محمد بنطلحة الدكالي بدأت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا على الرغم من التحذيرات الغربية والتهديد بفرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو، وقد دعا الرئيس الأوكراني مجلس الأمن الوطني والدفاع إلى الإعلان الأحكام العرفية للرد على الغزو الروسي حسب قوله.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس 24 فبراير 2022 عن تنفيذ عملية عسكرية في إقليم (بون باست)..شرق أوكرانيا الذي يضم منطقتي( لوهانك ودونيكير ).
هكذا نلاحظ أن أوروبا تعود من جديد إلى أجواء الحرب رغم أن الرئيس بوتين طالما أكد لا يريد الحرب وأنه مستعد للتفاوض !!لكن إنهاء اتفاقيات السلام مع أوكرانيا ،والاعتراف بالمناطق الانفصالية مناطق مستقلة، بعثر كل الاوراق الدبلوماسية وهذا ما يبين أن الحرب هي استمرار للسياسة ،لكن بوسائل أخرى، من جانبه تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمحاسبة روسيا كن أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيفرض عليها عقوبات وصفها بغير المسبوقة، ومن شأن هذا التوتر إلى ارتفاع قياسي في اثمنة البترول والغاز، كما أن اثمنة الذهب ارتفاعا صاروخيا، ونجد أن ثماني دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتت مهددة بأزمة خبز حيث تشكل كل من روسيا واوكرانيا ما يصل إلى الثلث من صادرات القمح عالميا، كما تعرف أوكرانيا بسلة الخبز في أوروبا وهي مسؤولة عن 10%من صادرات القمح في العالم ،مما يشكل خطرا على الأمن الغذائي على الصعيد العالمي ،ويؤدي إلى تداعيات اقتصادية قاسية على العديد من الدول في العالم، ومن المرجح أن تتأثر أسواق الطاقة كذلك ،حيث تعتمد أوروبا على روسيا للحصول على حوالي 35%من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ويمكن أن ترتفع أسعار النفط إلى مستوى قياسي مما سيقلل من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي كما سيزيد التضخم استفحالا، أن الأزمة الروسية الأوكرانية تربك المشهد الاقتصادي العالمي، كما أن استمرار هذا التوتر قد يجعل المجتمع الدولي يعرف سيناريوهات لم تكن محتملة التوقع.
محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق مراكش
.gif)
