الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد العزيز بلحسن: "حلف الناتو" الذراع العسكري للقوى الإمبريالية الغربية

عبد العزيز بلحسن: "حلف الناتو" الذراع العسكري للقوى الإمبريالية الغربية عبد العزيز بلحسن

ـ حالة العالم اليوم

تعيش شعوب العالم اليوم، في ظل نظام إقليمي ودولي متقلب، يسود فيه منطق القوة، وتتراجع فيه قيم حقوق الإنسان على جميع المستويات، على الرغم من ظهور بوادر موضوعية ومؤشرات دالة تشي بتشكل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب (روسيا، الصين، دول البريكس، معاهدة شنغهاي، الفضاء الأوراسي)؛ لكن مازال القطب الإمبريالي الغربي الاستعماري/ الصهيوني يهيمن على العالم، من خلال ذراعه العسكري المتمثل في حلف الشمال الأطلسي (الناتو) بقيادة أمريكا وتحكم هذا القطب في النظام المالي الدولي (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية)، ونهج سياسة الحصار الاقتصادي وفرض العقوبات المالية، على كل دولة عارضت وتعارض سياسة هذا القطب الإمبريالي. كما يحتكر تصنيع وتسويق الأسلحة والتكنولوجيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، والتحكم كذلك في وسائل الإعلام العادية والرقمية (فيسبوك وتويتر ...)، والذي أصبح يشكل الذراع الإعلامي الحربي لهذا الحلف، فيما يقع في أوكرانيا. هذه القوة المركبة والمصالحية والعدوانية، جعلت من الأمم المتحدة مجرد منظمة تابعة لسياسة القوى الاستعمارية الغربية

ـ دور الناتو / الذراع العسكري لهذه القوى في قهر شعوب العالم

كان الهدف المعلن لتأسيس الناتو سنة 1949، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية هو الدفاع ضد أي هجوم ألماني أو سوفياتي، لكن بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي وانهيار المعسكر الشرقي، تم حل حلف وارسو في فاتح يوليوز 1991، والذي كان تأسيسه سنة 1955، (بعد 6 سنوات عن تأسيس الناتو)، وكان عبارة عن رد فعل على انضمام ألمانيا الغربية إلى حلف الناتو.

كان من المفترض أن ينكمش حلف الناتو وتقلص أمريكا من الميزانيات العسكرية المخصصة للناتو، بعد حل حلف وارسو؛ لكن حصل العكس، بحيث تمدد الناتو نحو الشرق، بضم دول أوروبا الشرقية، التي كانت ضمن حلف وارسو وحتى بعض جمهوريات الاتحاد السوفياتي كدول البلطيق الثلاث (ليتوانيا، لاتفيا، اسطونيا)، وبذلك اقترب من حدود روسيا الاتحادية، وما الحرب الدائرة في أوكرانيا حاليا، إلا دليل على أن الناتو حلف عسكري توسعي. ما ينذر باندلاع حرب عالمية ثالثة .

تدخلات حلف الناتو في العالم

ـ تدخل في منطقة البلقان ، إثر تفكك يوغوسلافيا

ـ فرض منطقة حذر الطيران في أجواء البوسنة والهرسك

ـ تنفيذ عمليات قصف جوي على صربيا

ـ التدخل في كوسوفو

ـ قصف القوات العراقية المنسحبة من الكويت بعد غزوها

ـ احتلال أفغانستان والعراق

ـ التدخل في ليبيا لإسقاط نظام القذافي

ـ تدخل أمريكا قائدة حلف الناتو في العراق عام 2003 وإسقاط نظام حكم البعث، وفي سوريا واحتلالها لحقوق النفط والغاز في شمال شرق الفرات إلى اليوم، إذكاء حرب اليمن بدعم التحالف السعودي الاماراتي. تأجيج الحرب الأهلية في ليبيا بين شرق ليبيا وغربها

ـ تصعيد الإمبريالية في هجمتها ضد جميع الشعوب، بما فيها شعوب هذه الدول وتمثل ذلك فيما يلي:

ـ قمع السلطات الفرنسية لحركة السترات الصفر (مهد الثورة الفرنسية وموطن حقوق الإنسان والمواطن)

ـ ما يتعرض له السكان السود في أمريكا من تمييز عنصري

ـ الطريقة العنيفة التي نهجتها بعض دول هذا الحلف لمواجهة رافضي التلقيح و الإغلاق، في فرنسا ، هولاندا، كندا ...

