الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

هل ستنقذ الأمطار الأخيرة الموسم الفلاحي؟

هل ستنقذ الأمطار الأخيرة الموسم الفلاحي؟ الأمطار الأخيرة أنعشت آمال الفلاحين
إذا كان العجز المائي الذي لم يشهده المغرب منذ 30 سنة بسبب تأخر تساقط الأمطار، له تأثير سلبي على حقينة السدود وعلى الفلاحة وعلف الماشية، فإن الأمطار الأخيرة يرتقب أن تنعش موسم الزراعات الربيعية، وستسمح بتحسين الغطاء النباتي بشكل عام والمراعي بشكل خاص، و تنشيط أعمال الصيانة و تحسين خزانات السدود للاستخدام الفلاحي ومستويات المياه الجوفية وتحسين زراعة الأشجار المثمرة (الحمضيات واللوز والزيتون وشجرة الأركان..)
وأوضحت مصادر مهنية فلاحية ل "أنفاس بريس" ، أنه بالرغم من تساقط هذه الأمطار الأخيرة التي جاءت متأخرة بالنسبة لفلاحة الحبوب، إذ يتوقع أن لن تتجاوز المحاصيل 25 مليون قنطار من الحبوب، مقارنة مع سنوات قياسية في 2021 حيث بلغ إنتاج الحبوب حوالي 103 مليون قنطار، وكلما كان الموسم الفلاحي جيداً بمردودية لا تقل عن 70 مليون قنطار فإننا نلاحظ معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي يبلغ 3% وحتى 4.5% عندما تجاوز المحاصيل 100 مليون قنطار.
وأبرزت مصادرنا أن الحرب الروسية الأوكرانية، وهما البلدان التي يستورد منها المغرب أكثر من 30 في المائة من حاجياته من الحبوب، كشفت الحاجة إلى مراجعة المخططات القطاعية آخرها مخطط الجيل الأخضر، وذلك بإعطاء الأسبقية للأمن الغذائي والسيادة الغذائية، وهو ما دعت إليه توصيات النموذج التنموي الجديد إلى جانب الحفاظ على الثروة المائية.
في المقابل تكشف الأرقام أن التوزيع الإقليمي الجيد للأمطار بالمغرب التي تم تلقيها خلال شهر مارس 2022 مع متوسط تراكم نسبة هطول الأمطار الوطني في شهر مارس 2022 حيث بلغ 60 ملم بزيادة قدرها 46% مقارنة بمتوسط 30 عاما (41 ملم) و 52% مقارنة بالموسم السابق في نفس التاريخ (39 ملم).
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل هطول أمطار غزيرة ومتغيرة حسب المناطق في الفترة من 23 إلى 26 مارس 2022 بمتوسط 17 ملم وبحد أقصى حوالي 86 ملم في تطوان.
ومن المتوقع أن تصل المساحة المتوقعة للزراعات الربيعية الرئيسية (الذرة والحمص وعباد الشمس والفاصوليا الجافة) 320 آلاف هكتار إذا استمرت الظروف المواتية، مع العلم أنه بعدة جهات، يقوم الفلاحون بتدارك الأمر بخصوص الزراعات الخريفية المتضررة من نقص التساقطات المطرية.
فيما يتعلق بزراعة الخضروات الربيعية، فتبلغ المساحة المبرمجة 80000 هكتار وسيمكن الإنتاج المتوقع لهذه الزراعات من تغطية الاحتياجات الاستهلاكية للسوق المحلي خلال فصل الصيف.
وفي هذا الإطار، أعلنت مجموعة القرض الفلاحي للمغرب عن وضع خط قروض مهم مخصص للزراعات الربيعية "الفلاحة الربيعية" لتمويل هذا الموسم. وفي المناطق المتضررة التي تخضع فيها محاصيل الحبوب للتأمين، أنهت التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين (مامدا) الخبرات الميدانية علما أن تعويض الأراضي المتضررة انطلق في الأسبوع الأول من شهر أبريل 2022.
عبد الله أريري