الاثنين 6 مايو 2024
كتاب الرأي

محمد شفيق: ضد الحرب ومن أجل الحياة

محمد شفيق: ضد الحرب ومن أجل الحياة محمد شفيق
كمامة وخودة هو ما انتهى إليه هذا العالم البئيس كي يهديه لإنسانية تقف على حافة الانهيار. ما يزيد عن سنتين ظلت أنفاس العالم محبوسة وراء كمامات قيل عنها سبيله للوقاية من فيروس فتاك.
اختار العالم أن يعيش بوجه مقنع وتخلى عن ملامحه والتبس الدفء الإنساني ببرودة اجتماعية قاتلة فنابت المرافق وأحيانا الإقدام عن عناقات صادقة وقبلات عنوان لمحبة وارفة.
غيرنا من معان لغتنا وأصبح الاقتراب تهديدا لسلامتنا واعتداء على طمأنينتنا.
وسعنا من دوائر عزلتنا وانتصرنا لفردانية مقيتة.
أجلنا محبتنا، أحرقنا كتب العشق وقصائد الغزل واستبدلناها ببلاغات الدوائر الصحية وتقارير اللجن العلمية التي لم تكن تعلم بما صرنا اليه.
ولأننا فقدنا قدرتنا على التفرس في وجع العالم، ولأننا ألفنا أن نكون غيرنا استبدلنا الكمامة بخودة تحمي الرأس حتى لا تتسلل إليه أفكار الحب وأحلام الطفولة البعيدة.
ولأننا تمرسنا بما يكفي على أن نحارب فيروسا يتقن الاختفاء ولأننا لم يعد يغرينا العيش بسلام ها نحن نخوض معاركنا ضد ما تبقى من انسانيتنا، فالسلم لم يعد اغنية تصدح بها أصواتنا المبحوحة ولا الحياة جديرة بأوهامنا.
ها نحن نستعيض عن الكمامة بخودة عسكرية وكأن هواءاتنا الفاسدة لا تليق إلا برؤوس ترعى الهمجية والتوحش.
بين الكمامة والخودة العسكرية مساحة حكي طويل حول بؤس العالم وجنونه.