Tuesday 22 July 2025
فن وثقافة

مهرجان البحر يجمع العرائش وبارباطي الإسبانية.. كرنفالات، نكهات المتوسط، وشراكات ترسم مستقبل الساحل!

مهرجان البحر يجمع العرائش وبارباطي الإسبانية.. كرنفالات، نكهات المتوسط، وشراكات ترسم مستقبل الساحل! جانب من الكرنفال البحري بالعرائش
اختتمت  فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر بالعرائش "فيستيمار 2025", بعد ثلاثة أيام حافلة بالأنشطة الثقافية والرياضية والفنية، والتي تدخل في إطار إتفاقية شراكة بين مدينة العرائش وبلدة بارباطي الإسبانية، بتنسيق وشراكة مع المركز الثقافي بالعرائش.

وشهد اليوم الأول من المهرجان إستقبال الوفد الرسمي الإسباني، المكون من عمدة البلدة الإسبانية التابعة لجهة قادش، ميغيل مولينا، وكذا رئيسة القسم الثقافي بالبلدية أنا بلنسيا، وممثلين عن شركة لصيد سمكة التونة، أحضرت معها منتوجات بحرية. 

وقال رئيس مجلس جماعة مدينة العرائش، عبد المومن الصبيحي، إن من تجليات اتفاقية الشراكة التي تربط المدينتين البحريتين، هو الإحتفاءٌ بالتاريخ البحري الحافل للمدينة، وهو فرصة للتعبير عن خصوصية العيش المشترك بين شعوب ضفتي المتوسط، ومجال لإبراز المؤهلات، وخلق فرص الاستثمار، وتمتين الصلات في عدد من المجالات المرتبطة بدعم التعاون وتبادل الخبرات، كمجالات الفلاحة والصناعة الفلاحية والتجارة والصيد البحري. 

ودعا الصبيحي في كلمة ألقاها، إلى استصدار توصيات في هذا المجال، تهم بعض المشاريع التراثية والتنموية التي “خصصنا لها جهدا كبيرا من ترافعنا لدى مختلف الجهات المتدخلة، كإنجاز فضاء وطني لتثمين التراث الثقافي البحري بمدينة العرائش. خاصة وأن فضاء حصن الفتح السعدي الذي يمكن أن يحتضنه بات في طريقه إلى التهيئة الشاملة.” 

وكشف الصبيحي عن إنخراط جماعته في مشاريع تربية الأحياء المائية التي يتيحها بحر العرائش، والتي يمكن أن تشكل رافعة اقتصادية واجتماعية لفئة عريضة من العاملين بالبحر. أو مشاريع أخرى سياحية، تشكل محطات للتعريف بتراثنا البحري الغني، وموضوعا لإبراز مكانة العرائش في الصيد البحري، ومحورا لتثمين منتجاتها المرتبطة بهذا المجال. “. 

وأكد الصبيحي أن موقع مدينة العرائش الاستراتيجي والمتميز على ضفتي مصب نهر اللوكوس، وما لذلك من حمولة تاريخية وحضارية، يتيح إمكانية إنجاز مشاريع وأنشطة العبور التقليدية، من خلال استلهام بعض التجارب الناجحة في مجال السياحة النهرية عبر القوارب أو العبّارات النموذجية التي توفر نقلا نهريا آمنا.

وتساهم في العرض السياحي المتنوع، وتعرّف بالمؤهلات الطبيعية والمواقع الأثرية التي تزخر بها المنطقة الرطبة بالعرائش، مع إتاحتها فرصا للشغل، وعروضا للاستثمار المرتبط بهذا المجال. 

من جانبه قال رئيس بلدية بارباطي الإسبانية ميغيل مولينا إن مهرجان البحر، يعكس التزام مدينتي بارباطي والعرائش المشترك بالثقافة، والأخوة، والتفاهم المتبادل، مضيفا أن التوأمة بين بارباطي والعرائش، أصبح مثالاً يُحتذى به في التعاون والتعايش بين البلدين، ”ونحن اليوم نواصل التقدّم معًا، ونعزّز روابطنا، ونُبرز كل ما يجمعنا من خلال الموسيقى، والمسرح، والأدب، وفنون الطبخ، وغيرها من أشكال التعبير الفني.” 

وأكد العمدة مولينا أن الثقافة “تملك قوةً توحِّدنا، وتقربنا من بعضنا البعض، وتعلمنا كيف نعيش معًا، وتُغنينا على المستويات كافة” مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه البعض زرع الفرقة والانقسام، “تأتي الثقافة كخيط غير مرئيّ يربط بيننا، ويقوّي أوطاننا، ويمنحنا القدرة على بناء مجتمعات أكثر عدلاً، وانفتاحًا، وإنسانية.” 

الجدير بالذكر أن الدورة الرابعة لمهرجان البحر بالعرائش، عرفت تنظيم أنشطة موازية رياضية بحرية، مثل الغطس وركوب الموج والكاياك، في شاطئ بيليغروصا الشهير، فضلا عن تنظيم يوم تذوق وطهي أسماك طاجين التاغرا، وكذا سمكة التونة المملحة التي أحضرها وفد بارباطي. 

هذا وتم أيضا تنظيم ندوة علمية تحت عنوان:إعادة توظيف المعالم التاريخية الساحلية كفضاءات لتثمين التراث الثقافي البحري” نموذج إعادة توظيف حصن الفتح السعدي كمركز لتأويل التراث البحري لمدينة العرائش.
 
وعرفت شوارع مدينة العرائش في اليوم الأول، تنظيم كرنفال للفرق الفنية الشعبية، قدمت من مختلف مناطق المغرب، فضلا عن عرض لفن ورقصة الفلامينغو الإسباني قدمته بالمركز الثقافي ليكسوس باب البحر، فرقة موسيقية قدمت من إسبانيا.