "الغاز الأمريكي" نحو أوروبا والمغرب

واشنطن تفاوض إسبانيا لتوريد "الغاز الأمريكي" نحو أوروبا والمغرب
ارتفعت واردات الغاز من الولايات المتحدة الأمريكية نحو إسبانيا بشكل قياسي، حيث وصلت إلى 16264 جيغاوات في الساعة في مارس 2022 ، وفقًا لبيانات الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإسبانية، أرتورو غونزالو. مضيفا أن الواردات من  أمريكا الشمالية باتت تمثل  43.3 ٪ من الإمداد الوطني، وأنها ارتفعت بما يمثل نموًا بنسبة 491٪ مقارنة بنفس الشهر من عام 2021 (3،308 جيغاوات ساعة).
غير أن مصادر صناعية، وفق ما نقلته "كونفيدونسيال ديخيتال"، تشير  إلى أن واردات الغاز الأمريكي لن تكون كافية لتغطية طلب أوروبا، مما جعل واشنطن تقترح توريد كميات إضافية لتلبية الطلب الأوروبي، فضلا عن الطلب المغربي، خاصة أن الرباط واجهت صعوبات كبيرة في الإمداد بسبب إقدام الجزائر على إغلاق خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا، مما حتم عليه أن تشتري ما يقرب من نصف استهلاكه من الغاز في السوق الدولية.
وقال الموقع الإسباني إن "خطة السلطة التنفيذية الإسبانية لإمداد للمغرب بالغاز تقتضي الحصول عليه من قطر والولايات المتحدة وموردين آخرين، دون المساس بما يأتي من الجزائر. غير أن التجسيد الفعلي لهذه الخطة يبقى بعيد المنال في السياق الدولي الجديد".
وأكد الموقع نفسه أن "سعي واشنطن لزيادة مبيعات الغاز لإسبانيا، هو السبب الذي جعلها غير مهتمة بإعادة فتح خط المنطقة المغاربية، علما أن بيدرو سانشيز طلب من وزير الخارجية الأمريكية بلينكن التوسط لدى الجزائر لإعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي".  
وأضاف الموقع الإسباني أن "استمرار إغلاق خط الغاز المغاربي إلى أجل غير مسمى، لن يسمح لبيدرو سانشيز بالوفاء بالوعد الذي قطعه للملك محمد السادس بخصوص توريد الغاز".  مضيفا أن "إمداد الاتحاد الأوروبي أصبح الآن هو أولوية مدريد وواشنطن".
وأكد "كونفيدونسيال ديجيتال" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضاعفت الضغط على إسبانيا لتصبح واحدة من أكبر المستوردين في القارة الأوروبية، مما سيعزز أيضًا قوتها في الاتحاد الأوروبي أيضا. أما في الوقت الحالي، فقد اقترحت واشنطن على أوروبا خفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام، في أفق قطع علاقتها بالكرملين في عام 2030.
وتخطط الولايات المتحدة ، تبعا لذلك، لأن تصبح واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال من خلال إنتاج 60 مليون طن سنويًا، مما "سيمثل فرصة فريدة لإسبانيا، نظرًا لأنها تمتلك أكبر شبكة لإعادة تحويل الغاز الخام إلى غاز مسال في أوروبا.  
نشير إلى أن إسبانيا تتوفر على 6 مصانع لإعادة تحويل الغاز، كما أنها قادرة على تخزين وتصدير كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال من ناقلات الميثان. وهي الآن بحاجة إلى خطوط أنابيب غاز جديدة لتصدير البضائع إلى بقية شركائها في شمال ووسط أوروبا، من بينها مشروع Midcat ، بين إسبانيا وفرنسا عبر جبال البرانس".