الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

الشرقاوي الروداني: عندما تلعب كرة القدم والجيوسياسية على نفس رقعة الملعب

الشرقاوي الروداني: عندما تلعب كرة القدم والجيوسياسية على نفس رقعة الملعب الشرقاوي الروداني
لنكن صرحاء مع أنفسنا، الرياضة بشكل عام وكرة القدم خاصة لم تعد لعبة رياضية وفقط. الولايات المتحدة الأمريكية وهي تعلن مقاطعتها الدبلوماسية للألعاب الاولمبية الشتوية في الصين تعي يقينا بأن الالعاب الرياضية ذات الابعاد الوطنية أصبحت محددة في جيوسياسية الدول. عندما تلعب فرنسا مع بريطانيا أو فرنسا مع المانيا او قطر مع الإمارات او السعودية فالأمر ليس لعبة في تسعون دقيقة ولكن هي رسائل معينة تمرر بين البلدان. في مذكرات أحد رؤساء الارجنتين، يستحضر هذا الرئيس نقطة مهمة وهي عند استقباله لأي رئيس دولة أو وفد عالي المستوى فأول سؤال يبادره الضيف هو السؤال عن اللاعب مارادونا وأحواله وليس على أحوال البلد الاقتصادية والسياسية، ويضيف، كان هذا الأمر مفخرة وقوة الارجنتين.
من يهتم بهذا المجال العلمي المحض، الجيوسياسية، يعرف بأن كرة القدم أصبحت ومنذ مدة طويلة فاعلا(Acteur) مهما في تمثلات الجيوسياسية الدولية. فهي عنصر من عناصر القوة الناعمة، واعتقد جازما بأن تتوفر على منتخب وطني قوي وفائز يوازي توفرك والاعتماد على جيش مدرب وجاهز للدفاع عن المصالح العليا للبلد.
مباراة اليوم بين المنتخب الوطني المغربي والمنتخب الجزائري ليست مقابلة عادية ولكنها مقابلة بطعم تقوية محددات القوة الناعمة بين البلدين خاصة وان المباراة تأتي في سياقات متعددة على المستوى العربي والمغربي الجزائري. الانتصار في هذه المباراة سيكون حاسما خاصة وان تأثير ذلك سيكون له تمثلات ودلالات نفسية عند الوعي الجمعي للشعبين.
النشيد الوطني الذي سيعزف في أول المباراة ليس فقط لحن وكلمات ولكن تاريخ ورؤية دقيقة لوجودية الدولة ومستقبلها.
العولمة للرياضة هي محدد مركزي في الجيوسياسية والجغرافية السياسية وكرة القدم هي في خدمة القوة الناعمة والسياسة، أحد العوامل الحاسمة في التأثير الاستراتيجي للدول.