الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

عبد الرحيم الشرّاد يرد على المطرب الشعبي حجيب فرحان

عبد الرحيم الشرّاد يرد على المطرب الشعبي حجيب فرحان عبد الرحيم الشرّاد وحجيب فرحان

وجه عبد الرحيم الشرّاد رسالة لبقة إلى الفنان الشعبي حجيب فرحان، اعتبرها ردا وتصحيحا لما جاء في حديثه حول قصيدة "اَلْعَلْوَةْ"، بخصوص تحقيب فترات تاريخية وارتباطها بوقائع وأحداث وثقتها الموسيقى التقليدية والموروث التراثي في الغناء الشعبي المغربي. وذلك خلال استضافته في حلقة نهاية الأسبوع الفارط من برنامج "رشيد شو". جريدة "أنفاس بريس" تنشر الرسالة / الرد في أفق التفاعل مع مضمونها.

 

"كثيرا ما سمعتك تردد عبر وسائل الإعلام بأن "العلوة" تتحدث عن مقاومة المستعمر الفرنسي . أرجوك مرة أخرى لا تردد مثل هذا الكلام الذي لا يستقيم معناه مع السياق العام "للعلوة".

ولعلمك فـ "العلوة" ليست "عيطة" . إنها قصيدة صوفية فيها الكثير من مفاهيم "الحُسَيْنِيين الملاماتيين" كمفهوم "اَلتَّسْلِيمْ" الذي لا علاقة له بالجن على الإطلاق، وإنما هو رأي وموقف "الملاماتيين" الذين قالوا: (نحن نسلم للناس بما هم عليه من أمور العبادة و على الناس أيضا أن يسلموا بما نحن عليه، فلا نحن نتدخل في أمورهم و لا هم يتدخلون في أمورنا من حيث العبادة) .

ولعلمك فالقصيدة تعود للقرن السابع عشر الميلادي، وهي في أصلها خالية من كل عبارات التوسل بالأضرحة و مزارات الصلحاء .

إن النص الأصلي للقصيدة طاله الكثير من الكلام الذي ينتمي لأغاني شعبية مثل "اَلْقُبَّةْ" التي تتغنى بمناقب الأولياء و تتحدث عن إعادة بناء قبة الولي الصالح "سيدي امحمد البهلول". و كذلك أغنية "اَلْعَمْرَاوِيَّةْ". و هي التي تتغنى بالولي "سِيدِي اعْمُرْ بَنْ لَحْسَنْ"، عند أولاد حْرِيزْ، و كذلك أغنية "الزَّاوْيَةْ". و هي التي تتغنى بالشرفاء الغنيميين و هم من الأدارسة الأشراف .

سِيدِي حجيب فرحان، إن ما تستشهد به هو كلام محرّف عن الأصل ، الذي هو في حقيقته مقدمة طلليّة للقصيدة، على غرار ما كان في الشعر الجاهلي .

فحينما وصل الشاعر و هو هنا "الشيخ سيدي امحمد البهلول" إلى تلك الرّبوة التي سوف يتخذها مستقرا له، جال ببصره ثم قال: "اَلْعَلْوَةْ فِينْ مَّالِيكْ. شْكُونْ بَاقِي حَاضِيكْ. هاَذْ اَلْعَزْرِي عَيْنُو عْلِيكْ. وَخَّا نَمْشِي رَاهْ نْوَلِّي لِيكْ. بِالْخَيْرْ وَ اَلْكِمِّيَةْ".

ولمزيد من التوضيح، سيدي حجيب فرحان. إن كلمة "اَلْعَزْرِي" معناها في اللسان المغربي القديم هو "العارف بأمور الفقه و أصول الدين" . وعلى هذا الأساس يقال عن "مُولَايْ بُوشْعَيْبْ" دفين أزمور "عَطَّايْ لَعْزَارَةْ"، بمعنى أنه كان يتخرج على يديه العديد من العارفين بأمور الفقه.

إن الحديث يطول في هذا الباب و لذلك سوف أكتفي بما قلت. و مرة أخرى أرجوك سيدي حجيب فرحان . للأمانة و للتاريخ لا تتكلم بكلام لمجرد الكلام . تحياتي و سلامي ".