Thursday 19 June 2025
مجتمع

سعيد بنيس في ندوة علم الاجتماع.. "المغرب الذي نعرفه انتهى"

سعيد بنيس في ندوة علم الاجتماع.. "المغرب الذي نعرفه انتهى" سعيد بنيس
في مداخلة له حول "أي دور لعلم الاجتماع في فهم وتفسير التحولات الاجتماعية"، خلال الندوة الصحفية التي نظمتها الجمعية المغربية لعلم الاجتماع يوم الأربعاء 17 يونيو 2025 بكلية علوم التربية، تقدم سعيد بنيس، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، بعدد من الاستنتاجات الأولية حول التحولات المجتمعية للإجابة على سؤال "المغرب الذي نعرفه انتهى".
- من مجتمع التواصل الواقعي إلى مجتمع الاتصال الرقمي، ومن ثقافة الشفهي إلى ثقافة السمعي البصري ( واش سمعتي .... واش شفتي / غبرتي هي مابقيتش تبان ف الواتساب ...)، و مواطنة جديدة إلى مواطنة افتراضية .
توقف الأستاذ الجامعي عند تنشئة مجتمعية واقعية بمحاضن تقليدية إلى تنشئة افتراضية بمحاضن ديجيتالية، تنشئة من داخل الذكاء الاصطناعي، وبالتالي صار المعنى الاجتماعي يبنى افتراضيا.
وفي حديثه عن ضبط المنطلقات، قدم سعيد بنيس عددا من الإحصائيات التي أعلنتها الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، والمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، مشيرا إلى أت البحث الميداني السنوي، الذي أنجزته الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، بتنسيق مع وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، والمندوبية السامية للتخطيط، خلال الفصل الأول من 2018، خلص إلى أن نسبة 99 في المائة من المغاربة تستخدم الهواتف الذكية وشبكة الإنترنت  : العينة=  12000 أسرة، وفرد.
بلغ عدد الأفراد المتوفرين على هاتف متنقل 3.9 أفراد لكل أسرة، 86 في المائة من الأفراد البالغين أكثر من 5 سنوات، والمتوفرين على هاتف ذكي يستعملونه للولوج إلى الإنترنت، أي ما يعادل 19.6 ملايين فرد، أما تطبيقات الهاتف المتنقل تستعمل من طرف 93 في المائة من الأفراد المتوفرين على هاتف ذكي، بحيث أن الدافع الرئيسي بالنسبة إلى 90 في المائة من الأسر للتوفر على الهاتف الثابت هو الولوج إلى الإنترنت = عائلة مندمجة = عائلة متصلة.
الإحصائيات كشفت أيضا أن 94.3 في المائة من المستعملين البالغين أكثر من 5 سنوات يشاركون في المنصات الاجتماعية، 21.4 في المائة منهم فقط قد يكونون مدركين لمخاطر وتهديدات استخدام الإنترنت بدون حماية لاستعمالاتهم، نتائج البحث الوطني لسنة  2023 المنجز من طرف المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية بشأن الرابط الأسري.  
1- يرى ثلثا المغاربة (67%) أن هذا الرابط لا يزال قويًا في سنة 2023. تظل الأسرة ملاذا معنويا وموقعا للتضامن المادي بين أفراد الأسرة بل وتم إعادة استكشاف معاني الأسرة إبان كورونا.
2- تراجع البُنى الأبوية التقليدية، سواء على مستوى التراتبية الزوجية أو بين الأجيال، لصالح حكامة أسرية مبنية على التفاهم والتشاور بين الزوجين. يمس هذا التحول الأسري مكونات وعناصر الفضاء العائلي والفضاء العام. 
3- نتج عن التباعد الاجتماعي إبان الجائحة  عدة توترات داخل الأسرة النووية مثل العنف الزوجي وسوء معاملة الأطفال والطلاق وتدهور الصحة النفسية ... مما أدى إلى إضعاف الرابط الاجتماعي إبان جائحة كورونا 
4- تبين نتائج البحث أن الرابط الأسري هو الرابط الذي تعرض لنسبة عالية من الضرر بنسبة 33%، يليه رابط العمل بنسبة  26%، في حين أن الرابط السياسي تأثر سوى بنسبة 1% فقط.
