الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

المغرب يعري المنابر الفرنسية في ملف بيغاسوس ويرفض تبييض تقارير" هيومن ووتش"

المغرب يعري المنابر الفرنسية في ملف بيغاسوس ويرفض تبييض تقارير" هيومن ووتش" كينيث روث، مدير منظمة هيومان رايت ووتش
قبل أيام، عقدت محكمة باريس الكبرى جلستها الأولى المخصصة للبث في الشكاية التي تقدم بها المغرب ضد مجموعة من المنابر الفرنسية التي ٱدعت أن المغرب ٱستعمل برمجية بيڭاسوس للتجسس على الرئيس الفرنسي و 14 وزيرا و عدد من الشخصيات الفرنسية.
الشكاية المباشرة كانت قد تقدمت بها السفارة المغربية و كان من المفروض حسب القانون الفرنسي أن تتقدم المنابر المشتكى بها بعرض للأدلة التي تبرر ٱدعاءاتها بعد عشرة أيام من تقديم الشكاية المباشرة، و هو أمر لم يحدث، لقد ٱختارت المنابر المشتكى بها الصمت حول تقديم الأدلة لهذا ٱنتظر الجميع ٱفتتاح المحاكمة على أمل أن تتقدم المنابر عن طريق دفاعها بالأدلة التي تبرر كيل الإتهامات للمغرب، لكن حدث العكس، دفاع المنابر المشتكى بها ٱختار أن يتخندق وراء كلمات فضفاضة و غير مناسبة من قبيل حرية التعبير و الحق في الإنتقاد و الدفع بعدم قبول الشكاية المباشرة حتى لا تبث المحكمة في الجوهر، لأن المنابر المعنية تفتقر لأبسط دليل يزكي إدعاءاتها الباطلة.
أن تتهم دولة بالتجسس على السلطة السياسية في دولة أخرى لا يعتبر إنتقادا أو من قبيل حرية التعبير، بل هو ٱتهام و كذب في حق دولة ٱختارت منذ البداية طريق الوضوح و أعلنت عبر بيانات و بكل شفافية زيف الإدعاءات و بطلانها، غير أن دفاع المنابر المتهمة أراد أن يصادر حق المغرب في التقاضي أمام القضاء الفرنسي و ضد منابر فرنسية من خلال الدفع بأن المغرب كدولة أجنبية لا حق له في التقاضي كدولة، و أن القانون الفرنسي يعطي فقط الحق للأفراد كطرف مدني.
لقد فضحت جلسة الأربعاء 26 يناير بالمكشوف زيف ٱدعاءات المنابر الفرنسية كما سبق للمغرب منذ البداية أن بين بناءا على خبرة علمية مضادة هذه الإدعاءات الكاذبة، فقد كشف مسؤولون فرنسيون أن هواتف الرئيس الفرنسي و بعض الوزراء خضعت للخبرة التي بينت أن هواتفهم لم تتعرض للتجسس.
دفاع المغرب الذي رافع من أجل حق المغرب في التقاضي من خلال قبول الشكاية لإتاحة الفرصة للمنابر المشتكى بها لتقديم الأدلة التي إعتمدتها لنشر ٱدعاءاتها الكاذبة، علما أنه سبق لبعض الأشخاص أن تقدموا بشكايات منذ أشهر ضد المغرب و أخضعوا هواتفهم للخبرة، لكن النيابة العامة الفرنسية لم تقتنع بجدية هذه الإدعاءات و وضعت شكاياتهم على الرف و المغرب يتحدى الجميع أن يربطوا المغرب بتلفون واحد تم التجسس عليه، و لهذا يطالب المحكمة بالبث في الجوهر لوضع المنابر الفرنسية أمام مسؤولياتها ليتأكد للجميع أنها لا تملك حتى ربع دليل على أن المغرب تجسس على هواتف بعينها لأنه بكل بساطة لم يستعمل يوما برمجية بيڭاسوس في إطار الدفاع عن أمنه القومي، و أنه يملك الإمكانيات البشرية الكافية للحفاظ على أمنه القومي.
لقد ظهر اليوم بالملموس أن المنابر الفرنسية و غيرها من المنابر الأخرى المنتظمة في إطار فوربيدن ستوريز كانت جزءا من أجندة للإساءة للمغرب لأنه ٱختار أن يمارس ٱستقلال قراره الوطني و الدفاع أولا و أخيرا عن المصالح العليا للبلاد بثباث.
إن الحكم الذي ستقضي به محكمة باريس في الأخير من شأنه أن يكشف بالملموس مدى ٱرتباط حملة الإساءة التي تعرض لها المغرب ببعض الدوائر الرسمية الفرنسية.
