الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

نبيلة منيب: الراحل نوبير الأموي المناضل النقابي الصلب الذي ظل دوما في صلب الطبقة العاملة

نبيلة منيب: الراحل نوبير الأموي المناضل النقابي الصلب الذي ظل دوما في صلب الطبقة العاملة نبيلة منيب، خلال حضورها لأربعينية الراحل نوبير الأموي
تم يوم السبت 27 نونبر 2021 بمسرح محمد السادس بالبيضاء، تخليد الذكرى الأربعينية لوفاة نوبير الأموي، المنظمة من قبل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وقد حضرت اجواء هذه الذكرى الحزينة الكثير من الوجوه التي شاركت المرحوم الأموي النضال في سنوات صعبة من تاريخ المغرب المعاصر.
وبهذه المناسبة ألقت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد نبيلة منيب الكلمة التالية:
الأخ المحترم الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل
رفيقاتي رفاقي في قيادة الكونفدرالية
أخواتي إخواني أسرة الفقيد المرحوم محمد نوبير الأموي
السيدات والسادة ممثلي مختلف الهيئات الحاضرة
تحية تقدير خالصة ومواساة صادقة؛ وبعد
فها هي ذي روح الفقيد المناضل الفذ، والقائد النقابي الصلب، الأستاذ محمد نوبير الأموي الكاتب العام السابق للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تأبي إلا أن تستمر في جمعنا - مرة أخرى- تحت سقف هذه القاعة لنجدد عزاءنا في هذا المناضل الكبير الذي غادرنا بعد عمر حافل بالنضال السياسي والنقابي، في مرحلة دقيقة من تاريخ شعبنا ووطننا ما أحوجنا فيها إلى مناضلين من صدق الفقيد الأموي وجرأته.
فقد خبرنا فيه طيلة مساره النضالي الحافل: المناضل النقابي الصلب الذي ظل دوما الى جانب الطبقة العاملة معبرا بوضوح وفصاحة عن همومها، وطموحاتها، وملفاتها المطلبية؛ كما خبرنا فيه المناضل السياسي التقدمي والذي جمعته بنا وبأجيال من حزبنا أواصر النضال الصادق، وعلاقات الاحترام والتقدير لما ظل يمارسه من صمود إلى جانب رفاقه لينعم مغربنا بالكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية؛ وهوما عرضه للمضايقات المتوالية، والاعتقالات المتكررة والمحاكمات الجائرة.
وإننا إذ نشارككم ألم الفقدان في هذه الأربعينية التي تصادف الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس الكدش، نتذكر بإجلال أن الفقيد قد ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بالكدش، تأسيساً ومساراَ. ذلك التأسيس الهام الذي اعتبره الرفيق الشهيد عبد السلام المودن: “أكبر تطور اجتماعي عرفه المغرب في النصف الثاني من القرن العشرين” والذي كان بشعار"تحرير الأرض والإنسان". وفعلا فقد أعطت الكدش،- ومنذ تأسيسها،- "للنضال" معناه العملي في مختلف منعرجات الصراع الطبقي المرير في المغرب. وكان للفقيد دور بارز في صياغة هذا التوجيه وتطويره.
ولعلكم تتذكرون السنوات العصيبة بعد القمع الرهيب لإنتفاضة يونيوه 1981 ثم انتفاضة 1984 حيث ظلت الفئات الشعبية تكتوي بنار الاختيارات اللاشعبية، فكان الرقم الكدشي، هو الفاتح والمفتاح لظرفية النهوض الشعبي خلال تسعينيات القرن الماضي حيث كان الإضراب العام14دجنبر 1990، منعطفاً متميزا في "معنى "النضال النقابي والسياسي ببلادنا.
وإننا في الوقت الذي نقف فيه إجلالا لروح الفقيد المرحوم الاستاذ الأموي، ونستحضر نضاليته وجرأته، نقول:
ما احوجنا لتلك النضالية الصلبة لمواجهة ما يعاني منه شعبنا ووطننا من تغول جامح للعولمة المتوحشة ولدوائر المصالح الجيواستراتيجية التي تسلبنا سيادتنا وتغرقنا تحت ضغط المديونية في مستنقع الخوصصة والتفقير والتجهيل والتبعية، والتي تستغل جائحة كوفيد لإحكام سلطويتها ولإغلاق الحقل السياسي والاجتماعي، والإجهاز على ما تبقى من مكتسبات وحريات في تجاوز سافر للدستور والقوانين.
ما أحوجنا إلى الرقم الكدشي لإستيعاب الانتكاسة الديمقراطية والحقوقية وفي مجال الحريات. وفرض التطبيع مع زواج السلطة والمال والتسامح مع الفساد والإفلات من العقاب.
ما أحوجنا اليوم لتطوير المعنى النضالي خصوصا وأن النضال الشعبي وفي مقدمته الحراك الشعبي بالريف قد بلور درسا حقيقيا لطريق التغيير، و قيادته لازالت تقبع في السجون إلى جانب صحافيين ومدونين و أن درس IER لم يستوعب.
ما أحوجنا إلى الرقم الكدشي لاستيعاب المعنى لحركة إجتماعية نوعية مطالبة بالعدالة الاجتماعية و المجالية و رافضة لضرب الحريات و تهديد الشغل و الحق في التعليم العمومي المجاني و الجيد و الموحد و للصحة العمومية و في الحياة الكريمة و الرافضة لارتفاع الأسعار ولاستفحال البطالة و اتساع دائرة الفقر وللتوظيف بالعقدة و لوأد الوظيفة العمومية و الإجهاز على الحقوق الشغلية للعمال.
ما أحوجنا لتلك النضالية الصلبة لمواجهة الردة التي يعرفها الوطن العربي الغارق في براثين الخيانة للقضية الفلسطينية، ومطبات التطبيع مع العدو الصهيوني في تزامن مع يوم الأسير الفلسطيني الصامد في سجون العار واستمرار كفاح الشعب الفلسطيني.
ما أحوجنا إلى حركة نقابية مترجمة ميدانياً لمعنى العدالة الاجتماعية والمجالية و المناطقية، و لوطنية حاضنة لكل بنات وأبناء الوطن بتنوعه الثقافي وبكل أرصدته التاريخية وبكل رموزه..
أيها الحضور الكريم،
إننا في الحزب الاشتراكي الموحد إذ نشيد بعطاء الفقيد وتضحياته ونعتبر فقدانه خسارة كبيرة أخرى للقوى المناضلة، فإننا نحيي من خلاله كل المناضلين الشرفاء الذين رافقوه في مسيرته العسيرة ووشموا بتضحياتهم معالم طريق الاختيارات الشعبية الحقيقية، التي يجب أن تتقوى وتستمر، ونتقدم إليهم جميعا بصادق العزاء وجميل المواساة في هذا الفقد الأليم متمنين لهم ولكافة أفراد أسرته الصبر والسلوان ..
والرحمة والغفران للفقيد..