السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: في حق وجدة...في حق فاتنة قاتلة

عبد السلام المساوي: في حق وجدة...في حق فاتنة قاتلة عبد السلام المساوي
حاضرة وجدة عاصمة لجهة تمتاز بحمولة تاريخية حضارية ثقافية قوية قد يصعب اختزالها في تصور أو مخطط حضري. هي بحق مدينة الالفية كما تنعت بذلك ولكن قد لا تظهر شيخوختها للعيان عبر معالمها أو تراثها أو معمارها أو هندستها. هي بنت ألفية تاريخية يشهد معمارها تقلبات الأحقاب التاريخية.
ليست كشبيهاتها من بعض المدن كتاب مفتوح يقرأه الزائر ببساطة. هي حاضرة تخفي ماضيها محتشمة في اظهار رصيدها الحضاري وحمولتها التراثية والثقافية ...مدينة وجدة فريدة كذلك من حيث تداخل مدينتها العتيقة مع البناء والتعمير الاستعماري ، مدينة فقدت أبوابها وتحطم الجزء الكبير من أسوارها ، واختلطت فيها العمارة العتيقة والهندسة الاوروبية....لقد تختلف قراءة المعمار عن غيره بوطننا بفعل هذا التداخل واختلاط الانواع والاشكال المعمارية والهندسية ويصعب التفاعل مع هذا المنعطف الفريد ...حاضرة وجدة تبدو فريدة من حيث نمط معمارها المتفرع ، المتوسع ، المتشتت ، تفقد التناسق الحضري ، تجهل وترفض البنايات العالية .يطبعها مزيج من الاشكال والانواع الهندسية وخليط من الالوان يغلب فيها الذوق الفردي على المنطق العمومي ...مدينة ربما تناست فرض الضوابط والاحكام وقوانين التعمير التي تضمن المسهد العام وتحمي التراث وتحافظ على الملك العمومي وتصفي الجمالية على المعمار وتشجع على الابتكار والتجديد والفن ...مدينة وجدة تبدو متناقضة ؛ هي في ان واحد مدينة جميلة ومدينة تشوبها الكثير من العيوب . مدينة بسيطة وفي نفس الوقت صعبة ومعقدة في تناولها وقراءتها وتحليلها العلمي الثقافي الحضاري مدينة فريدة ومتعددة. موحدة ومتنوعة. مفتوحة ومنغلقة. واسعة وخانقة. حاضرة مركبة تتداخل فيها الاعمار والاشكال والانواع المعمارية والمرجعيات الهندسية....
وجدة دعي لي فراشا بين دروبك، وسادة بين أمجادك ...
كي أحبك أكثر وكي أستريح أكثر!
كم تغيرت أحوالك ولم يتغير لي حال؟
ظلت بك اسما على مسمى، سعيدا، ولو أن جراح الصدر كانت تزهر أكثر، توجع أكثر، كلما سألت؛أينك انت ؟
دعيني اتذكرك ...وجدة حبيبتي ..عشقتك واعشقك ...انت جميلة وساحرة ( ويلا مشا زين يبقاو حروفو )
دعي لي فراشا بين أحضانك، وسادة بين فضاءاتك...
كي أحبك أكثر وكي استريح اكثر ...