السبت 27 إبريل 2024
فن وثقافة

عبد الرحيم شَرَّاد يفكك أجمل ما غنى الثنائي بَنَّاصَرْ وخُويَا وحَادَّةْ وعَكِّي في تيمة العشق

عبد الرحيم شَرَّاد يفكك أجمل ما غنى الثنائي بَنَّاصَرْ وخُويَا وحَادَّةْ وعَكِّي في تيمة العشق عبد الرحيم شَرَّاد

"يَا دُوكْ اَلدَّاخْلَاتْ

هَا دُوكْ اَلْخَارْجَاتْ

مَنْ بَابْ فْتُوحْ

أَنْتُومَا أَدْعِيوْ بِالسْلَامَةْ

أَنَا بَعْدَا فِي قَلَيْبِي تَكْوِيتْ "

إن باب فتوح الذي تتحدث عنه كلمات الأغنية ، ليس هو "باب فتوح" الموجود بمدينة فاس . بل هو باب فتوح بمراكش . شخصيا لا أعرف كاتب كلمات هذه الأغنية ، لكن أجد فيها من التعبير ، ما يوافق مزاج أهل تارودانت.

أغنية جميلة اشتهر بها الشيخ بناصر وخويا والشيخة حادة وعكي، رغم أنهما حرفا عنوانها الأصلي. ففي الحقيقة كلمة "اَلْعَالَمْ" لا تتطابق على الإطلاق والمعنى العام للأغنية. لهذا فإنني أرى أن الصواب هو "اَلْعَارَمْ" وهي كلمة عربية فصيحة، تحمل من معاني الشهوة القوية والحب الجارف، الطافح بالمشاكسة والخصام. وهذا يفسر ما سيتعرض له "العاشق" من مكابدة بسبب هذا الحب.

تقول لازمة الأغنية: " اَلْعَارَمْ يَا اَلْعَارَمْ / عْلَاشْ نْطَوْلُو فِي لِيَّامْ / اَلْعَاشَقْ بَاعْ عُودُ / وَأهْدَاهْ لِيكْ يَا رْقِيقَةْ لَوْشَامْ " .

إن البطل في هذه القصة الجميلة، شاب تعلق قلبه بحب فتاة من قبيلته لدرجة أنه قرر أن يبيع حقه من الميراث ويهديه لحبيبته. ( كلمة عُودَهُ هنا بضم حرف العين معناها نصيبه)، لكن الأهل من كلا الطرفين اعترضا على هذا الحب وهذه العلاقة ، حيث تقول الأغنية: " تْلَاقِينَا فِي طْرِيقْ اَلرَّحْمَةْ / هِيَّ مْشَاتْ وَأَنَا وَلِّيتْ / هِيَّ رَجْعُوهَا وصَبْرَتْ / وَأَنَا بَعْدَا فِي قْلَيْبِي تَكْوِيتْ" .

إن البطل بعد هذه التجربة المريرة سيتعرض إلى كثير من السخرية من طرف أهل القرية حين يقول: " الله الله يَا أمِّي يَا حَنَّةْ / دَوَّارْ لَعْجَبْ رَانِي فِيهْ / إْلَى كَلِّيتْ مَا يْبَانْ عْلِيَّا / وَإِلَى ضْحَكْتْ نَنْدَمْ عْلِيهْ " . بل إن أهله سيحجرون على ماله حين يقول: " كُونْ أَهْلِي يْسَاعْفُونِي / نْبِيعْ دْيَالِي / نْخَسْرٌو عَلْ لَبْنَاتْ / نْدِيرْ دَرْبَالَةْ أُو عُكَّازْ أُو فِينْ مَا تْرُوحْ اَلشَّمْسْ نْبَاتْ " .

بعد كل هذا الذي حدث، سيغادر البطل قريته قاصدا مراكش، ربما ينسى ما قاساه. وفي مراكش سوف يرتمي في أحضان امرأة ستينية إسمها عْوِيشَةْ (للإشارة في تسجل الأغنية من طرف الشيخ بناصر وخويا لا نجد الحديث عن عْوِيشَةْ لسبب أخلاقي حيث أن عويشة كانت وسيطة دعارة (قَوَّادَةْ)، لها من البنات ، (مِينَةْ و اَلْبَاتُولْ و حَلُّومَةْ ) . حيث يقول البطل عن عويشة بكل سخرية: "مَالْ اَلشَّارْفَةْ تْنَوَّحْ بْغَاتْ شْبَابْهَا يْوَلِّي كِي كَانْ / إِلَى كَحَّلْتِي عْمِيتِي وُإِلَى سَوَّكْتِي رْشَاوْ اَلنِّيبَانْ " . الحقيقة أنه لم يجد راحته عند عويشة فلا واحدة من النساء يمكن أن يعوض محبوبته التي حرم منها.