الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

يوسف لهلالي: هل تنجح الجبهة الجمهورية ضد لوبين في الانتخابات الرئاسية؟

يوسف لهلالي: هل تنجح الجبهة الجمهورية ضد لوبين في الانتخابات الرئاسية؟ يوسف لهلالي
انتهى الدور الأول للانتخابات الرئاسية بفرنسا لصالح الرئيس المنتهية ولايته ايمانويل ماكرون وذلك ببضع نقتط عن مرشحة اليمين المتطرف جون مارين لوبين. وهو ما يعني بداية معركة جديدة من اجل الدورالثاني لن تكون سهلة، ولن تشبه الدور الثاني الذي جمع نفس المرشحين في سنة 2017 وانتهى لصالح الرئيس الحالي، وذلك لعدد من الأسباب، أهمها، ان اغلب الدراسات بينت ان الامتناع عن التصويت سيكون احدى قضيتين رئيسيتين في الدورة الثانية، إضافة إلى الحصول على أصوات ناخبي المرشحين المنهزمين في الدورة الأولى. رغم دعوة عدد منهم الى قطع الطريق امام اليمين المتطرف.ومن هؤلاء زعيم فرنسا الابية جون لوك ميلانشون، الذي حصل على المرتبة الثالتة غير بعيد عن لوبين و الذي اهاب بأنصاره مساء الأحد على "عدم إعطاء صوت واحد لمارين لوبن" في الدورة الثانية في 24 أبريل. نفس الامر قام به الشيوعي فابيان روسيل والاشتراكية آن هيدالغو ويانيك جادوت من الخضر. أما مرشحة اليمين التقليدي فاليري بيكريس التي حصلت على اقل من 5 بالمئة من الأصوات، فقالت مساء الأحد إنها ستصوت "عن وعي" لإيمانويل ماكرون.
 
في المقابل، دعا ممثل اليمين المتطرف الفاشي إريك زمور الذي نال نحو سبعة في المئة من الأصوات في الدورة الأولى، مساء الأحد ناخبيه إلى التصويت للوبن في الدورة الثانية، وذلك في محاولة لإيجاد مكان له بجوارها.
كما دعا المرشح السيادي نيكولا دوبون-اينيان إلى التصويت لصالح لوبن بعد أن حصل على حوالي 2 بالمئة من الأصوات.
ومع ذلك، فإن تأثير تلك الدعوات لصالح المرشج الأول لا يزال غير مؤكد بالنظر إلى أن شخصية إيمانويل ماكرون مثيرة للانقسام لا سيما بين بعض الناخبين اليساريين.
 
لكن استراتيجية الاعتماد على ما يسمى "الجبهة الجمهورية" التي استخدمتها الأحزاب الحاكمة مدى عقود لمحاولة وقف تقدم أقصى اليمين، يبدو أنها لم تعد تحظى بثقة كبيرة لدى الناخبين. وحتى المقربون من ماكرون يعتبرون بأن "الجبهة الجمهورية" التي استفاد منها عندما انتخب في 2017، لم تعد أمرا بديهيا اليوم، وذلك بفعل التحولات التي قام بها المرشح، والذي أصبح برنامجه الانتخابي هو أقرب اليوم الى برنامج اليمين أكثر من قربه للوسط أو اليسار خاصة في المقترحات الاجتماعية التي يتقدم بها والتي يدعو فبها الى التقاعد في سن 65 سنة مثلا. فهل تكفي الدعوة لتعبئة ضد اليمين المتطرف من اجل جلب أصوات اليسار. الجواب بالنفي، لهذا على ماكرون خلال الأسبوعين المتبقيين ان يجد شيئا اخر.

وأعرب ماكرون عن استعداده " لإنشاء هيكل جديد جامع بعيدا عن "الخلافات" يكون "حركة سياسية كبيرة للوحدة والعمل." وهو إشارة منه باستعداده لإدخال بعض الاقتراحات على برنامجه حتى تتلاءم مع باقي الأحزاب التي سوف تدعمه في الدور الثاني، خاصة انه لم يعد له احتياطي من الأصوات على يمينه، وما تبقى له من اجل التفوق على منافسته يوجد فقط في اليسار. وستبين دينامية الحملة خلال الأسبوعين المتبقين مدى قدرته من عدمها على جمع هؤلاء الناخبين حول برنامجه ومن اجل قطع الطريق امام اليمين المتطرف.
 
زعيمة اليمين المتطرف التي اكتسبت تجربة كبيرة، سوف تجر الرئيس المنتهية ولايته الى القضايا الاجتماعية التي تعتبر أحد نقط ضعفه. وتدافع عن رؤيتها المتمثلة في "تجميع الشعب الفرنسي حول العدالة الاجتماعية والحماية، اللتان يضمنهما إطار أخوي حول فكرة الأمة التي يمتد تاريخها لألف عام"، معتبرة أن ذلك نقيض "الانقسام والظلم والفوضى التي فرضها إيمانويل ماكرون لصالح اقلية صغيرة."

أما الرئيس المنتهية ولايته فهو يدافع عن رؤية مختلفة عن منافسته ويريد "فرنسا أن تكون جزءا من أوروبا قوية، تواصل تشكيل تحالفات مع الديموقراطيات الكبرى للدفاع عن نفسها، وليس فرنسا التي تغادر أوروبا ليكون حلفاؤها الوحيدون التحالف الدولي للشعبويين وكارهي الأجانب"، في إشارة إلى لوبن التي تتمتع بعلاقات جيدة مثلا مع رئيس الوزراء المجري الشعبوي فيكتور أوربان."
 
الصراع بين الجانبين سوف يكون حول رؤيتين لحكم فرنسا، رؤية محافظة ومنغلقة على الداخل لليمين المتطرف وموقف معادي للتكامل الأوروبي مع سحب فرنسا من القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ورؤية لرئيس الحالي تكون ليبرالية مع استكمال البناء الاوربي وتعمل على الانفتاح على باقي العالم.

في هذه الجول الثانية للانتخابات الرئاسية بفرنسا سيكون الامتناع عن التصويت احدى قضيتين رئيسي تين في الدورة الثانية، إضافة إلى الحصول على أصوات ناخبي المرشحين المنهزمين في الدورة الأولى.