الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد القادر كترة: المنتخب الجزائري.. حكاية الضفدع الذي نفخ نفسه لتجاوز حجم الثور فانفجر

عبد القادر كترة: المنتخب الجزائري.. حكاية الضفدع الذي نفخ نفسه لتجاوز حجم الثور فانفجر عبد القادر كترة
قصة الضفدع المغرور والثور: " كان ضفدع ضخم في مرج بجانب جدول، وكان فخورًا بحجمه، وكانت كل الضفادع الأخرى يخشونه، وكانوا يعاملونه باحترام كبير .
وذات يوم سمع الضفدع المغرور الضفادع الصغيرة تتحدث عن كائن هو أكبر وأضخم مخلوق سبق ورأوه، وله قرون ضخمة على رأسه طويلة للغاية، لدرجة أن ضربة واحدة من قرونه كافية لتدمر حياة الكثير من المخلوقات بجوار الجدول.
لم يصدق الضفدع أي كلمة مما سمع، وقال: كيف يمكن أن يكون هناك أي مخلوق أكبر مني؟، لا يمكن أن يكون هناك أكبر من أكثر ضفدع مدهش في العالم كله. وفي نفس الأثناء مرّ الثور بجوار الجدول، وكان يشعر بالعطش، ابتعدت الضفادع الصغيرة بسرعة وفي خوف بعيدًا عن الثور، بعيدًا عن قرونه الكبيرة وذيله الطويل، وشرب الثور حتى شبع وقرر أخذ قيلولة بجوار الجدول .
ورأى الضفدع الثور الكبير، وسأل نفسه لماذا كل هذه الجلبة، فهذا الوحش المخيف ليس إلا ثور كبير سخيف ليس كبيرًا كما يقول الآخرين.
فصرخ الضفدع في الضفادع هل هذا هو الوحش الكبير؟ .فردّت عليه بخوف نعم، هل رأيتَ كَمْ هو كبير؟ . فضحك الضفدع بسخرية، قال كبير؟وهل تعتقدون أن هذا الثور كبير؟ لماذا ؟، أنا أستطيع أن أكون ضعف حجمه إن أردت ذلك، شاهدوني .
أخذ الضفدع نفسًا كبيرًا وظل ينفخ وينفخ، حتى انتفخ مثل البالون الكبيرة، وقال الضفدع هل رأيتم؟ ألست كبيرا مثله ؟ .
كان الضفدع يسأل والضفادع ترد: «لا يا ضفدع لم تصل بعد إلى حجمه، الوحش أكبر بكثير، أنظر له كيف ينام على العشب، ويبدو ضخمًا للغاية" .
فقال الضفدع: حسنًا، سترون، أخذ الضفدع نفسًا أخر عميقا، ونفخ مجددًا أكثر من مرة وقال لابد وأن أكون أكبر منه الآن، فردت عليه "لا ليس بعد، الوحش أكبر من هذا بكثير ".
قال الضفدع: "شاهدوني". وأخذ نفسًا عميقًا بصعوبة كبيرة، وكان النفس بأقصى قوة يستطيعها الضفدع، وبدأ ينفخ وينفخ وينفخ وبدأ يكبر ويكبر ويكبر وفجأة صوت فرقعة: لقد انفجر الضفدع نتيجة لكبره. وكبريائه".
مناسبة السياق لهذه القصة التي تناولتها أدبيات الشعوب ورواها أعظم الأدباء كان آخرهم الحكيم الشاعر الفرنسي "لافونتين"، وهي القصة التي تتوافق مع المثل القائل "كلما كان الصعود مرتفعا، كان السقوط مدويا ومؤلما"، مناسبة القصة هو قصة النفخ في المنتحب الوطني الجزائري إلى درجة منحه هالة " المنتخب الذي لا يقهر"، فصادف قاهره ومُؤدبه ومُعيده لمكانته ولوعيه ولحجمه، الأمر الذي قهر وآلم وأوجع مريديه .
لم يُسجَّل في تاريخ كرة القدم أو الرياضات الأخرى في العالم أن صار فريق "صنما" يَعبده جمهوره عبادة الآلهة حذّ الهيستيريا وسلاح النظام العسكري الجزائري لتسيير دواليب الدولة الجزائرية وقيادة شعبها مثل المنتخب الوطني الجزائري الذي أضحى قضية موت أو حياة في الجزائر وتحول إلى أوكسيجين يُتنفس وماء يُشرب وطعام يُؤكل ولباس يُلبس وحبوب نوم تؤخذ ومنبهات للاستيقاظ وحتى مسكرات ومخدرات تُتَناول لتجاوز الهموم والأزمات الحقيقية...
جعل النظام العسكري الشنقريحي من المنتخب الوطني الجزائري "كلّ شيء ولا شيء غيره" ورُفع في أعلى عِلِّيّين حتى آمن الجزائري بأنه مُقدس بل فوق كلّ المقدسات "لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ" (كما جاء في الآية الكريمة)، ولا يتخيَّل له يوما بل من سابع المستحيلات أن يسقط أو يتعثر ولو كان ذلك أمام أعتى المنتخبات العالمية، فكانت الصدمة قوية والضربة موجعة كما يقول المثل "كلما كان الصعود مرتفعا، كان السقوط مدويا ومؤلما".