ولأن الطوابرية لا شغل لهم غير المغرب ولن يبتلعوا بسهولة الضربة التي تلقوها في ملف بيڭاسوس بعد أن تعرت ولاءاتهم، فإن هيومان رايت ووتش كعادتها تعرض الخدمات ولا تفوت فرصة لتصفية حساباتها مع المغرب، حيث خصصت جزءا من تقريرها السنوي لما تراه خروقات الحريات في المغرب. مشكلة المغرب مع هذه المنظمة وغيرها ليس في ما تستند إليه من معطيات ناقصة ومنتقاة بعناية لما يخدم هدفها فقط ولكن في طريقة اشتغالها المتحيزة ومنهجيتها غير المهنية وأجندتها المحكومة بخلفية عدائية للمغرب ومصادر معلوماتها غير المحايدة وعملية المسح والرصد المحكومة باستنتاجات موضوعة مسبقا وعدم وجودها في الميدان لمتابعة تفاصيل التعامل المغربي مع الحريات وعدم تعاملها بنفس الميزان مع دول مشابهة.
لقد لاحظ المتابعون لتقرير هذه المنظمة هذه السنة بأن "السمايرية" الأوفياء لها خرجوا جميعا للترويج للتقرير والتركيز على أن هذه المنظمة "غير حكومية" وأنها راسلت المغرب للإدلاء برأيه ليُضَمَّن في التقرير ولكن المغرب كعادته يرفض التجاوب. أصبح الطوابرية مدلسون يخفون الحقائق كاملة ويظهرون فقط ما يتماشى ويعزز آراءهم/ أهواءهم. يرفض المغرب التعامل مع هذه المنظمة ومثيلاتها منذ وقت ليس بالقصير لأسباب كان الأولى بهؤلاء الطوابرية بسطها للرأي العام ليكون على بينة. لقد كان المغرب أكثر من مرة ضحية تعامل غير حيادي وغير مهني وغير حقوقي من هذه المنظمة فاتخذ قرارا سياديا بعدم التعامل معها، فطلبها رأي السلطات في قضايا صيغت بمقاربة أحادية ووفق رؤية انفرادية هو نوع من طلب تبييض تقرير غير حقوقي أو طلب تأشيرة على مضمونه من دولة سجلت أكثر من مرة ملاحظاتها على هذه المنظمة وسيكون من العبث التعليق على منتوجها وهي تعترض عليها من الأصل، وقد كان أولى لها أن توضح بنزاهة أسباب عدم تجاوب المغرب مع ادعاءاتها. لا يمكن التسليم إطلاقا بأن هيومان رايت ووتش منظمة غير حكومية وفية لميثاق العمل غير الحكومي بل هي واجهة سياسية لجهات تدفع لها للنيل من المغرب، ولذلك فتقاريرها سياسية وليست حقوقية ومحكومة بخلفية سياسية وتموقع قبلي متحامل للمنظمة تجاه المغرب وتبحث فقط عن وقائع تتعامل معها بانتقائية مقيتة. والحمد لله أن جزءا مهما من النخبة المغربية والإعلام المغربي صار يفهم هذه الأجندة ويتفاعل مع المادة الدعائية لهذه المنظمات بحذر شديد وفحص قبلي وهو ما عزل الطوابرية وجعلهم ينزلون بثقل للانتصار لمضامين تقرير متحيز اكتشفوا أن التجاوب معه ضعيف مما فضح أجنداتهم ضد المغرب وقضاياه. دنيا الفيلالي والتي تسعى إلى استكمال ملف اللجوء في فرنسا وتعزيزه بما يثبت أنها معارضة أصيبت بحالة نسيت معها أنها مغربية وهي تتحدث عن التقرير لتصف جزءا عزيزا على المغاربة ب"الصحراء الغربية"!!! هكذا بدون سبب، وبحثا فقط عن إثبات وضعيتها كمعارضة تلتجئ لصدم المغاربة في جزء من ترابهم متناسية، والأصح أنها جاهلة، أن هناك فرق بين معارضة نظام ومعارضة وطن. الوطن أيتها الهاربة من العدالة ملك مشترك وقطعة من كل واحد منا والأولى لك أن تكوني جندية لفداه والدفاع عن وحدته. الحمد لله أن الوطن في غنى عنك وعن أمثالك من الطوابرية لأن له رب يحميه ورجال ونساء يصلون الليل بالنهار سهرا على وحدته وأمنه واستقراره وسلامة ساكنيه.
لن تنقضي "بريكولات" الطوابرية ولكن حتما سيعيشون هذه السنة أوضاعا أسوأ من سابقاتها لأن فضائحهم كثرت ومعارضتهم لإرادة المغاربة صارت بادية للعيان.
 
عن موقع "شوف تيفي"