الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

سعيد شكاك: الموقف الإسباني من الصحراء.. الجزائر والبوليساريو يعيشان لحظة"رقصة الديك المذبوح"!!

سعيد شكاك: الموقف الإسباني من الصحراء.. الجزائر والبوليساريو يعيشان لحظة"رقصة الديك المذبوح"!! سعيد شكاك

تحول تاريخي وهام في موقف إسبانيا تجاه الصحراء المغربية ذلك الذي عبر عنه رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، في رسالة بعث بها إلى الملك محمد السادس، أكد من خلالها على أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 هي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية.

في هذا الإطار اتصلت "أنفاس بريس" بالدكتور سعيد شكاك باحث بجامعة شعيب الدكالي كلية الحقوق بالجديدة وأجرت معه الحوار التالي:

 

في نظرك، ماهي تداعيات هذا التحول الهام في الموقف الإسباني تجاه قضية الصحراء المغربية؟

دعني أقول لك في البداية بأننا أمام رقصة الديك المذبوح الذي يتلوى من شدة الألم والموت السريري عوض الابتهاج والفرح. وهذا ما يقع اليوم لدولة العسكر الجزائرية وصنيعتها البوليساريو على إثر الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس التي يعرب من خلالها على العلاقات القديمة بين الدولتين. كما نص بلاغ الديوان الملكي على أن إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي المقدمة سنة2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية.

لهذا فتتجلى رد الفعل أو كما وصفتها رقصة الديك المذبوح للجزائر في استدعائها السريع لسفيرها بإسبانيا للتشاور فور نشر البلاغ الملكي.

 

ماهي الدروس التي يمكن استخلاصها من الرسالة الإسبانية نحو المغرب ؟

الدروس المستفادة والمسكوت عنها في رسالة رئيس الحكومة الإسبانية للملك محمد السادس عديدة ومتنوعة ويمكن إبرازها كما يلي:

-اعتراف ضمني بمغربية الصحراء؛

- الانخراط الجدي لإسبانيا في مسلسل التسوية وفق المبادرة المغربية الحكم الذاتي؛

- الإحساس بقوة الجار المغربي الذي يعد شريكا استراتيجيا لا يمكن الاستهانة به أو تحديده دون إشراك لتقدم وتنمية إسبانيا؛

- قوة سيادة إسبانيا من خلال اتخاذ قراراتها السيادية بعيدا عن ابتزاز وضغط كابرانات الجزائر والدول المستفيدة من النزاع المفتعل؛

- رضوخ إسبانيا للأمر الواقع وللمتغيرات الدولية خصوصا مع بداية الأزمة والحرب بين أوكرانيا وروسيا؛

-عزل الجزائر دوليا بعد التقارب المغربي الإسباني حول قضية الصحراء المغربية؛

-الاعتراف بريادة المغرب الإقليمية والدبلوماسية لفض بعض النزاعات الإقليمية بكل حياد وموضوعية ومصداقية.

- الأزمة الروسية الأوكرانية، وضعت المنتظم الدولي أمام تحديات جسيمة يتعين من خلالها أن تنطلق الدول بحسابات جديدة مبنية على روح الكفاءة والحذر ومعادلة رابح- رابح.

-منح جهاز الأمم المتحدة كل الصلاحيات للتحرك من أجل تهيىءالطريق لاستصدار قرارات من مجلس الأمن تنص بصراحة على الاعتماد على المبادرة المغربية للحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، يكون من السهولة بمكان تطبيقها وفرضها على الأمر الواقع.

- الاعتراف الضمني بأن الصحراء المغربية تشكل هدفا قوميا لكل المغاربة ملكا وشعبا عبر كل العصور لا يمكن التنازل أو المساومة عليه.

 

كيف يمكن لمبادرة الحكم الذاتي أن تشكل عامل استقرار وازدهار للمنطقة المغاربية ككل؟

من الأكيد أن تشبث المملكة المغربية بخيار السلام يعد فرصة تسمح لجميع دول المنطقة بالتفكير الجدي فيما يخص قضايا العصر وتحدياته الكبرى، وهذا جوهر وروح خيار المملكة المغربية الذي سرعان ما يلاقي معارضات فنية وسياسية من قبل القوى الأجنبية التي تعمل من جانبها على ضمان التوتر بالمنطقة. ومن تم فالمغرب حريص كل الحرص على دعم استقرار المنطقة، حيث لا يتصرف بما يثير حساسية الدول المجاورة حتى في حال ما يكون التدخل مسموحا به إلا إذا زاد الشيء عن حده مثل ما حدث عند تدخل القوات المسلحة الملكية في الزمان والمكان المناسبين لتحرير معبر الكركرات من مرتزقة البوليساريو بعد عرقلتهم لتحرك وتنقل السلع والبضائع نحو العمق الإفريقي..