الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

صابرين المساوي: أبداع الاتحاد الاشتراكي

صابرين المساوي: أبداع الاتحاد الاشتراكي صابرين المساوي
لم يرد صدفة في البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني الحادي عشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الحزب لم يبدع في المجال السياسي والتنظيمي فقط، ولكنه أبدع أيضا في عقد مؤتمر عادي في ظروف استثنائية.
ربح الاتحاديون والاتحاديات رهان عقد المؤتمر وفق أفضل الأساليب الرقمية التي جعلتهم يجتمعون في شاشة واحدة، يتدخلون، ينصتون، يناقشون، يترشحون، يصوتون، وكأنهم في نفس المكان، رغم أنهم كانوا موزعين على منصة مركزية و12 منصة جهوية و3 منصات بالخارج في كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
لم يكن الأمر مجرد استعمال لتطبيقات أو برامج معلوماتية ينقطع الاتصال من خلالها في كل لحظة، بل تعلق الإبداع في كون التواصل المرئي المباشر كان بأفضل الوسائل الرقمية وأجودها وبشكل لم ينقطع معه الصوت أو الصورة أبدا طيلة انعقاد المؤتمر سواء بين المنصة المركزية والمنصات الجهوية أو الخارجية، أو بين هذه المنصات نفسها.
فعندما أبدع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أحسن الإبداع، بل إنه أعطى درسا للتنظيمات الحزبية والنقابية والجمعوية الراغبة في عقد اجتماعاتها وتجمعاتها في ظروف جيدة، والأكثر من ذلك أعطى الاتحاد الاشتراكي درسا حتى للعديد من المؤسسات الدستورية التي ستجد في هذا الأسلوب أفضل طريقة لاستمرارية العمل وممارسة المهام وفي نفس الوقت الالتزام بالتدابير الصحية التي فرضتها جائحة كورونا.
لم يكن هذا الابداع غريبا عن الاتحاد الاشتراكي، فمنذ تفشي الجائحة تمكن الحزب من التأقلم مع تداعياتها من خلال الاستمرار في عقد اجتماعات المكتب السياسي، واجتماعات المجلس الوطني، بل إن التحضير للمؤتمر نفسه تم من خلال لجنة الورقة السياسية ولجنة الورقة التنظيمية التي تمكنت من فتح نقاش موسع بين الاتحاديات والاتحاديين أينما وجدوا، وبلوروا من خلال ذلك أوراق في مستوى راقي على غرار كل المؤتمرات الوطنية السابقة.
كان ذلك تحديا ربحه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومعه ربح الحزب تحدي تجديد المجلس الوطني، وانتخاب الكتابات الجهوية، وإعادة الثقة في الأخ إدريس لشكر ككاتب أول.