الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

أحمد نور الدين: من أجل فهم طبيعة استدعاء أوكرانيا سفيرتها بالمغرب

أحمد نور الدين: من أجل فهم طبيعة استدعاء أوكرانيا سفيرتها بالمغرب أحمد نور الدين
استدعى الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، سفيرة بلاده لدى الرباط ”فاسيليفيا أوكسانا يوريفنا”، بسبب ما اعتبره “تضييع الوقت على الجبهة الدبلوماسية”.
"أنفاس بريس" توصلت في هذا الإطار من المحلل السياسي أحمد نور الدين بالتصريح التالي:
 
لتفسير استدعاء سفيرة أوكرانيا بالمغرب السيدة أوكسانا فاسيليفا، تكفينا العودة إلى ما قاله الرئيس الأوكراني زيلينسكي نفسه في تبرير هذا الإجراء، حيث أعلن ليلة 30 مارس 2022 عن توقيع مرسوم إقالة سفيريه في المغرب وجورجيا قائلاً "إن هناك من يضيعون وقتهم، ويعملون فقط للبقاء في مناصبهم".
وإذا أردنا ترجمة هذه الجملة إلى القاموس السياسي المغربي، فهو "ربط المسؤولية بالمحاسبة"، وبعبارة أخرى نحن أمام تقييم لنتائج العمل الدبلوماسي الذي قامت به سفيرة كييف المعتمدة بالرباط، ويبدو أنه لم يكن في مستوى الإنتظارات التي كانت متوقعة منها، ولم يكن ب"الفعالية" التي يريدها صناع القرار في أوكرانيا، وأنّ السفيرة لم تتمكن من حشد الدعم اللازم من وجهة نظر بلدها ورئيسها تحديداً خاصة في مجال "القيود على الأعمال التجارية الروسية "دائماً حسب التصريحات المنسوبة للرئيس زلينسكي، وبالتالي فهذا لا يعني بحال من الأحوال أنّ هناك فتوراً أو مراجعة للعلاقات بين البلدين أو عتاباً للمغرب أو احتجاجا على الموقف المغربي.
وهنا يجب أن نميّز بين استدعاء "السفير للتشاور"، الذي يعتبر خطوة احتجاجية على موقف البلد المعني بالأمر، وغالباً ما يرتبط هذا الإجراء بأزمة دبلوماسية أو برودة في العلاقات أو مسّ بمصالح البلد، الخ. وهذا يختلف كلياً عن استدعاء السفير من قبل بلده بسبب تقصير مفترض أو تهاون أو خطأ مهني أو غيرها من الأسباب الأخرى الجاري بها العمل في الأعراف الدبلوماسية. وهذا الإجراء الثاني، وهو الذي يهمنا، شأن داخلي وطني لا علاقة له ببلد الاعتماد، ويمكن أن ندرج هذا الإجراء الأخير في خانة الإجراء العقابي في حق السفير من طرف بلده.
وفي السياق الحالي للحرب التي تتعرض لها أوكرانيا من طرف موسكو، طبيعي أن يرتفع سقف الأهداف المسطرة لسفراء كييف، من أجل ترجيح كفة الدعم والمساندة والتأييد لمواقف بلدهم سواء بشكل ثنائي أو متعدد الأطراف.
أمّا الموقف المغربي في الجمعية العامة بالأمم المتحدة والقاضي بعدم حضور جلسة التصويت، فقد كان موقفاً أقل ما يوصف به أنه موقف شجاع لأن طبيعة تحالفات المغرب مع الدول الأوربية والغربية عموماً تشكل ضغطاً حتى لا أقول ابتزازاً لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما لم يقم به المغرب وهو بذلك يتفهم نوعاً ما التخوفات التي عبرت عنها روسيا، ولكن في نفس الوقت صرحت الخارجية المغربية أنها تؤيد الوحدة الترابية للدول واستقلالها وسلامة أراضيها وتدعم الحلّ السلمي للخلافات، وهو دعم واضح لوحدة وسلامة أراضي أوكرانيا.