الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الله سدراتي: كيف لمنطقة الجنوب الشرقي التي وسمت بالعقم أن تلد النجباء؟

عبد الله سدراتي: كيف لمنطقة الجنوب الشرقي التي وسمت بالعقم أن تلد النجباء؟ عبد الله سدراتي
واحات الجنوب الشرقي محرقة للطاقات البشرية؛ إما أن تشتغل في الظل معزولا بلا أثر ولا صدى وإما أن تشتغل تحت شموس حارقة وصيف وجفاف فكري لا يرحم؛ وبرد قارس لايجامل؛ كما تلفح وجوهنا الموجات الحارة في صيف جاف بلا ظلال؛ تلفح وجوه رجال التغيير موجات مماثلة من الإقصاء والسحل وسوء التقدير؛ فالمثقف في الواحة كي يسلم بجلده وعقله عليه أن ينخرط مداهنا وراضيا؛ كلما شرع في استراتيجية التغيير داخل قبيلته أو جمعيته أو حتى في مؤسساته إلا وتنهال عليه أحجار من نكران وصدود؛ فما عساه أن يفعل هل يستسلم على هون أم يدس رأسه في الرمل كالنعامة ويبيع ضميره كالقطيع؛ أم يحمل أمتعته الفكرية وحقيبته الإبداعية ويرحل؟ والسؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح؛ هو كيف لمنطقة وسمت بالعقم أن تنجب النخباء والنجباء على جميع الأصعدة ولا تستفيد منها؟ وكيف لمنطقة منسية تماما أن يصير أهلها كارهين لها بمجرد ما تينع عقولهم وأجسادهم؟ أسئلة لها أجوبة كثيرة لكن لا يمكن لأي جواب أن يصير منصفا مهما حاولنا ذلك.
 
عبدالله سدراتي، فاعل جمعوي