مواليد دار الضمانة نهاية سبعينيات القرن الماضي لا تحتفظ ذاكرتهم الجمعية عن قطاع الشباب إلا ما نقشته عليها دار الشباب المسيرة التي يشهد التاريخ بأنها كانت أول نواة جامعية حقيقية ، تخرج منها المآت من الأطر التي أغنت الساحة الوطنية في الحقول الحقوقية والفنية والثقافية ، قبل أن يكتسح الظلام بتلابيبه تفاصيل الحياة هنا كما هناك .
لكن جيل ما قبل المرحلة المذكورة لا يمكن أن تفلح عوامل استهلاك الأعمار في المحو من ذاكرتهم/ن الأدوار الطلائعية التي لعبتها أول دار للشباب ( حي العدير) في صقل مواهبهم/ن ، وتطعيمهم/ن بجرعات من لقاح الوطنية و قيم المواطنة في فترة حاسمة من تاريخ بلادنا .
هذه المعلمة التاريخية (دار الشباب العدير) هي جزء من الموروث الوزاني الذي هدمته معاول الفساد التي حملها على مرأى ومسمع الجميع وضدا على القانون ، منتخبات ومنتخبون ، ونساء ورجال السلطة ، مروا قبل اليوم من مواقع صناعة القرار على المستوى الترابي ، وعبثوا بكل ما هو جميل بدار الضمانة وما ميزها عن غيرها من الحواضر المغربية إلى حد فقدان المدينة اليوم هويتها البصرية ، وأضحت بدون ذاكرة !
الذاكرة الشبابية لدار الضمانة، وحدها الصور المرفقة بهذه المادة الاعلامية تحكي عن واقعها الكارثي ! واقع لم ينتبه له ولا مجلس جماعي واحد ، منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي ، بل هناك ممن نقلتهم صناديق الاقتراع التي لم تعكس ارادة المواطنات والمواطنين ، فقاموا بتحويل البناية إلى مخزن للحديد والإسمنت ! كما تم تحويل طابقها الفوقي إلى بناية خاصة !في الوقت الذي كان بالإمكان تأهيل البناية وتجهيزها وجعلها فضاء لأنشطة ثقافية وابداعية لمواجهة التصحر الذي يكتسح عقول شباب وطفولة المدينة .
ولأن مجلس جماعة وزان يستعد لفتح حوار عمومي بلمسة مؤسساتية من أجل المصادقة على برنامج عمل الجماعة (2022/2026) كما يقول بذلك القانون المتعلق بالجماعات الترابية ، فإنه مطالب بضخ جرعة من أوكسجين العناية على ما تبقى من بناية دار الشباب( حي العدير) التاريخية ، والعمل على تأهيلها وتحرير أجزائها المحتلة ، على أن يتناغم التأهيل مع الوظائف التي ستسند لها مستقبلا .