Tuesday 16 December 2025
اقتصاد

محمد التفراوتي يبحث تطور الخطاب الإعلامي حول التغير المناخي من اتفاق باريس إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين

محمد التفراوتي يبحث تطور الخطاب الإعلامي حول التغير المناخي من اتفاق باريس إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين محمد التفراوتي، الكاتب والناشط البيئي المغربي
بحث الأستاذ محمد التفراوتي، الكاتب والناشط البيئي المغربي، ورئيس تحرير منصة «آفاق بيئية»، أهم المراحل التي مر منها الخطاب الإعلامي حول التغير المناخي من اتفاق باريس 2015 إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين COP30 في بيليم 2025»، مستعرضا المسار الزمني لتحولات السردية الإعلامية المناخية وما رافقها من تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية.
 
جاء ذلك أثناء مشاركة التفراوتي في أعمال المنتدى الدولي للمناخ ما بعد مؤتمر الأطراف COP30، الذي نظمته شبكة بيئة أبوظبي بالتعاون مع منصة «أُريد» العلمية الدولية، وعُقد عبر منصة زووم بتاريخ 13 ديسمبر 2025، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء من تسع دول عربية، وبحضور رسمي رفيع المستوى عكس أهمية الحدث ومحوريته في المرحلة المقبلة من العمل المناخي.
 
وأوضح التفراوتي أن اتفاق باريس للمناخ سنة 2015 شكّل لحظة مفصلية في الخطاب الإعلامي العالمي، حيث طغى آنذاك خطاب التفاؤل والمسؤولية المشتركة، مع تركيز واضح على المفاوضات الدبلوماسية والتزامات الدول الكبرى. غير أن هذه السردية، يضيف المتدخل، بدأت تتآكل تدريجيًا بين سنتي 2016 و2018، في ظل اتساع الفجوة بين الوعود المعلنة والتنفيذ الفعلي، ما دفع الإعلام إلى تبني خطاب أكثر تحذيرًا، متأثرًا بصعود الحركات الشعبية المطالِبة بالعدالة المناخية.
 
وأشار التفراوتي إلى أن الفترة ما بين 2019 و2020 كرّست مفهوم “الطوارئ المناخية”، نتيجة توالي الكوارث الطبيعية وصدور تقارير علمية مقلقة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC). كما ساهمت جائحة كوفيد-19 وأزمة الطاقة العالمية لاحقًا في كشف هشاشة النماذج الاقتصادية والبيئية السائدة، وتحول قضايا المناخ إلى ملفات ذات أبعاد جيوسياسية وأمنية.
 
ومع الاقتراب من مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم بالبرازيل، أبرز المتدخل أن الخطاب الإعلامي أصبح أكثر نقدية وشمولًا، مسلطًا الضوء على قضايا الغسل الأخضر، وضعف الالتزامات المالية تجاه الدول النامية، مقابل تصاعد دور الإعلام الرقمي والشباب والعلماء في تشكيل الرأي العام، في ظل تحديات متزايدة مرتبطة بانتشار المعلومات المضللة.
 
كما توقف التفراوتي عند بروز سرديات جديدة تهم الوظائف الخضراء والانتقال العادل، بالتوازي مع انتقال رمزي لمركز الاهتمام الإعلامي إلى منطقة الأمازون، وإبراز الدور المحوري للشعوب الأصلية في حماية الغابات وتحقيق العدالة المناخية.
 
وخلص إلى أن التحول الجوهري بين 2015 و2025 يتمثل في انتقال الإعلام من خطاب الأمل إلى خطاب الطوارئ، ومن التركيز على الدبلوماسية الدولية إلى قضايا العدالة المناخية والشعوب الأصلية، ضمن سردية عالمية لم تعد حكرًا على أوروبا، بل باتت تشمل إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجزر المحيط الهادئ وجنوب آسيا.
 
وفي ختام مداخلته، أكد التفراوتي أن الإعلام لم يعد مجرد ناقل للأخبار، بل أضحى فاعلًا رئيسيًا في صياغة السياسات المناخية، داعيًا، مع اقتراب COP31، إلى تعزيز التوعية الجماهيرية، وتتبع تنفيذ التعهدات، وإبراز الابتكارات البيئية، بما يعزز المسؤولية المشتركة بين الإعلام والمجتمع المدني والدول في مواجهة التحدي المناخي العالمي.