الخميس 2 مايو 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: "مول المحاكم" يشل المحاكم.. وهبي موقد الفتن... أقيلوه أو أسْكِتوه ...

محمد الشمسي: "مول المحاكم" يشل المحاكم.. وهبي موقد الفتن... أقيلوه أو أسْكِتوه ... محمد الشمسي
هو أول وزير عدل يشل المحاكم، ويقفل قاعاتها بعدما منع المتقاضين من دخولها، وتخطى منعه ليشمل المحامين والموظفين والقضاة، في رسالته المشئومة، هو أول وزير عدل يصدر أوامر للمحامين وللقضاة جهرا أن لن يدخلوا المحاكم إلا الحاملين منهم للجواز الصحي، هو أول وزير عدل يُصعِّب عمل القضاء والدفاع وكتابة الضبط، ويضع البعض في مواجهة البعض فيخلق حرجا في علاقات كانت ساكنة هامدة، هل أول وزير عدل يحاصر المحاكم بالبوليس، هو أول وزير عدل يقر بباب المحاكم" الجواز مقابل الدخول"، هو أول وزير عدل يدوس على الدستور والقانون ولا يبالي...
 ساد الغليان صباح يومه الاثنين 20 دجنبر كل المحاكم بجميع المدن وبجميع الدرجات والاختصاصات بسبب رسالة وهبي التي خطها على مزاجه، وتخطى بها اختصاصاته كوزير، قبل أن ترتد رسالته عليه، وتنفجر بين يديه، ولم تنتج غير إيقاف قطار العدالة، ومسيرات الامتعاض والاهتياج، التي تعدت الامتناع عن الاستجابة لرسالته اليتيمة قانونا، إلى الهتاف بوجوب رحيل هذا الوزير الذي أثبت أن تبصره السياسي ضئيل لا يتجاوز حد رؤية عينه...
"بشحال كيطلع النهار الواحد على خزينة الدولة لتحقيق يوم من العدالة؟" وبالتبعية "فعلى من نحسبو هاد النهار؟" وقد أقفلت المحاكم أبوابها، وانقطعت جلساتها، وبدت مضطربة فائرة بعدما كانت وقورة مجيدة، فمن بدد أموال الدولة وعرقل سير الحياة في المحاكم؟ ومن اعتدى على حق المواطنين في العدالة؟....إنها "فاطلة" وهبي ويقول الحكماء "الفالطة بالكبوط"، ونحن نقول "الفالطة بالحقيبة الوزارية" فعلى وهبي أن يرحل إن كان سياسيا أو أن يصمت لأنه ليس كذلك...
وقد سبق لوهبي أن أعلن عن دخوله "السخون" للحكومة، حين قدم نفسه للناس أنه "مول المحاكم" وحافظ أمن البلاد، وأن كل المؤسسات تعمل... لا ندري "واش معاه أو تحت منو"، وسبق له أن لوح بمهاراته وخبراته في معرفة "الشادة والفادة" عن الجميع والكل بما في ذلك "لون الطقاشر ديال بنادم" وهي ميزة لم يتفاخر بها حتى إدريس البصري في قمة سطوته وسلطته ، بل لم يقل بها حتى المقيم العام إبان الاستعمار الفرنسي...حينها أدركنا أن صناديق الإقتراع لا تفرز بالضرورة الأصلح، وإن الديمقراطية تتوج أحيانا رهطا من " المخربقين السياسيين"...
أقيلوا هذا الرجل، أو أسكتوه، فإن الفتنة نائمة، وإنما جعلت المحاكم لمحاكمة موقظها وموقدها...