رئيس جامعة التيكواندو إلى جانب آحدى البطلات أثار اختفاء أحد عناصر المنتخب الوطني لأقل من 21 سنة في رياضة التايكواندو، خلال رحلة عودة الفريق من العاصمة الكينية نيروبي، جدلا واسعا داخل الوسط الرياضي المغربي، وسط صمت غامض من طرف الجامعة الملكية المغربية للعبة.
وكان المنتخب الوطني قد شارك في بطولة العالم التي احتضنتها نيروبي بمشاركة 14 لاعبا ولاعبة، توزّعوا بالتساوي بين فئتي الذكور والإناث، وتمكن ثلاث لاعبات فقط من إحراز ثلاث ميداليات ذهبية وميداليتين نحاسيتين.
ورغم تواضع الحصيلة، حاولت الجامعة تقديم المشاركة كـ"نجاح كبير"، قبل أن يتبيّن لاحقا أن أحد أعضاء المنتخب فرّ أثناء توقف الفريق بمطار "شارل دوغول" في باريس خلال رحلة العودة إلى المغرب.
مصادر متطابقة أكدت أن اللاعب الفار ينتمي إلى أحد أندية مدينة خريبكة، وكان قد توّج سابقا بلقب بطل المغرب في فئتي الشبان والكبار، كما شارك في عدد من التظاهرات الدولية، آخرها دورة بلغاريا التي مكّنته من ضمان مكانه ضمن المنتخب الوطني لأقل من 21 سنة.
وتزامنا مع الحادث، لم تصدر الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو أي بلاغ رسمي لتوضيح الواقعة أو الإجراءات المتخذة بشأنها، ما أثار تساؤلات عديدة حول طريقة تدبيرها للأزمة والتزامها بمبدأ الشفافية أمام الرأي العام الرياضي.
ويتساءل متتبعون للشأن الرياضي عما إذا كانت الجامعة قد أخبرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالحادثة، وما إذا تم التواصل مع أسرة اللاعب أو اتخاذ الخطوات القانونية اللازمة لدى السلطات المختصة.
ويرى مراقبون أن ظاهرة "الهجرة الرياضية"، أو "الحريكَ الرياضي" التي تكررت في عدد من الجامعات الرياضية الوطنية، تعكس عمق الإحباط الذي يعيشه عدد من الأبطال المغاربة، خصوصا في ظل محدودية الدعم المادي وضعف التحفيزات.
فحتى الأبطال المتوجون بلقب البطولة الوطنية لا يحصلون سوى على ميدالية وشهادة رمزية، بينما يتحمّلون شخصيا تكاليف التنقل والإقامة للمشاركة في المنافسات الوطنية.
حادثة باريس تعيد إلى الواجهة النقاش حول وضعية رياضة التايكواندو في المغرب، وضرورة مراجعة آليات الدعم والتحفيز، بما يضمن الحفاظ على الوطنية ومنع تكرار هذا النوع من الحوادث التي تسيء إلى صورة الرياضة المغربية دوليا.
