الخميس 6 فبراير 2025
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: أستاذي جسوس منك تعلمت أو حاولت أن أتعلم

عبد السلام المساوي: أستاذي جسوس منك تعلمت أو حاولت أن أتعلم عبد السلام المساوي
تذكروا أن جسوس مغربي؛ جسوس مؤسس السوسيولوجيا بالمغرب...جسوس مفكر، مبدع، واقعي، مفكك واقع المجتمع المغربي..
جسوس المفكر العضوي، الملتزم، النزيه والنظيف؛ جسوس بسيط سلوكا وتواضعا وعالي فكرا وتفكيرا.
جسوس كان مزعجا لأنه خبير بخبايا المجتمع وشبكات السلطة، ما ظهر منها وما خفي، وهو من كشف عن الخفي والمستور؛ بلغة هادئة، مفهومة وواضحة، بأسلوب فيه كثير من النقد لكن بنكهة سخرية، علمنا كيف نفهم تعقيدات المجتمع المغربي..
جسوس علمنا المدخل الحقيقي الى الاشتراكية، علمنا ما معنى الاشتراكية بأمثلة شعبية متجذرة في الوعي الشعبي..
جسوس كان مفكرا، كان سيسيولوجيا، لكنه كان ممتعا؛ يتكلم ولا ينسى أنه يفكر، يفكر ولا ينسى أنه يتكلم ...كان يفكر ويتكلم ونحن طلبته نكتب وندون؛ ندون في عقولنا وفي كينونتنا قبل الدفاتر والأوراق...
جسوس علمنا معنى أن تكون مغربيا، معنى أن تكون مناضلا، معنى أن تكون اتحاديا ...علمنا بهدوء دون صراخ، فمن يصرخ لا يفكر، علمنا بتوظيف الموروث المغربي، علمنا أن نكون مغاربة، حررنا من الاستيلاب الفكري والثقافي و " الثوري " ..
جسوس علمنا أن نفكر، لأنه لاحظ أننا لم نفكر بعد، ومشكلتنا نحن " الثوار " أننا لا نفكر..
جسوس أستاذنا الذي حررنا في السبعينيات من الدوغمائية الماركسية، من الاشتراكية الطوباوية، من الثورية العدمية، علمنا كيف نكون مغاربة فكرا ونضالا.
جسوس قائد اتحادي، أغنى المدرسة الاتحادية بفكر سوسيولوجي وتنظير سياسي وبأسلوب مغربي..
جسوس أستاذي، أستاذنا، سوسيولوجي المغرب ..