الاثنين 6 مايو 2024
فن وثقافة

في التلفزيون المغربي.. ممثلات وممثلون يرفعون شعار "الشّْرَعْ عطانا ربْعة"!!

في التلفزيون المغربي.. ممثلات وممثلون يرفعون شعار "الشّْرَعْ عطانا ربْعة"!! احتكار ثلاث أو أربع شركات لأموال دعم الإنتاج التلفزيوني يشجع على 'الريع"
يصعب على المشاهد إحصاء أسماء الأعمال التلفزيونية الرمضانية التي شاركت فيها الممثلة "فاء"، فبالأحرى تذكّر أدوارها. ليست "فاء" وحدها التي تشكل حالة "شاذّة" في تزحلقها من "سلسلة" إلى "سيتكوم" إلى "فيلم تلفزي" لتلتقط أنفاسها في "كبسولة إشهارية"، بل هناك وجوه فنّية أخرى تمارس "التعدّد الفنّي" ولسانهم يكاد يصرخ "الشّْرَعْ عطانا ربْعة"!!.
 
ربّما التلفزيون المغربي من ينفرد بظاهرة "استنساخ" الأدوار، ليس لأن الفنان الفلاني أو الفنان العلاني ممثل "فذّ".. ويوقف البيضة في الطّاس، بل لأنّ شركات الإنتاج كتربّي "الكبدة" على نوعية خاصّة من الممثلات والممثلين، حتى أنّ المخرج يحتاج إلى ممثّل "جاهز" و"نمطي"، لذا نشاهد " نون" أو "فاء" أو "باء" أو "سين" في شخصيات متشابهة. 

هنا في المغرب "الكاستينغ" بدعة، والأدوار تُنتقى في الغالب حسب "الكاشي" و"الكبدة" وفروض "الولاء" و"الطاعة" و"التّحزار" التي يؤديها الفائز بدور بطولة أو مشاركة شرفية، المهم عضة في الݣنفوذ وما يطلعش فالت!!.
 
هكذا يتأسس "الكاستينغ" على درجات "القرب" و"باك صاحبي"، إلى حدّ أنّ بعض شركات تنفيذ الإنتاج قد تختلف مع ممثل اختارته لدور البطولة، فتنفصل عنه -وهي حالات نادرة ومعدودة على رؤوس الأصابع كملحوظة لا تفوتتي الإشارة إليها-، ثم تختار ممثلاً آخر من كوكب ثانٍ لا يتشابه في الخصائص الفنية وطريقة الأداء والفئة العمرية مع الممثل "المفصول" من الدّور. لذا الشخصيات تنتقى حسب "المزاج" أيضاً "الجاذبية" في مواقع التواصل الاجتماعي. فالممثل الذي لا يملك حساباً في "الأنستغرام" أو "الفايسبوك" أو "التيك توك"، وإذا لم يكن "مؤثّراً" ويطارده "المعجبون" بالآلاف في هذه المواقع، هو ممثّل "فاشل" ومقطوع من شجرة ولا ينتمي إلى العائلة الفنية. 

ما العمل إذن؟!
اشتر حساباً ولك الأجر والتّواب، ولا يهمّ أن يكون حتّى مزوّراً بمتابعيه، لأنّ هذا أصبح شرطاً أساساً لتضع قدماً أولى داخل التلفزيون. ولا يهمّ أيضاً أن تكون قد ابتلعت كلّ حرف في لما كتبه المخرج المسرحي الروسي "قسطنطين ستانسلافسكي"  في كتابه "إعداد الممثل".. ادفع جبهتك وتوكّل على سنطيحتك لتكن من الفائزين!!.

وهذا هو العار بعينه.. العار أن نشاهد ممثلاً أو ممثلة في عملين أو ثلاثة بالقناتين. هذا دور التلفزيون "مول الشكارة" في توزيع أموال دافعي الضرائب بالعدل واحترام مبدأ تكافؤ الفرص. الممثلون "المعطّلون" عن العمل ينتظرون رمضان لمحاربة البطالة للمشاركة في دور "بئيس" لسد لقمة العيش. احتكار ثلاث أو أربع شركات لأموال دعم الإنتاج التلفزيوني يشجع على 'الريع" والنمطية وتحول التلفزيون إلى "ضيعات" خاصة و"كَريمات" بإسم هذه الشركات. 

لن يسامح الله مصطفى الخلفي الذي اخترع "دفترالتحملات" بل "دفترالوساخ" الذي قضى على "دورة الإنتاج" التي تقتات منها شركات تنفيذ الإنتاج الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وقام بتسمين شركات "احتكارية" هي المسؤولة عن هذه "الرداءة" التي نشاهدها، والمسؤولة عن آلام ممثلين وممثلات يعيشون في قعر النسيان.

مرّة أخرى أرى الممثلة "فاء" تقفز كجرادة خضراء من دور إلى دور، تقتات على الأوراق بنهم شديد، لا يهمّ المذاق، لأنّ من يتذوّقون "الحموضة" طردتهم "سامية" من التلفزيون وأطلقت عليهم اسم "أعداء النّجاح"!!  
ولنا غداً موضوع آخر.