السبت 20 إبريل 2024
خارج الحدود

بعد أن أصبحت عابرة للقارات، الطوابير الجزائرية "ماركة مسجلة" تصل إلى جزائريي فرنسا

بعد أن أصبحت عابرة للقارات، الطوابير الجزائرية "ماركة مسجلة" تصل إلى جزائريي فرنسا الوقوف في طوابير الانتظار

تحولت الطوابير في الجزائر إلى منتوج عالمي و"عابرة للقارات" بميزة "ماركة مسجلة" و"مصنوعة في الجزائر"، حيث نجح النظام العسكري الجزائري في تصديرها إلى الجالية الجزائرية بدول أوروبا، بعد الطوابير اللامتناهية لمسافات طويلة، والتي تستوجب الحضور ليلا أو باكرا بعد صلاة الفجر للتموقع في الصفوف الأولى للظفر بمنتوج حيوي وضروري للمعيشة اليومية.

 

وألف المواطنون الجزائريون، منذ سنوات، الوقوف في طوابير الانتظار، للظفر بكيس نصف لتر أو لتر زيت أو كيلو عدس أو كيلو حمص أو كيلو بطاطا، ولتر من الزيت وقنينة من الماء وجرعة من الأكسيجين أو علبة دواء أو مستلزمات الدراسة للأطفال، قبل طوابير الموظفين والمتقاعدين أمام مكاتب الوكالات البريدية والمصارف الآلية آملين في الحصول على بعض الدنانير...

 

عدد من وسائل ومنابر الإعلام الدولية تناقلت مشاهد مؤلمة ومحزنة ومهينة أمام مقر وكالة الخطوط الجزائرية في باريس، لطوابير وتجمعات لرعايا من الجالية الجزائرية يأملون في تغيير حجوزات سابقة أو استرداد ثمنها لكنهم يصطدمون بإجراءات معقدة وصفوف انتظار طويلة، وتنطبق هذه الصعوبات كذلك على الراغبين في اقتناء تذاكر سفر جديدة ارتفعت أسعارها بشكل كبير بسبب نقص العرض وتزايد الطلب بعد فتح المجال الجوي الجزائري.

 

ونقلت وكالة "فرانس24" من خلال تحقيق أنجزته حول هذه المعاناة، أن "برودة الطقس والأمطار لم تمنع المئات من الجزائريين من التجمع مجددا الثلاثاء أمام مقر وكالة الخطوط الجوية الجزائرية المركزية بحي أوبرا في قلب العاصمة الفرنسية باريس، أملا في تغيير تاريخ حجوزات طيران سابقة إلى بلادهم تم إلغاؤها بسبب قيود جائحة فيروس كورونا."

 

وقالت: "يتكدس مئات منهم يوميا أمام الوكالة الوحيدة التابعة للخطوط الجزائرية في باريس لتغيير مواعيد الحجوزات أو استرجاع أموالهم ويضطر عدد منهم للقدوم منذ ساعات الصباح الأولى للحصول على قصاصة بها رقم يخول لهم دخول الوكالة والقيام بالإجراءات الضرورية."

 

أحد الجزائريين (ياسين 35 عاما) طالب بمعاملته باحترام يجب معاملتنا باحترام: "ليست هذه المرة الأولى التي آتي فيها للوكالة لاسترجاع أموالي (1500 يورو لتذاكر طيران لأفراد عائلته ألغيت بسبب جائحة فيروس كورونا)، ولكن في كل مرة يقولون لي إنه يتوجب علي العودة الأسبوع المقبل لإتمام الإجراءات. لست مستعدا لدفع أموال إضافية لتغيير موعد الرحلة لأن ذلك سيكلفني أموالا أكثر ولست قادرا على دفعها. لم أعد أرغب في زيارة البلاد في مثل هذه الظروف. يجب معاملتنا باحترام أكبر فنحن أيضا جزائريون. هذا الوضع مستمر هكذا من شهر غشت ولم أجد إلى الآن حلا لمشكلتي".

 

متقاعد (65 عاما)، حسب الوكالة الفرنسية، كان من بين الواقفين أمام وكالة الخطوط الجوية الجزائرية، وقال إنه جاء منذ الرابعة صباحا وحالفه الحظ في الحصول على رقم يخول له الدخول: "عندما وصلت إلى المكان، وجدت أشخاصا جاؤوا قبلي وقالوا إنهم وصلوا منذ الثانية صباحا، نجحت في الحصول على قصاصة تحمل رقم 98 للدخول. هناك أشخاص قدموا بعد الساعة السادسة صباحا ولم يتمكنوا من الحصول على رقم للدخول. هذه المرة الثانية التي آتي فيها إلى هنا أملا في تغيير موعد حجز سابق لأبنائي يعود إلى شهر مارس 2020. كل يوم يوزع القائمون 250 تأشيرة على أول القادمين ويبدؤون في توزيعها عند الساعة السادسة صباحا فيما تفتح الوكالة أبوابها في الثامنة. وحتى في حال الدخول، سيكون علي دفع الفارق بين سعر التذكرة القديمة والأسعار الحالية. دفعت 300 يورو للسفر ذهابا وإيابا في مارس 2020 ومن المرجح أن تطلب مني الشركة ضعف هذا المبلغ للسفر. إنه مبلغ كبير جدا لست مستعدا لدفعه".

 

ويبدي كثير من المتجمعين أمام وكالة الخطوط الجزائرية استياءه من ظروف تغيير أو استرداد ثمن حجوزات سابقة باعتبارها الوكالة الوحيدة في فرنسا التي تتلقى مثل هذه الطلبات فيما يقترح آخرون عرض مواعيد مسبقة على الإنترنت للقيام بها.

 

ويتكدس المئات من الجزائريين المقيمين في فرنسا يوميا، حسب نفس المصدر، أمام مقر وكالة الخطوط الجوية الجزائرية في باريس أملا في استرجاع ثمن أو تغيير موعد تذاكر رحلات جوية إلى بلادهم ألغيت أثناء الإغلاق العام، 5 أكتوبر 2021.

 

وقد فسحت السلطات الجزائرية المجال لشركة "ترانزافيا" للرحلات الجوية منخفضة التكلفة والتي تتبع للخطوط الفرنسية لكن معظم المتواجدين أمام وكالة الخطوط الجزائرية في "أوبرا" يؤكدون أن أسعارها مرتفعة هي الأخرى، بل إنها أعلى من أسعار الخطوط الجزائرية معظم الوقت.

 

ويعيش في فرنسا نحو خمسة ملايين جزائري، وقد اضطرت الغالبية الساحقة منهم لعدم العودة لقضاء العطلة الصيفية ببلادهم في ظل النقص الحاد في عدد الرحلات الجوية. ولا يتجاوز عدد الرحلات الجوية بين فرنسا والجزائر 48 رحلة أسبوعيا حاليا، فيما كانت الرحلات بين باريس والعاصمة الجزائرية تصل لـ 20 رحلة يوميا قبل الجائحة.