تساءل المتحدث ذاته هل يمكن اعتبار وسائط التواصل الاجتماعي محددا للروابط الاجتماعية و عاملا  لفهم وتأويل التحولات المجتمعية، وبالتالي حقلا رئيسيا لعلم الاجتماع ؟
وقال:" للإجابة على هذه التساؤلات هناك 3 منطلقات أساسية:
- اعتبار وسائل التواصل الاجتماعي محضنا جديدا من محاضن التنشئة  يقوم على قيم صاعدة من الافتراضي تأثر بطريقة عمودية وأفقية في مآلات العيش المشترك  وطبيعة الرابط الاجتماعي  ومستقبل التحولات الاجتماعية.
- الاشتغال على دينامية مصفوفة القيم الصاعدة من الافتراضي ومقارنتها بتجلياتها في الواقع. 
- الارتكاز على مقاربة متعددة المواقع ( الواقعي والافتراضي) = ميدان مزدوج = هوية مزدوجة = تحولات مزدوجة ( دلالة التعقيد المجتمعي=  إدكار موران).
وتوقف سعيد بنيس عند بعض مآلات التحولات المجتمعية، مشسرا إلى خطر  المنصات ( GAMA )، والتيكتوك ( مثال فرنسا = التيكتوك سبب من أسباب انتحار الشباب والقيام بعمليات سادية على الجسد ( البتر) واختلالات في نظام التغدية عند الشباب  / تم إحداث لجنة تقصي من طرف L’assemblée) national ...) تتكون من برلمانيين وعلماء النفس ومختصون في الميديا الرقمية اشتغلت وأنصتت لعينة من 25000 شهادة أجلى بها الأباء والشباب والأساتذة ... 
- الانحراف الافتراضي الناتج عن الإدمان الافتراضي، العنف، التحرش، التنمر، الابتزاز الافتراضي، ثقافة الكراهية – ثقافة "لُوحْ" .."شَوَّهْ" – البيدفيليا - ترونسفريت .. تبارطجيت...
الانحراف الافتراضي كسؤال من أسئلة علم الاجتماع  يشكل كذلك تحدي أمام للسياسات العمومية لاسيما مع المنطق الجديد لما يطلق عليه بالانتقال الرقمي.
- القيم الصاعدة من الافتراضي = السيلفي / المكاشفة ... "الإنسان العاري"، الرابط الاجتماعي صار يمر عبر جسر الافتراضي = غبرتي شحال هادي ما بنتي؟ = بمعنى لم تشارك لا بوسط لا ستاتو لا سيلفي = شكل جديد من التراحم وصلة الرحم   /  صار الرابط رهين تفاعلات ديجيتالية من قبيل بلوكي – ديبلوكي – لايك – سينيالي – انيوري ...
كما أشار إلى التنشئة المتوحشة غير المؤطرة، الاستقلالية المتضخمة من خلال الاعتماد على محركات البحث : "كوكل – الذكاء الاصطناعي فتصبح الأسرة خارج اقتصاد التربية ( الأب والأم في شرود تام)".
وتوقف سعيد بنيس عند مصطلحات:" الغرائبية الهوياتية –التيه المواطناتي –الهجانة القيمية = جيل مغترب ترابيا وتائه هوياتيا ومبغول قيميا ..."، 
كما توقف عند الأمية الرقمية وما ينتج عنها من تبعات مجتمعية ( فضاء عام افتراضي) .
وفي حديثه عن المسارات المستقبلية لعلم الاجتماع توقف سعيد بنيس عند: 
- آلية ثلاثية = منطق التشخيص والفهم والاستباق من أجل تقديم معطيات موضوعية لصانعي القرار.
-  الاستفزاز الإيجابي أو التحدي الموضوعي لأغغناء النقاش العمومي والتداول المجتمعي .
- الاشتغال على إبراز خصوصيات ومميزات المدرسة المغربية في علم الاجتماع .