السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

محمد يسين: قراءة أولية في كتاب.. التعليم والمردودية.. مقاربة سيكو معرفية

محمد يسين: قراءة أولية في كتاب.. التعليم والمردودية.. مقاربة سيكو معرفية محمد يسين وفي الإطار غلاف الكتاب
هو كتاب صدر عن مؤسسة باحثون للدراسات، الأبحاث، النشروالاستراتيجيات الثقافية ،" لعالم النفس- المعرفي الدكتور علي أفرفار، في 460 صفحة من الحجم المتوسط…
ويعد الكتاب ثمرة اشتغال  تجاوزت أربعة عقود في مجال علم النفس المعرفي.
كعتبة أساسية لقراءتي  لكل مؤلف، رواية كان أو مجموعة قصصية، أو كتابا فكريا، أعتمد على عتبات نصية أساسية نوردها وفق ما يلي:
1) عنوان الكتاب:
هو عنوان مباشر، يوحي بانتظام المؤلف في مثلث  تتشكل أضلاعه من: 
المنظومة التعليمية/المردودية/المقاربة السيكو معرفية...ستتحكم في إبراز علاقات التأتير والتأثر بينها تمفصلات وتقاطعات أفقية وعمودية، على مسافة فصول الكتاب.
2) النص التأطيري ظهر الغلاف:
في النص التأطيري ظهر الغلاف، صرح الدكتور علي أفرفار عن  أسباب النزول قائلا:" الواقع أن ما توصلت إليه مختلف الدراسات والأبحاث وما أكدته مختلف التقارير وعبر عنه مختلف المتدخلين في عملية التعليم والتعلم هو الذي دفعني إلى حمل ثقل تأليف كتاب حول التعليم والمردودية، أتناول فيه إشكالية عامة تتفرع إلى الأسئلة الأربعة.
ــ لماذا يقضي أبناؤنا غلافا زمنيا كبيرا في المدرسة ومع ذلك تكون مردودية عدد منهم ضعيفة؟
ــ لماذا يحمل أبناؤنا عددا مهما من الكتب في محفظاتهم ومع ذلك مردودية عدد منهم ضعيفة؟
ــ أين يوجد الخلل بالضبط، هل في المدرس؟ أم في المنهاج؟ أم في التسيير الإداري؟ أم في طرق التدريس؟ أم في عدم فهمنا وتمكننا من مكونات شخصية التلميذ؟ أم في هذا كله؟
ــ ما السبيل إلى الرفع من مردودية التلاميذ؟
للإجابة عن هذه الأسئلة الحارقة - طبعا- والتي رافقت كل حامل منا  لِهَمِّ العملية التعليمية/التعلمية، يُفترض من كل قارئ شغوف بالاستنارة في مجال " الاشتغال المعرفي للدماغ" أن يغوص بين مضامين هدا المؤلف القيم.
3) الصورة المؤطرة في الغلاف:
تحيلنا صورة غلاف الكتاب إلى الاستنتاجات  الأولية المستوحاة من العنصرين التاليين: 
أ) الألوان المعتمدة.
ب) الخطوط والرسوم الدالة.
حين نتأمل الصورة كليا، وبؤريا يمكننا تحديد مجالين على المستوى الأفقي، هما مجالين متقابلين مع بعض التماسات:
المجال الأعلى في نظرنا  تحكمه الألوان الحمراء وألوان لهيب ألسنة النار، واللونين لهما  دلالات متعددة، لن تكون بالطبع حالات دفئ واستراحة  للقارئ والمتمعن.
المجال الأسفل المتداخل شيئا ما مع المجال الأعلى، تحكمه ألوان لها أكثر من دلالة، الأزرق الفيروزي، الذي تحكمه ما يشبه ظلال جسد على اليمين، هو أكيد وضعته ريشة الفنان لغرض قرائي ما…على مساحة  اللون الأزرق تتشتت  بقع ذات لون أبيض، واللون الأبيض حمال لِدلالات متعددة، نرى أن لقلته على اللوحة رمزية تستحق التركيز.
