الخميس 28 مارس 2024
سياسة

مؤتمر بمدريد حول الأزمة الإسبانية المغربية: الحل ليس بيد السياسيين فقط

مؤتمر بمدريد حول الأزمة الإسبانية المغربية: الحل ليس بيد السياسيين فقط أكدت بنسودة أن اسبانيا والمغرب بحاجة إلى بعضهما البعض
قال مشاركون في مؤتمر نظمته، الاثنين 28 فبراير 2022، "جامعة أوروبا" بمدريد إن الجوار بين المغرب وإسبانيا يتسم بتقلبات سياسية لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا. ومع ذلك، فإن الروابط بين البلدين تتجاوز السياسة، حيث يتم تعزيز التجارة والتعاون في العديد من المجالات الرئيسية، حسب ما نقله موقع "أتالايار" الإسباني.
وجاء في التقرير أن جولييتا إسبين، الأستاذة في الجامعة الأوروبية، قدمت وجهة نظر الخبراء حول تطور العلاقات بين الرباط ومدريد، ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضًا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
وقالت إسبين إن الجوار بين إسبانيا والمغرب من أكثر الجوارات تعقيدًا بسبب التناقضات القوية بين البلدين. لكن، خلال العقود الماضية، أصبحت هذه العلاقات أكثر ترابطًا، وهو ما يفرض على الطرفين تحديد مجالات التعاون وتكثيفها، مثل مكافحة الإرهاب أو التهريب أو الهجرة غير الشرعية، فضلا عن تعزيز القطاعات الثقافية والعلمية.
وبخصوص تطور العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، سلط بيرنابي لوبيز، أستاذ فخري في الجامعة المستقلة وخبير في الدراسات العربية، الضوء على دور "لجنة ابن رشد"، وهي مجموعة إسبانية مغربية تأسست في منتصف التسعينيات بهدف إدراج رأي المجتمع المدني في الاجتماعات رفيعة المستوى بين البلدين. مشيرا إلى الأزمة الدبلوماسية الأخيرة، وإلى اعتراف كلا الطرفين "بالأخطاء التي تم ارتكابها"، إذ تم إعفاء وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا، بينما أعربت الرباط عن تفاؤلها بتطبيع العلاقات.
وقال لوبيز إن "الاختلاف بين الأنظمة يجعل التفاهم صعبًا". مشددا على أنه "اليوم أكثر من أي وقت مضى يجب أن نحتفل بمكملاتنا كجيران، وأن "نبحث عن التقارب".
من جهة أخرى، أكد خافيير فرنانديز أريباس، صحافي ومدير مجلة "أتالايار"، أن العلاقات التجارية بين البلدين ممتازة، وأنها لم تتأثر بالأزمة السياسية. ذلك أن إسبانيا، حسب رأيه، تتمتع بتبادل اقتصادي يفوق التبادل مع جميع دول أمريكا اللاتينية.
وأوضح فرنانديز أريباس أن العلاقات بين رجال الأعمال والمؤسسات غير السياسية تأثرت فقط بوباء فيروس كورونا، وهو الأمر الذي حدث أيضًا مع السياحة والتعاون في المجال التعليمي.
وقال أريباس إن إحدى المشاكل الرئيسية مع المغرب تكمن في أن جزءاً من الحكومة الإسبانية الحالية يدعم جبهة البوليساريو، وهذا أمر "يجعل التفاهم مع المغرب صعباً". هذا هو التحدي الرئيس، فضلا عن الخلافات الأخرى التي حدثت في السنوات الأخيرة والتي عرقلت العلاقات السياسية. ومع ذلك، يقول أريباس، فإن المجتمع المدني يسلك مسارًا مختلفًا، مثله مثل التعاون في مكافحة الإرهاب.
وشدد فرنانديز أريباس على أن "هناك قضايا بين البلدين تقع فوق الظروف السياسية".
بدورها، قالت حنان بنسودة، مترجمة، أن العلاقات بين البلدين تعرف حاليًا أفضل لحظاتها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي". ذلك أن "إسبانيا هي المورد الرئيسي للمغرب، وهي نقطة تشجع على "إقامة روابط سياسية واقتصادية وثقافية، وحتى عسكرية قوية"، حسب المتدخلة.
وأكدت بنسودة أن كلا البلدين بحاجة إلى بعضهما البعض، مضيفة أن "إسبانيا والمغرب شريكان أساسيان".
وشددت المتدخلة على أن "هناك قلق بين الحكومتين، والحل ليس بيد السياسيين فحسب، بل للمجتمع أيضًا".