Thursday 19 June 2025
فن وثقافة

مشروع "هوبي" يعرض فلسفة العفوي المسرحية لأنسنة المؤسسة السجنية

مشروع "هوبي" يعرض فلسفة العفوي المسرحية لأنسنة المؤسسة السجنية يشار إلى أن مشروع "هوبي" ممول من قبل الاتحاد الأوروبي
شهدت رحاب دار الشباب الزلاقة بخريبكة، تقديم عرض مسرحي جديد، بعنوان "ألم وأمل". العمل من تأليف وإخراج المبدع أمين العفوي، وتشخيص عدد من الفنانين الشباب.
 
العرض المسرحي الفرجوي، يندرج في إطار مشروع HOPE ، بهدف ترسيخ القيم الإنسانية، وروح التوجيه، والحماية، ويشجع على التشغيل، تشرف عليه منظمة (بروجيتو موندو ملال ـ المغرب) بالتنسيق مع إدارة ومجلس دار الشباب الزلاقة.
 
ويعالج العرض المسرحي، الذي هو نتاج وثمرة ورشات مسرحية سابقة، موضوعا اجتماعيا صرفا، في قالب درامي وكوميدي، وببناء فرجوي ممتع، ومقومات مسرحية تجريبية راقية.
 
العمل المسرحي الذي قدم بحضور مسؤولي المشروع، يستهدف فئة عريضة من نزلاء المؤسسات السجنية، التي استطاعت الانخراط في جميع الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية، فضلا عن التكوينات المهنية التي تقدمها المؤسسات، رغبة منها في الاندماج في المجتمع، كخيط أمل متين لتحسين وضعهم، مع تغيير الصورة النمطية عن السجين والمؤسسة السجنية.
 
في سياق متصل يعالج العرض أيضا البدائل السجنية الممكنة في شقها القانوني والاجتماعي وإمكانية الإعتماد عليها كعقوبات بديلة للجرائم البسيطة المرتكبة، كالأعمال الاجتماعية والمساعدات الإنسانية، بهدف تكريس الطابع الإنساني، وتغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة لتفادي حالة العود للسجون.
 
وتبرز هذه المبادرة الإبداعية والفنية، القيمة الاعتبارية والدور الفعال، الذي يلعبه المجتمع المدني، في عملية التحسيس والتوجيه، وترسيخ البعد الإنساني في العمل المسرحي كنموذج، فضلا عن المساهمة الفاعلة في نقل وتحوير أحاسيس وأحلام كثير من المواطنين مهما كانت وضعيتهم وأخطائهم، إلى عمل إبداعي وفلسفي قادر على التأثير من أجل الانخراط في المجتمع وبدأ حياة أفضل.
 
وقد تقاسمت تصريحات كل من الفنان أمين العفوي، والأستاذة فاطمة البقالي والسيدة فابريتسا كندولتفي عن المنظمة، أهمية العمل الفني في مصاحبة القضايا الاجتماعية والإنسانية خاصة على مستوى المؤسسات السجنية، والتحسيس بفاعلية المجتمع المدني في مثل هذه المبادرات، لمساعدة نزلاء المؤسسات السجنية على الاندماج في المجتمع، مع البحث عن بدائل أخرى.
 
يشار إلى أن مشروع "هوبي" ممول من قبل الاتحاد الأوروبي، ويتم تنفيذه من قبل (بروجتو موندو ملال المغرب) وجمعية الانطلاقة، بشراكة مع الإدارة العامة للسجون وإعادة الإدماج، ومؤسسة محمد السادس لإعادة دمج السجناء والوكالة الوطنية لتعزيز التوظيف والمهارات، وجامعة السلطان مولاي سليمان  ببني ملال. إذ يشكل المشروع إجراء بحثيا تجريبيا يهدف من خلال التشاور مع الفاعلين المحليين، إلى ترسيخ  الطابع الإنساني داخل بيئة السجون بالجهة، و تعزيز التوجه نحو البدائل السجنية ومواكبة المسار لإعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي ما  بعد السجن.
 
هذا ويستهدف المشروع العديد من نزلاء المؤسسات السجينة، وبعض أطر المندوبية العامة لإدارة السجون، والعديد من التعاونيات، والعمال في القطاع الاجتماعي والتربوي والقضائي.