الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

طرد 45 ألف عائلة مغربية من الجزائر.. بومدين الدموي يطيح بهتلـر من عرش النازية!!

طرد 45 ألف عائلة مغربية من الجزائر.. بومدين الدموي يطيح بهتلـر من عرش النازية!! بعد تنظيم المغرب المسيرة الخضراء لاسترجاع صحرائه، أعلنت الجزائر عدائها لبلادنا وقام عسكر العصابة بطرد 45 ألف أسرة مغربية من الجزائر
في 18 دجنبر 1975، أقدم النظام العسكري الجزائري بقيادة الفاشي الهواري بومدين على اقتراف أفظع جريمة ضد الإنسانية، تمثل ذلك في الترحيل التعسفي في حق 45 ألف أسرة مغربية كانت تقيم هناك منذ عقود باعتبار الروابط التاريخية والثقافية والعاطفية التي كانت تربط بين المغاربة والجزائريين، معتقدين بأنهم قطعة من نسيج الجزائر، ومن حاضرها ومستقبلها. بل إن المطرودين ليسوا فقط من ذوي الجنسية المغربية، بل منهم الآلاف الذين شاركوا في حرب التحرير الجزائرية ضد الفرنسيين، ومنهم من ينتمي إلى قوافل الشهداء في تلك الحرب. ولقد تم ارتكاب تلك الجرائم لا لذنب اقترفوه، ولكن فقط لأنهم ينتمون لمغرب أقدم على تنظيم المسيرة الخضراء تجسيدا لحقه في استكمال تحرير ترابه الوطني، واستجابة لنداء الصحراء، ولصرخات مواطنينا بالأقاليم الجنوبية.

كان ذلك اليوم أسود لما تم فيه من انتهاكات جسيمة في حق المغاربة وأسرهم، وما يملكون من مال وعقار وذاكرة ومشاعر مشتركة... ولذلك بادر كولونيلات دولة العصابة أنفسهم، بتسمية عمليات ترحيل وتشريد المغاربة بـ "المسيرة الكحلة" الذين أرادوها كذلك إمعانا في تعميق الإهانة، وإلحاق الأذى النفسي بعد الأذى الجسدي ضمن ما يؤكد انتماء عصابات العسكر بالجزائر إلى ما يمكن اعتباره النقطة السوداء في الجسم البشري كما تشكلت في القرن العشرين كامتداد للفكر النازي.

إننا إذ تستعيد اليوم هذه الوقائع، فلإعادة قراءتها من جديد، لا فقط لأنها تذكرنا بالصفحة السوداء لنظام دموي وفاشي وعنصري كافر بقيم الأرض والسماء، ولا فقط لتخليد ذاكرة أليمة يلزمنا دورنا الإعلامي باستمرار استحضارها تمجيدا لضحاياها، ومطالبة بحقهم في رد الاعتبار. بل إننا نستعيد ذلك أيضا لتنبيه الدولة المغربية إلى إعادة النظر في طريق تعاملها القانوني والإداري والدولي مع تلك "المسيرة السوداء" فعلا.

نعم لقد استعدنا صحراءنا بإرادة الأمة المغربية جمعاء، وبقيادة الملك الراحل الحسن الثاني، ولقد انتصرنا منذ تاريخ المسيرة الخضراء في كل جبهات الحرب والسلم التي فرضت علينا من طرف دولة العصابة، حيث حمينا الأقاليم الجنوبية عسكريا من خلال الجدار الأمني، ونهضنا بها عمرانيا واقتصاديا  لتصبح لها مكانة متقدمة في  ترابنا الوطني، وبادرنا من الناحية الدبلوماسية إلى طرح مبادرة الحكم الذاتي إسهاما من الملك محمد السادس في إرساء الحل لإنهاء هذا النزاع المفتعل. ولكننا تعثرنا في مجال التعاطي مع جرائم الجنيرالات ذلك اليوم الأسود وفضحهم في المجتمع الدولي وتعريتهم في صالات التحرير بكبريات الصحف والقنوات التلفزية العالمية. 

لنتصور، من باب الافتراض، فقط لو أن دولا مثل فرنسا أو ألمانيا أو مصر حدث لها مثلما ما حدث لأبنائنا من انتهاكات لا إنسانية ذلك اليوم، هل كانت ستصمت، وهل كانت ستلوذ بسلوك التريث أو الحكمة حتى لا نفجر الحدود والمنطقة؟
بل لنتصور أننا نحن من ألحق تلك الإهانات، لا قدر لله، بشرائح من أشقائنا المواطنين الجزائريين. لو حدث ذلك لجعل الجنيرالات من الموضوع "هولوكوست" المغاربيين والعرب والعالم أجمع، ولنصبوا على امتداد بلادهم حوائط مبكى، ولقامو بتجييش كل المنظمات الدولية. 

وبالطبع، فنحن لن نفعل ذلك لأننا ننتمي إلى أمة عريقة أكدت طوال تاريخها ألا تعتدي على أحد، بل تبنى وحدتها وتصونها، وتكتفي فقط بأن تدفع عنها الاعتداء تماما كما حدث منذ تأسست الدولة المغربية منذ 12 قرنا إلى اليوم. لكن ما نراه وجيها اليوم هو أن يفتح المسؤولون المغاربة جبهة الذاكرة ليخوضوا من خلالها حرب تأكيد الذات من أجل إنصاف الضحايا المغاربة المطرودين ورفع الظلم عنهم ورد الاعتبار لذكراهم ولأبنائهم وذويهم. 

إن حروب الذاكرة ليست فقط ذات بعد رمزي، وليست رسم تعامل تجاري كما تفعل اليوم الجزائر نفسها بموضوع الذاكرة لابتزاز فرنسا. حروب الذاكرة هي كذلك معركة في ساحات الشرف، حيث يلتقي الماضي والحاضر والمستقبل. ولا يعقل أن نترك هذا الموضوع الخطير فقط للمجتمع المدني (وخاصة جمعيات ضحايا الطرد النازي من الجزائر)، الذي يعود له الفضل في إثارة تلك الانتهاكات مطالبا بمقاضاة الحكام الجزائريين، وباستعادة كرامة المغاربة المرحلين وحقوقهم المادية المهدورة منذ صبيحة عيد الأضحى الذي حرموا من إحيائه يوم الترحيل القسري واللاإنساني. 

إننا في "الوطن الآن" و"أنفاس بريس"، حين نلح على الدولة المغربية خوض الحرب على هذا المستوى، فلأن المغرب له من مقومات الأمة ما يجعله، ملكا وحكومة وشعبا، قادرا على هزم العدو العسكري الجزائري تماما كما هزمناهم عسكريا على صعيد الحرب في الميدان، وهزمناهم على صعيد المبادرة الدبلوماسية كما على صعيد الإعمار والتعمير بالأقاليم الجنوبية.
هذا الملف هو في الأصل، ثمرة المجهود الإعلامي الذي قامت به "قناة العيون الجهوية" حين خصصت يوم 24 دجنبر 2020 حلقة برنامج "مع الناس" المأساة طرد المغاربة من الجزائر، وهو البرنامج الذي أداره باقتدار الزميل محمود عياش.