الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

فاطنة أفيد: المجال العمومي بالمدن والقرى مجال ذكوري بامتياز

فاطنة أفيد: المجال العمومي بالمدن والقرى مجال ذكوري بامتياز فاطنة أفيد

أكدت فاطنة أفيد، مستشارة بجماعة تمارة بجهة الرباط، عن فيدرالية اليسار، أن ترشيح النساء وولوجهن للمجالس المنتخبة ليس كافيا.. وأضافت أنه لكي تكون التمثيلية النسائية فعلية وفاعلة وتعمل على تغيير الأوضاع، لابد من مواكبة حقوقية وقانونية لهذه الشريحة.

 

+ خلال الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة تمكنت الكثير من النساء من تحمل مسؤولية التسيير في الجماعات، هل تعتقدين أن المرأة المغربية قطعت مع الأدوار الكلاسيكية؟

- لا أعتقد أن المرأة المغربية قد تحررت بشكل نهائي من الأدوار التقليدية والتي فرضت عليها منذ قرون. بدليل واقع حالها من خلال الإحصائيات الرسمية من حيث وضعها التعليمي (أكثر من نصف النساء المغربيات لازلن يعانين من الأمية) ومن الحرمان من الصحة (عدد كبير من الوفيات في حالة الولادة)، حرمانها من الأنشطة الاقتصادية معاناتها مع البطالة والعنف. فرغم كل الجهود المبذولة ورغم التغيرات التي عرفتها القوانين والتشريعات (قانون الأسرة مدونة الشغل) أو من خلال مشاركتها في الانتخابات فما زال السؤال مطروحا حول مدى ترجمة هذه المشاركة النسائية في التسيير الحكومي أو الجماعي في فعل حقيقي يبرز الفرق. لابد من عمل تربوي والذي يستهدف الثقافات السائدة والتي تنظر إلى المرأة من خلال حصرها في الدور الإنجابي كأم وكزوجة، هذه البرامج التربوية وكذلك الإعلامية هي من سيعمل على إشاعة ثقافة حقوق النساء وبأنهن كائنات مثل الرجال يقتسمون الأرض، فليقتسموا خيراتها بشكل متساو في الحقوق والواجبات.

 

+ ارتفعت نسبة النساء في عدد من المجالس المنتخبة، هل سيكون لهذا العامل قيمة مضافة في أداء هذه المجالس؟

- ستكون قيمة مضيفة إذا تحررت النساء من التبعية للرجال. فأغلب الأحزاب اقترحوا النساء لأنها فرضت عليهم، لكن داخل المجالس الجميع يعرف ما مورس على النساء من إقصاء بحيث تم إقناعهن بتقديم طلب لكي لا يرشحن لمسؤولية نواب الرئيس، يعني كتابة طلبات للتخلي عن حق أساسي مكنها منه المشرع ،وتم التكالب عليه من طرف العقلية الذكورية التي مازالت تعشش في رؤوس الكثير من المنتخبين. إذ يمكن الحديث اليوم عن العنف السياسي. فقد حضرت ندوة مؤخرا للنساء المنتخبات واستمعت لشهادات مرعبة لمنتخبات تعرضن للعنف والتهديد بالضرب إن لم يستجبن لما طلب منهم الرجال في نفس الحزب. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن ترشيح النساء وحتى ولوجهن للمجالس ليس كافيا لكي تكون التمثيلية النسائية فعلية وفاعلة وتعمل على تغيير الأوضاع، لابد من مواكبة حقوقية وقانونية لهذه الشريحة من النساء والتواصل معهن لتشجيعهن للقيام بأدوارهن والتضامن معهن.

 

+ الكثير من النساء يشتكين من غياب فضاءات للترفيه في عدد من المدن، هل سيشكل ذلك بالنسبة للعنصر النسوي دفاعا داخل المجالس المنتخبة للدفاع عن حق النساء في فضاء يحسن جودة الحياة بالنسبة إليهن؟

- المجال العمومي في المدن وحتى القرى هو مجال ذكوري بامتياز، حيث أينما تكون وجهتك ترى الرجال، في المقاهي، في الشوارع في الأسواق، بينما النساء وحتى أطفالهن لا يستفيدون من الفضاءات العمومية. فلكي تتغير معالم المدن والقرى وتصبح مستجيبة لحقوق الإنسان في شموليتها، يجب ان تنهج سياسات عمومية، وتصبح مدنا جميلة مزينة محترمة للبيئة تتوفر على كل المصالح الاجتماعية وكل الخدمات الأساسية من مستشفيات ومدارس وجامعات ودور الشباب. وتتوفر كذلك على نقل جيد وصحي وانتشار الأمن والأندية الرياضية .أكيد انه على المنتخبات أن ينتظمن في شبكات للدفاع عن الفضاء العمومي وتحسن جودة الحياة لهن. مما يتطلب من تكوين ومرافعة قانونية وسياسية من أجل أن يتم إدماج مطالب النساء في برنامج عمل الجماعات، وكذلك من خلال الآليات التشاركية للحوار والتشاور، وخصوصا "هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع"، ومن خلال الميزانيات الجماعاتية التي يجب أن تكون مستجيبة لمقاربة النوع...