الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

مصطفى حمزة: ملتقى سيدي شيكر أعاد الاعتبار لعلماء احمر الذين أغنوا الموروث المغربي

مصطفى حمزة: ملتقى سيدي شيكر أعاد الاعتبار لعلماء احمر الذين أغنوا الموروث المغربي مصطفى حمزة مع مشهد من مسجد وفضاء سيدي شيكر التاريخي

على هامش الندوة العلمية المحلية السنوية، التي نظمتها المجالس العلمية المحلية لجهة مراكش أسفي، بفضاء مسجد سيدي شيكر التاريخي، يوم السبت 30 أكتوبر 2021، استضافت جريدة "أنفاس بريس" الكاتب والباحث المتخصص في التاريخ المحلي والجهوي وتراث منقطة أحمر الأستاذ مصطفى حمزة، على اعتبار أنه حظي بتكريم خلال فعاليات الندوة، علاوة على أنه شارك بورقة في موضوع "مدرسة الأمراء، معلمة عمرانية وحضارية بإقليم اليوسفية".

 

+ كيف مرت أجواء الندوة العليمة برباط شاكر؟

- مرت الندوة العلمية السنوية الجهوية، التي نظمتها المجالس العلمية المحلية لجهة مراكش - أسفي، هذه السنة بإقليم اليوسفية برباط شاكر تحت عنوان: "مظاهر العلم والتربية والصلاح في رحاب أحمر" في ظروف جد ممتازة، وفي أجواء إيمانية وروحية مهيبة، استحضرت مناقب أعلام بلاد أحمر وصاحب الرباط، وقدسية المكان. ويبدو من خلال شعار الندوة، والمداخلات التي تقدم بها السادة الأساتذة الباحثين والمهتمين، أن السادة المنظمين أحسنوا في اختيار الشعار، وفي اختيار مكان الندوة، وذلك بهدف بعث رسائل لها دلالات دينية ومعرفية وفكرية...

 

+ ما هي دلالات الرسائل الدينية والفكرية التي اشتغلت عليها الندوة العلمية المحلية بمسجد سيدي شيكر التاريخي؟

- الرسالة الأولى حملتها الكلمات التي تضمنتها الجلسة الافتتاحية للندوة، اعتبرت بمثابة المؤطر العام لمضامين المداخلات بما احتوت عليه من معارف تاريخية تهم الإنسان والمجال الحمري، مستقاة من مصادر تاريخية مهمة، مثل: التشوف لابن الزيات، والإعلام لابن إبراهيم،  العباس، مفاخر البربر لابن عبد الحليم... وقد تناوب على كلمات الجلسة الافتتاحية رئيس المجلس العلمي المحلي، وعامل إقليم اليوسفية، والمنسق الجهوي للمجالس العلمية، ثم المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية، فضلا عن كلمة المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى القصيدة الشعرية لعضو المجلس الأعلى.

أما الرسالة الثانية التي ركزت عليها الندوة العلمية، فتمثلت في تعريف الأجيال الحاضرة، بالمكانة العلمية والفكرية التي كانت للأعلام الحمريّين، داخل قبيلة أحمر بصفة خاصة والمغرب بصفة عامة، واطلاعهم على مدى مساهمة هؤلاء الأعلام في تشكيل موروثنا الحضاري والثقافي، وتحصين المجتمع من الظواهر المشينة.

في حين ارتبطت الرسالة الثالثة بالفضاء، على اعتبار أن اختيار مكان الندوة (رباط شاكر)، له ارتباط بما كان لهذا التابعي من أدوار في ترسيخ القيم الإسلامية النبيلة، ومحاربة البدع والنحل الدخيلة على الإسلام في عهده، مما جعل مسجده ورباطه، مثار اهتمام وعناية سلاطين والدول التي تعاقبت على حكم المغرب، وخاصة السلاطين العلويين، ابتداء من عهد السلطان المؤسس مولاي إسماعيل إلى عهد سلطان الحداثة الملك محمد السادس.

 

لحظة تكريم الكاتب والباحث الأستاذ حمزة مصطفى بـ "رباط شاكر"

 

+ حظيتم بتكريم من طرف المجالس العلمية المحلية لجهة مراكش – أسفي، فما هو سياق هذا التكريم؟

- بداية أتقدم بالشكر الجزيل للسيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم اليوسفية، ولكل السادة أعضاء المجالس العلمية المحلية لجهة مراكش - أسفي، على التكريم الذي حظيت به من طرفهم إلى جانب مجموعة من القيمين الدينين والمحسنين، وذلك عرفانا بالمشروع الذي اشتغل عليه منذ عدة عقود، والمتمثل في المساهمة في التعريف بتاريخ قبيلة أحمر، ومآثرها العمرانية والحضارية، ورجالاتها وأعلامها ومدارسها العتيقة... والذي أسفر عن مجموعة من الإصدارات ضمن سلسلة دفاتر من تاريخ بلاد أحمر وهي:

ا- مدرسة الأمراء بالشماعية معلمة عمرانية وحضارية ببادية أسفي (سنة 2008 ).

ب- الحاج محمد التهامي الحمري الأوبيري عالم موسوعي من بلاد أحمر (سنة 2009م). 

ج- صلحاء بلاد أحمر بلاد أحمر الجزء الأول (سنة 2010م).

د- مغربيات حفل بهن التاريخ الجزء الأول (2012).

هـ- قبيلة أحمر مساهمة في التعريف سنة (2015م). 

و- قياد قبيلة أحمر من 1792م إلى 1956م الجزء الأول (2021م).

س- مدرسة الأمراء العلويين بالشماعية معلمة عمرانية وحضارية بإقليم اليوسفية طبعة مزيدة ومنقحة (2021م). 

ولا زالت هناك مؤلفات أخرى تنتظر النشر.

 

+ لماذا ركزتم في الندوة العلمية على موضوع مدرسة الأمراء العلويين بالشماعية، التي تعتبرونها في كتاباتكم وأبحاثكم معلمة عمرانية وحضارية بإقليم اليوسفية؟

- في الحقيقة أعتبر أن الكتابة والنقاش في موضوع "مدرسة الأمراء العلويين..." هو بداية المشروع الفكري الذي نسعى من خلاله إلى المساهمة في التعريف بتاريخ قبيلة أحمر ومآثرها العمرانية والحضارية ورجالاتها ومدراسها العتيقة... وبالنظر لما تضمنه من أحداث تهم قبيلة أحمر، وتعارف تخص مدرسة الأمراء، والمدرسة الحمرية للرماية وركوب الخيل، وتراجم لبعض الأمراء والعلماء، والشيوخ، فقد حظي باهتمام من الباحثين والمهتمين بتاريخ وتراث القبيلة، ويطهر هذا الاهتمام أكثر عند الحديث عن الحركة الفكرية في مغرب القرن 19م، إذ أصبح ضروريا استحضار "مدرسة الأمراء.." إلى جانب كل من القرويين بفاس، وابن يوسف بمراكش، نظرا لمكانتها العلمية والعسكرية والوظائف التي كانت تؤهل لها.