الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

هل باع المثقف المغربي "الـماتش"؟

هل باع المثقف المغربي "الـماتش"؟ من أجل معرب قادر على الانطلاق بشكل جماعي نحو المستقبل بأمل حقيقي ومسؤولية ثابتة
تأتي دعوة كل المثقفين المغاربة الذين جعلوا دائما من كتاباتهم في كل الحقول الأدبية والفنية والفكرية والعلمية مجالا للدفاع عن المجتمع والإنسان والقيم وكل الجمال الذي يؤسس للحياة ويصارع القبح بكل تلويناته.
دفاعا عن المجتمع المغربي وقيمه وثقافته التي تتعرض للهدم بفعل الضرب غير المسبوق للقدرة الشرائية وما يستتبع ذلك من شقوق وآثار على التماسك الاجتماعي والعلاقات اليومية والتقاليد التاريخية والخصوصيات المغربية.
ودفاعا عن الفرد والعائلة والناظم الحي للصورة الجمعية بما راكمته وأفرزته في هويتنا، وجسدته اللغة والخيال في وعينا وتنامى في الأحاسيس الصادقة.
ودفاعا عن الثروة في كل شبر من الأرض وداخل كل فرد من المجتمع وعن الكرامة التي تخدشها الممارسات المنحرفة في التدبير العام.
ودفاعا عن الحقوق في التعبير والفن الجميل والنقد والعيش والتعليم والبحث والشغل والسكن الكريم والاحترام والاطمئنان. ومن أجل معرب قادر على الانطلاق بشكل جماعي نحو المستقبل بأمل حقيقي ومسؤولية ثابتة.
دعوة كل المثقفين والفاعلين الثقافيين وصناع المحتويات في كل المجال المغربي إلى جعل يوم السبت 26 مارس 2022 يوما للاحتجاج تعبيرا عاليا عن نقطة نظام، وذلك في لقاءات حوارية ضمن مجموعات تقف على الأعطاب والاختلالات الوطنية والمحلية.
إعادة طرح سؤال المثقف ودوره القيادي على مختلف الواجهات وانخراطه في الدفاع عن قضايا المجتمع، يفتح الباب أمام عدة أسئلة مقلقة نتيجة اكتساح واحتلال الميوعة للفضاء العمومي، إلى درجة اعتقادنا بأن ضمير المثقف والمبدع والفنان لم يعد ذاك الضمير الفاعل والمتفاعل مع أحداث وطنه وقضايا مجتمعه، سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية واجتماعية.
فهل مازال السياسي يستحضر كتابات وتنظيرات رجل الإقتصاد، ويستعين بالباحث المتخصص في علم الاجتماع، وكتابات وتنظيرات المفكر والأديب والمبدع الفنان؟ وهل يمكن تدبير شؤوننا بالإعتماد على التقني لوحده في غياب لأي دور للثقافة؟ 
هل العيش ممكن في فضاء خال من المعاني؟ وكيف يمكن خلق شروط الإلهام والأحلام دون الإعتماد على المعاني؟ ومن يعطي للقوى الفاعلة في المجتمع طاقة التفاعل والإنتاج سواء  للعلامات المعنوية أو المادية؟ وما هي شروط تجاوز عوائق التنمية وإزالة ألغام الإحتراب المجتمعي التي تولدها الواحدية التي تسعى إخضاع الكل لنمطيتها؟