يندهش القارئ والمتتبع لأخبار الرياضية خاصة منها كرة القدم، لما تخصصه وكالة الأنباء الجزائرية والمنابر والجرائد الإعلامية والمواقع الإلكترونية وشبكة التواصل الفوري للكمّ الهائل للمقالات والأخبار والأحاديث عن المنتخب الوطني الجزائري (استيقظ المنتحب أو أحد أعضائه نام المنتخب، تناول المنتخب فطوره تعشى المنتخب، صلى المنتخب وخطب فيه الإمام الكاميروني خطبة الجمعة، قال المنتخب وسكت المنتخب، ذهب المنتخب جاء المنتخب، قال فلان عن المنتخب وأخذ علان صورة مع المنتخب...ذهب المنتخب إلى المرحاض خرج منه...) إضافة إلى تهانئ رئيس الأركان الشنقريحة الرئيس الفعلي للجزائر وعبدالمجيد تبون الرئيس الجزائري الصوري (الرئيس تبون يجدد دعمه ومساندته المطلقة للمنتخب الوطني) ومختلف المسؤولين كانوا وزراء أو سفراء أو عملاء، بمناسبة أو بدون مناسبة تعادل المنتخب أو انهزم أو انتصر على حدّ سواء، بل حتى أسباب الهزيمة تلصق في الآخر.... الرطوبة والظلام وعشب الملعب والتحكيم والبرمجة والمخزن والسحر والعين و"التقواس" و...و.....
ألا يمكن للأشقاء الجزائريين على أغلب مستوياتهم التريث والتاني والرزانة والتحلي بقليل من المنطق والحكمة والبحث عن الأسباب والمسببات والتحليل الرياضي العلمي لإيجاد مكامن الخطأ والتقصير وتدارك ما يمكن تداركه وإصلاح ما يمكن إصلاحه والقبول بالواقع ولو كان مراًّ بدل التراشق بالتبريرات والقول بأن المنتخب الجزائري مرشح لنيل كأس العالم أما كأس أفريقيا فلسي في حسابه، فقليلا من التواضع والتعقل وليس العيب أن يُخطئ المرء أو يتعثر لكن العيب أن يتمادى في الخطأ ويرفض أن ينهض..
عناوين ما يسمى بالمؤسسات الإعلامية صادمة وغير مفهومة وتنمُّ عن الغرور والتعالي والكبرياء والنرجسية والأنانية الشيزوفرنية، حالات جماعية جديرة بالدراسة في أكبر المستشفيات العالمة المتخصصة في الأمراض النفسية والعقلية.
ونورد في هذا المقال إلى بعض من العناوين دون الدخول في صميم المقالات التي قد تّنفِّر القارئ وتصيبه بحالة من الغثيان والتقيؤ والاكتئاب ونترك له الحكم واستخلاص المعنى، "بلماضي يوجه كلمة إلى الشعب الجزائري بعد نكسة سيراليون" و"بتأثر شديد.. بلماضي يُخاطب الجزائريين برسالة قوية" و"لهذه الأسباب "الخضر" مرشحون "فوق العادة" لكسب النجمة الثالثة" و"مدرب تونس السابق: “الكان” من دون الجزائر بدون معنى" و"بلماضي: المنتخب مستهدف وهذا سبب غضبي أمام سيراليون" و"هل حرم الحكم منتخب الجزائر من ركلتي جزاء أمام سيراليون؟ و"بالصور.. تفاعل بلماضي يصنع الحدث في الكاميرون رغم التعادل " و"الجزائر / سيراليون اليوم.. محاربو الصحراء جاهزون للدفاع عن اللقب الإفريقي" و "الكان" أعرق من كأس أوروبا ولعبها كل سنتين يزعج العالم" و"هذا ما قالته صحافة سيراليون عن مباراة الجزائر" و"بعد تلقي محرز معاملة أسطورية بالكاميرون.. شعيب يضرب المثل بمارادونا" و"تحملوا مسؤولياتكم وصححوا الأخطاء" ورغم التعثرات.. بلايلي الأفضل في كأس افريقيا من هذا الجانب" و" قنبلة مدوية.. تقنية "الفار" كانت مُعطلة في لقاء الخضر وغينيا الإستوائية" و" عمارة (رئيس الفاف) يتلقى مُكالمة هاتفية من رئيس الجمهورية" و" عمارة: "راح تكون فيه إنتفاضة من الجميع.. أصبحت مسألة كرامة" و" إبن الشنفرة(الراقي)..هناك شيء غير طبيعي في المباراة واذا سهلولي نروح نفك اللغز" و" رطوبة تصل 98 بالمائة أثناء مباراة الجزائر وغينيا الإستوائية" و" محلل رياضي مصري: ملعب جابوما لا يصلح إلا لرعي غنم" و" هذه أكبر المؤامرات التي تعرّض لها “الخضر” في نهائيات “الكان”" و" موقع أمريكي يشكك في سلسلة اللا هزيمة التاريخية لأشبال بلماضي" ....