المثير للانتباه بين المجال الأعلى والمجال الأسفل في الصورة، هو خطوط ناعمة منها ما يرمز لطفل أو لطفلة، نستشف ذلك حين التركيز على نقطة نعتبرها عين وسط وجه...هي ورموز أخرى يحتمل أن تدل على ناشئتنا التي توجد بين الأمل وفقدانه…
نأتي للون الأسود الذي يطفو على سطح ما اعتبرناه بحرا أزرقا، حضور هذا اللون وسط البحر وفي موقعين متماثلين على شكل مربعين أسودين يطفوان فوق الماء كقطعة جليد...
من خلال  الموازنة بين عنوان الكتاب ومنطوق الصورة،أعتقد أن الكتلة السوداء اليمنى على قلة ما يظهر منها والتي تحيلنا إلى  قطعة الجليد التي تطفو فوق سطح البحر، الخفي منها يشكل ثلاثة أرباع، فأكاد أجزم أنها ما يطلق عليه سي علي أفرفار " العلبة السوداء" في إشارة إلى " الاشتغال المعرفي للدماغ"...ذاك المجال المعرفي الذي نذر نفسه لسبر أغواره وخصوصياته.أما المربع الأسود على اليسار، فإنه سيرمز حتما لعلبة سوداء صنوة لما سبق، وذلك يرمز للمنظومة التربوية بكل مكوناتها، الشاهد على ذلك في نظري، عنصران أساسيان، لم تضعهما ريشة الفنان عبثا، هما:
- يتجلى العنصر الأول في خطوط بيضاء وسط المربع الأسود، تدل مجتمعة على طائر “ النعامة”، وللنعامة في عرفنا دلالات قوية خاصة حين تدفن رأسها في التراب، هي رمزية لما تتخبط فيه المنظومة التعليمية،!
- يتجلى العنصر الثاني فيما سطرته ريشة الفنان من نصوص تكاد تكون قرارات لمخرجات بعدد الإصلاحات التي توالت على المنظومة بدءاً من سنة 1958/1959 إلى الرؤيى الإستراتيجية 2015/2030،والتي أتى ذكرها في الكتاب بشكل صريح، حيث حضر فيها السياسي وغاب ذوي الإختصاص،يقول الدكتور الباحث.
على مسافة فصول الكتاب، سترافق القارئ، عمليات التشخيص  ووضع الأصبع على مواطن الداء في جسم أصابه الوهن، فضلا على مقترحات عملية  للتطوير.
صراحة أقول، إن هدا المؤلف القيم،يكاد يكون مكتبة قيمة في مجال الإشتغال المعرفي للدماغ، الشاهد على ذلك ما يلي:
- تقديم لائحة المراجع المعتمدة، والتي وصلت إلى 664 مرجعا معضمها باللغة الفرنسية.
- اعتماد حوالي 70 جدولا وخطاطة إحصائية اتسمت بالدقة والتوصيف، لم تقف عند عتبة التشخيص والتشريح للأركان الخمسة المستهدفة( المدرس/التلميذ/المؤسسة/المنهاج/المدرسة/الإدارة)، بل تعدت ذلك لطرح بدائل للتطوير واقتراحات عملية تروم الرفع من المردودية.
ويعد الدكتور  علي أفرفار: 
- أستاذ علم النفس بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بفاس. 
- رئيس شعبة علم النفس والاجتماع والفلسفة سابقا.  - رئيس الجمعية الوطنية لعلم النفس في خدمة المجتمع. 
- مهتم  بعلم النفس المعرفي وبناء الاختبارات السيكولوجية. 
أصدر العديد من الكتب، منها: صورة المرأة لدى الطفل، المقاربات السيكولوجية المعاصرة، علاقة العاطفي والمعرفي، بناء اختبار لقياس ذكاء الأطفال المغاربة،  وله العديد من المقالات والدراسات العلمية. كما شارك في الكثير من اللقاءات والمؤتمرات العلمية داخل المغرب وخارجه.