عندما نريد ان نحاسب الاشخاص يجب ألا ننساق وراء انفعالاتنا العاطفية وليدة اللحظة وإنما يجب ان نمنح أنفسنا مهلة لترتيب افكارنا بما يسمح لنا بتقييم أداء هؤلاء الاشخاص بعيدا عن كل تأثير يتحين مناسبات الاخفاق للانقضاض على اللحظة وتوظيفها لتصفية حسابات معينة تخدم موقفه من الدولة والنظام،
إذا كان من المروءة ألا ننسى الفضل بيننا وألا نبخس الناس اعمالهم وننصب المشانق لهم، فمن الموضوعية أيضا أن نحاكمهم محاكمة عادلة يتمتع فيها المتهم المخطئ بحقه في الدفاع عن نفسه مهما كان جرمه..ومن هنا وجب أن نتذكر جميعاً أن هذا البركاني استطاع أن يخترق اسوار قلعة الكاف حيث كانت تحبك كل المؤامرات ضد المغرب وضد الفرق الوطنية المشاركة في بطولات الأندية الافريقية وضد المنتخب الوطني ويتم التحكم في نتائج المباريات من خلال تعيين حكام معدين للقيام بالمهام القذرة التي طالما كانت الفرق الوطنية ضحية لها، ليس هذا فحسب بل استطاع هذا الرجل أن يحول الرباط إلى مقر غير رسمي للكاف وأن يجر اتحاد جنوب افريقيا لكرة القدم إلى تفاهمات خلال الجمع العام الذي احتضنته الرباط، وتقضي هذه التفاهمات بانتخاب مرشحها رئيساً للكاف مقابل تصويتها هي والدول الداعمة لها لمقترح تقدم به المغرب يشترط عضوية الأمم المتحدة للانضمام الى الكاف، فأسقط التعديل كل مناورات الجزائر ومحاولاتها لمنح العضوية لصنيعتها في الكاف.. وهو التعديل الذي اغضب النظام الجزائري وافقده صوابه وتعرض فيه لقجع لهجوم وقح وساقط من قبل صحافة نظام الجنرالات..
ويتحدث البعض منا باستغراب واستنكار عن الميزانية الضخمة المخصصة للجامعة وعقدوا مقارنات بينها وبين ميزانيات مخصصة لقطاعات حكومية أو ميزانيات جامعات رياضية افريقية.. فعلا إنها ميزانية ضخمة ولكن تبررها المهام التي تضطلع بها هذه الجامعة وهي تقود باقتدار كبير ديبلوماسية كروية موازية استطاعت بتوظيفها أن تقتحم ادغال الكرة الافريقية وتستقطب دول إفريقية ظلت تناصبنا العداء باستضافة منتخباتها واقامة دورات تكوينية لأطرها وتوفير الدعم المالي والتقني لإقامة بنيات رياضية فيها وتجهيزها وأطعم بطونا إفريقية تبيع مواقفها لمن يدفع أكثر..
إن لقجع اختاره النظام ليقوم بمهمة العودة إلى الكاف كلاعب أساسي ووفر له من الامكانيات ما جعل المغرب يسترجع مكانته في هذه المنظمة التي تأتي في الرتبة الثانية من حيث الأهمية والتأثير الجماهيري والسياسي بعد الاتحاد الافريقي ..
فإذا كان لقجع قد قاد الدبلوماسية الكروية باقتدار وحقق نتائج لا يمكن التنكر لها بعد هزيمة مصر فإنه اخفق في اختيار من يقود كتيبة مقاتليه على المربع الأخضر لأنه اخطأ التقدير...وعليه أن يتحمل مسؤوليته..
غير أننا لازلنا في حاجة إلى هذا الثعلب الذي يطلب بذيله الجزائريون والتونسيون والمصريون والجنوب افريقيون وخصوم وحدتنا الترابية لأنه استطاع أن يحد من صولتهم في الكاف واصبح اسمه مصدر قلق لهم وهذه حقيقة يشهد بها كل من يعرفون شخصية لقجع الذي اختير..للقيام بهذه المهمة الوطنية..
فعيسى حياتو ديكتاتو الكاف الذي مهد له الطريق إلى الرئاسة المرحوم عبد اللطيف السملالي، والذي حكم الكاف لمدة 29سنة لم يكن لاعب كرة ولا مدرب فريق بل كان رئيسا لفريق قطن ياوندي..
بنسعيد الركيبي، فاعل مدني