ـ سرقة وقرصنة بعض هذه الدول للأجهزة الطبية في بداية جائحة كورونا في المطارات والموانئ

ـ التوزيع غير العادل للقاحات عبر العالم (القارة الأفريقية كنموذج لهذا الحيف)

ـ لازالت لبيا ترزح تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة

ـ نهج سياسة الحصار الاقتصادي وفرض العقوبات المالية على العديد من الدول الرافضة لهيمنة هذه القوى الإمبريالية، منها كوبا و كوريا الشمالية و إيران و فنزويلا و نيكاراغوا وسوريا ـ نظام قيصر ـ حتى لا تستطيع سوريا إعادة الإعمار و بناء ما دمرته الحرب العالمية التي شنت على الشعب السوري. وروسيا، بحيث تشددت العقوبات وتنوعت أصناف الحصار، بعد الحرب في أوكرانيا ، حتى قطاع الرياضة في روسيا لم يسلم من العقوبات ...

حالة منطقتنا المغاربية والعربية

بحكم الشرط الجغرافي والتاريخي، سنركز على ما تعانيه شعوب منطقتنا المغاربية والعربية من حروب ونزاعات وتقتيل وتهجير وتجويع (اليمن) في ظل وجود كيان دخيل على منطقتنا، ممثلا في الكيان الصهيوني وما يقوم به من تأجيج للصراع داخل (سوريا، اليمن، لبنان، السودان، ليبيا). وما يقترفه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم العدوان في حق الشعب الفلسطيني، في غزة، والضفة الغربية والقدس، وداخل فلسطين المحتلة عام 1948.

ما يشجع هذا الكيان الصهيوني على الاستمرار في ممارساته العدوانية على شعوب المنطقة، هو تسارع وتيرة التطبيع معه من طرف الأنظمة الرجعية بضغط من الإدارة الأمريكية بمنطقتنا.

أسئلة على سبيل الختم:

يضم حلف الشمال الأطلسي 3 دول امبريالية وتتوفر على ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية، وهي دول دائمة العضوية في مجلس الأمن (حق النقض/ الفيتو): أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، هذه الدول لها تاريخ استعماري توسعي، قديم وحديث، وهي رأس رمح هذا الحلف، وهذا يشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين .

ـ كيف لشعوب هذه المنطقة مناهضة هذه الهجمة الشرسة الإمبريالية / الصهيونية والرجعية على حقوقها الاقتصادية و الاجتماعية و الصحية والبيئية ؟

ـ ما دور الأحزاب التقدمية والمنظمات النقابية والجمعيات الحقوقية والنسائية والشبابية في تأطير وتوعية شعوب منطقتنا، من أجل النهوض لمواجهة هذه المخططات الإمبريالية الشرسة، التي تهدر خيرات المنطقة وتعطل مسار التنمية فيها؟

ـ أمام خطورة وعدوانية هذا الحلف، يتحتم مجابهته، وذلك بتشكيل تحالف عالمي عريض مناهض لكل مخططاته العدوانية، يتألف من كل القوى المناضلة والتواقة إلى الحرية ولعدالة الاجتماعية والصحية والمناخية والسلام في العالم، للنضال من أجل حل هذا الحلف العسكري العدواني.

 

عبد العزيز بلحسن، فاعل سياسي وحقوقي