محمد العسري بعد مرض عضال استعصى علاجه، أسلم الروح لبارئها صباح يوم السبت 5 فبراير2022 بمصحة خاصة بمدينة طنجة، قيدوم الحركة اليسارية والحقوقية بالشمال، المشمول برحمة الله ومغفرته الأستاذ سي محمد العسري.
الفقيد العزيز من منارات النضال الديمقراطي والحقوقي بجهة الشمال، لم يرحمه قمع وبطش مغرب الجمر والرصاص قبل إطلاق مسلسل الإنصاف والمصالحة الحقوقية.
وللمرحوم قصة طويلة مع أقبية المعتقل السري "درب مولاي علي الشريف" حيث سيتعرض جسده ونفسيته لشتى أنواع القمع وباقي الأساليب القروسطية لإسكات صوته، لكن ذلك لم ينل من قناعاته الحقوقية والديمقراطية والوطنية وظل صامدا إلى أن لبى نداء ربه مرتاح الضمير .
الفقيد انخرط بنَفَسٍ نضالي قوي من أجل الإنصاف والمصالحة والكشف عن الحقيقة وظل يردد بأنه من دون الكشف عن الحقيقة سيظل المغرب يراوح مكانه.
وهكذا تحمل مسؤولية فرع منتدى الحقيقة والانصاف بطنجة، كما شكلت عضويته باللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالشمال في تجربتها التأسيسية قيمة مضافة يشهد له بها زميلاته وزملاؤه الذين اشتغلوا بجانبه.
وأمام هذا المصاب الجلل، وبعد الوقوف خشوعا وإجلالا أمام روحه الطاهرة يتقدم الفاعل الحقوقي محمد حمضي، باسمه الخاص ونيابة عن كل من رفيقاته ورفاقه في الصف الحقوقي بالشمال و معه طاقم منبر ضمير وزان ، بالتعازي الحارة والمواساة القلبية لرفيقة دربه، وأبنائه ، وذويه ، وأهله، وكل المدافعات والمدافعين عن حقوق الانسان .راجين من الذي جل جلاله بأن يرزق أسرته الكبيرة والصغيرة الصبر والسلوان، ويتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته ، ويسكنه فسيح جناته بجانب النبيئين والصديقين والشهداء .
وإنا لله وإنا إليه راجعون
