السبت 4 مايو 2024
جالية

تعذيب وتجويع واحتجاز.. تقرير لمنظمة ليبية يكشف معاناة المغاربة بليبيا

تعذيب وتجويع واحتجاز.. تقرير لمنظمة ليبية يكشف معاناة المغاربة بليبيا صورة من مركز الاحتجاز بليبيا حسب منظمة رصد
كشفت منظمة رصد الليبية عن عدد من الانتهاكات لحقوق الإنسان في عموم ليبيا، كما توقفت في تقرير جديد لها عند الأوضاع المزرية التي يعييشها المغاربة بليبيا، مبرزة في تقرير لها خلال شهر يناير من عام 2022 "مقتل" ثلاثة مهاجرين مغاربة في مركز احتجاز الماية قرب طرابلس، في أعقاب حملة أمنية شنتها وزارة الداخلية نتج عنها إصابة مهاجر واحد بالرصاص، وإصابة واعتقال العشرات.

وحملت المنظمة غير الحكومية "وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المسؤولية عن كافة الانتهاكات ضد المهاجرين، وطالبي اللجوء داخل وخارج مراكز الاحتجاز"، كما طالبت بـ"فتح تحقيق في مقتل المهاجرين المغاربة في طرابلس، وإخلاء سبيل المعتقلين فورا وتوفير ممر آمن لهم للعودة الطوعية أو الخروج من ليبيا".

من جهة أخرى، سجلت التقرير عددا من الخروقات تجاه المواطنين اللبيين، وطالبت "القيادة العامة بفتح تحقيق عاجل في اعتقال، واستخدام العنف ضد المتظاهرين أمام مجلس النواب من قبل منتسبيها، كما حملتها المسؤولية القانونية عن هذه الانتهاكات، مشددة على ضرورة احترام حق التظاهر السلمي وحق التعبير عن الرأي الذي تكفله المواثيق والمعاهدات الدولية والإعلان الدستوري الليبي".

وحسب المصدر ذاته،" يُحتجز المهاجرون، وطالبو اللجوء، واللاجئون تعسفا في ظروف غير إنسانية في مراكز احتجاز تديرها وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية وأخرى تابعة للمجلس الرئاسي الليبي في غرب ليبيا، والقيادة العامة للقوات المسلحة في الشرق، وكذلك في "مستودعات" تُديرها ميلشيات مسلحة وتجار البشر، يتعرض المهاجرين فيها للقتل والتعذيب والعمل القسري، وأشكال أخرى من سوء المعاملة".

وأفاد التقرير بكون منظمة رصد الجرائم الليبية، وثقت عدة شهادات لمهاجرين محتجزين في مركز احتجاز الماية غرب طرابلس، وهو أحد عشرات مراكز احتجاز المهاجرين المنتشرة في ليبيا، يشرف عليه ما يعرف بـ "جهاز دعم الاستقرار"، مشيرة إلى أن هذا التقرير يحاول تسليط الضوء على الوضع الإنساني، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان داخل هذا المركز، وأن كل ماورد في هذا التقرير بناء على شهادات شهود وضحايا وثقت من قبل مكتب الرصد والتوثيق بالمنظمة وتم التأكد من صحتها، مع إخفاء هويات الشهود حفاظا على سلامتهم الشخصية، وتم ذكر بقية الأسماء التي وردت في الشهادات.

وحسب شهادات الضحايا-يقول التقرير-، يوجد بداخل المركز ما بين 1500 إلى 1700 مهاجر محتجز، من بينهم 50 طفل تقريبا منهم 30 طفل مصري و14طفل مغربي، وهناك قسم منفصل خاص بالنساء لا توجد معلومات عنه، يحتجز بالمركز مهاجرين من جنسيات مختلفة اغلبهم من الجنسية المصرية والسودانية والمغربية والسورية والنيجيرية والسنغالية.

التقرير أفاد أيضا بأن أحد الضحايا، روى الظروف السيئة للاحتجاز داخل المكان، وذكر أنه لا يوجد أغطية أو فرش للنوم وكان الجميع ينامون على الأرض يعانون من البرد، ويعانون من صعوبات في التنفس بسبب التهوية السيئة واكتظاظ المكان، أما بالنسبة للأكل فهو عبارة عن قطعة خبز وقنينة مياه لكل شخص، وأحيانا معها علبة مربى صغيرة في العاشرة صباحاً، وفي الساعة السادسة مساءً أيضا قطعة خبز وقنينة مياه، ومن فترة لأخرى يقدمون وجبة مكرونة، وقال شاهد آخر أن المياه لا تكفي ونضطر للشرب من "دورة المياه" وهي مياه غير نظيفة تسببت لبعض المهاجرين في مغص في البطن.