الخميس 18 إبريل 2024
اقتصاد

هل تفكر جماعة وجدة في إحياء مرافق السوق المغطى وإنعاش نشاطاته التجارية؟

هل تفكر جماعة وجدة في إحياء مرافق السوق المغطى وإنعاش نشاطاته التجارية؟ جانبان من الحال الذي آل إليه السوق

واقع مؤسف ومخز ذاك الذي أصبح عليه  السوق المغطى بوجدة المؤثث بالدكاكين المهجورة، بعد أن سبق له أن تحول إلى مطرح للأزبال والنفايات ومبعثا للروائح الكريهة وملجأ للسكارى والمتشردين والشمكارة ووكرا للفساد والرذيلة وبؤرة للإجرام ومصدر إزعاج لساكنته وتجاره ومهنييه وتهديد حياة هؤلاء المتواجدين بمحيطه وحتى المواطنين من المارة والعابرين  لمسالكه أو الطرقات المجاورة له.

 

فبعد سلسة من المقالات اهتدى مجلس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة السابق إلى وضع أبواب حديدية على المداخل المؤدية  للطوابق الفارغة حتى لا يلجها المنحرفون والشمكارة والمتشردون، وكفى الله شرّ المؤمنين القتال، وتطبيقا للقول "كم حاجة قضيناها بتركها"، خاصة أن الجمعية التي كانت تناضل بحثا عن حلول لإنعاش هذا السوق، تفككت وتوقفت عن نشاطها.

 

شكايات ونداءات، سبق في السنوات الماضية، أن وجهها مجموعة من الجمعيات  تمثل سكان الشقق وأصحاب المكاتب ومهنييه والتجار، إلى المسؤولين للتحرك من أجل التدخل لمحاربة هذا الوضع وإنقاذه هذه السوق المغطى التي تقع وسط مدينة وجدة بشارع محمد الخامس، وكانت تعد معلمة متميزة تاريخية قبل أن تطالها أيادي المجالس البلدية السابقة وتحولها إلى بناية مشوهة تحت غطاء مشروع عصري ظلت محلاته مهجورة ومصدرا للإزعاج وصورة للتخلف، تتطلب فتح تحقيق حول الميزانية التي صرفت فيه وهويات المستفيدين منه والأسباب الموضوعية التي عرقلت إقلاعه .

 

وقد سبق لعمر حجيرة، رئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة الألفية، أن أقر بكون السوق المغطى الحالي خطأ تاريخي في حق مدينة وجدة وساكنتها ومشروع فاشل منذ البداية؛ بالإضافة إلى ذلك فإن مقر السوق ومحيطه أصبح يشكل نقطة سوداء بوسط المدينة وملجأ للمتسكعين وبائعي الخمور والمخدرات ووكرا لكل أنواع الفساد. واقترح أن يتم هدمه وإعادة بنائه من جديد بمشروع "وجدة مول"، وتعويض المستفيدين من السوق الحالي بنفس المكان دون المساس بحق أي أحد منهم وذلك بعد التشاور والاتفاق معهم.

 

فتح السوق المغطى أبوابه التي شيد  على أنقاض "المارشي كوفيرMarché couvert " الذي اعتبره العديد من الوجديين تحفة وإرثا جهويا ما كان على المجالس البلدية هدمه ولا تغيير ملامحه، سنة 2006،  بعد مخاض عسير ساهمت في ولادته خمسة مجالس بلدية رفضت كلها إعطاء المبلغ الإجمالي الحقيقي الذي التهمته البناية وتراوحت التكهنات من بين 12 و20 مليار سنتيم وقيل فيه الكثير وكتب عنه الكثير.

 

لم يتمكن السوق من استقطاب التجار ولا من إرغام أصحاب المحلات التجارية من فتح دكاكينهم إلا القليل بالطابق الأرضي والطابق السفلي وبشكل فوضوي حيث تجد بائع الزهور إلى جانب  خياط وهذا الأخير بجوار كاتب عمومي وجزارين وبينهم بقَّال وفي الأركان مقاهي...، وضعية تجسد الارتجال وتوضح رغبة المسؤولين في "نفض أيديهم" من مشروع دام بناؤه لما يقرب من الربع قرن، وبقيت العديد من المحلات مغلقة حيث تحولت البناية إلى مراحيض يتبول ويتغوط فيها كلّ عابر، خاصة تلك المتواجدة في مرآبه.

 

فهل يفكر المجلس الجماعي لمدينة وجدة في خطة أو استراتيجية لإعادة الحياة لهذا السوق وإنعاش نشاطه مع العلم أن له موقع استراتيجي في المدينة بحكم تواجده بشارع محمد الخامس في قلب المدينة الألفية ووسط المقاهي والمحلات التجارية في القيساريات المتواجدة بمقربة منه،  وردّ الاعتبار لمعلمة تمّ تدميرها من طرف أحد المجالس دون دراسة أو تخطيط فكانت النتيجة كارثية.

 

يبلغ العدد الإجمالي للمحلات التجارية والإدارية والدور السكنية بالسوق المغطى 270 منها 88 دكانا بالطابق الأول جلُّها مغلقة وأكثر من 120 بالطابقين الأرضي السفلي فلا  يتعدى عدد المحلات المفتوحة الثلاثون منها ثلاثة مقاهي وبعض الجزارين والبقالين وبائعي الزهور وكاتب عمومي مشتتين هنا وهناك إضافة إلى بعض بائعي السمك بالطابق الأرضي وقلة قليلة من دكاكين الملابس الجاهزة  بالطابق الأول.

 

لقد تم تفويت المحلات التجارية من طرف المجلس الجماعي بأثمنة خاصة بالتجار السابقين وعددهم 67 والذين تم تعويضهم بيعا وملكا بـ 3 آلاف درهم للمتر المربع بالطابق الأرضي و4500 درهم للمتر المربع  بالطابق السفلي و3 آلاف درهم للمتر المربع بالطابق الأول.