الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: الاقتصاد الأخضر ودوره في تحقيق التنمية المستدامة المنشودة

خليل البخاري: الاقتصاد الأخضر ودوره في تحقيق التنمية المستدامة المنشودة خليل البخاري
إن الاقتصاد الأخضر يعتبر نموذجا للتنمية الاقتصادية ومعرفة الاقتصاد البيئي. ويساهم الاقتصاد الأخضر في تأسيس مجتمع وبيئة نظيفة وسلمية من كل أنواع المواد الملوثة وتحافظ على موازنة البيئة من جميع أشكال التنوع البيئي. كما أن الاقتصاد الأخضر ييسر تحقيق التكامل بين الابعاد الأربعة للتنمية المستدامة وهي الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ويجمع الاقتصاد الأخضر بين نوعين من الأنشطة: أنشطة تتم باستخدام عمليات أقل تلويثا للغلاف الجوي او أقل استهلاكا للطاقات الأحفورية والنوع الثاني أنشطة بيئية، الغرض منها حماية وصيانة النظام البيئي أو إدارة الموارد الطبيعية.
هذه الأنشطة تمثل جزءا من هدف النمو الأخضر والذي، يتضمن تعزيز التنمية المستدامة طويلة الأجل.
إن الاقتصاد الأخضر هو اقتصاد يؤدي الى تحسين مستوى عيش الأفراد ورفاهيتهم كما يساهم في التقليل من الفوارق الاجتماعية دون ان يعرض الاجيال القادمة للمخاطر البيئية والندرة البيئية الرئيسية.
فمع تزايد الضغط على البيئة ومكوناتها نتيجة تعدد الأنشطة الصناعية خاصة بالدول الصناعية الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والصين ..بدأ مفهوم الاقتصاد الأخضر يظهر ويغني تحقيق النمو والتنمية المستدامة دون الاضرار والاخلال بالنظام البيئي وكذلك توفير الدعم والمساندة للدول الفقيرة من اجل تمكينها من النهوض بالصحة والبنية الأساسية والتعليم..
وبذلك تتحقق العدالة الاجتماعية والمجالية والمساواة في التنمية. فالفجوة لازالت عميقة بين الأغنياء والفقراء. واذا استمر اهدار وتبذير الموارد الطبيعية، سوف يعيش ازيد من أربع مليار فرد من النقص الشديد في المياه بحلول 2050.
فالصين والهند سوف تحتاج الى 80% من الطاقة التي تعتمد بشكل اساسي على الوقود الاحفوري وهو ما يزيد من درجة حرارة الأرض.
وللحفاظ على بيئتنا من كل أشكال التلوث، على الدول الصناعية التي شاركت في قمة غلاسكو بإسكتلندا وغيرها العمل على استخدام التكنولوجيا الحديثة والصديقة للبيئة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والاستمرار في تعزيز عملية التثقيف المجتمعي بأهمية البيئة المستدامة وتعزيز التعاون العلمي وعقد شراكات حقيقية دولية واقليمية مع المنظمات الدولية بهدف نقل الخبرات والتقنيات النظيفة الداعمة للاقتصاد الأخضر والذي يعتمد على الطاقة المتجددة لمنع التلوث البيئي والاحتباس الحراري واستنزاف الموارد الطبيعية.
فهل ستلتزم الدول التي حضرت مؤخرا بقمة غلاسكو بإسكتلندا بتنزيل وأجرأة أهداف الاقتصاد الأخضر لتحقيق المستقبل الذي ننشده جميعا.
عموما، الاقتصاد الأخضر يساهم بدون شك في المحافظة على البيئة لتصبح بيئة سليمة وصحية لممارسة الأنشطة السياحية المختلفة.
ويتطلب ذلك توفير حوافز مالية وادارة فاعلة واشراك كل الفاعلين والمهتمين بالاقتصاد الأخضر وبالمنظومة البيئية على العموم.
 
خليل البخاري، باحث تربوي ومهتم بقضايا البيئة