الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

سعيد أمزازي.. أساتذة التعليم الخصوصي ليسوا "عبيدا" في ضيعتكم!!

سعيد أمزازي.. أساتذة التعليم الخصوصي ليسوا "عبيدا" في ضيعتكم!! قرار الوزير أمزازي المفاجئ يجب فهمه على أنه جزء من الإجراءات الاستباقية لمحاربة الفيروس
أرجأ سعيد أمزازي وزير للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الدخول المدرسي إلى غاية فاتح أكتوبر المقبل، وذلك في إطار التدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المتحور.

وعلى خلفية هذا القرار عقد الوزير أمزازي مؤخرا لقاء مع هيئة تمثل التعليم الخصوصي، وذلك من أجل توضيح حيثيات القرار الوزاري والتناظر بين الطرفين، كما جاء في بلاغ مشترك بين الوزارة والهيأة الممثلة.

وقد ثمنت هذه الهيئة الممثلة للتعليم الخصوصي قرارات أمزازي، المتمثلة في تعديل المقرر الدراسي وتأجيل الأداء الشهري على اعتبار أن السنة الدراسية 2021-2022 ستنطلق في فاتح أكتوبر المقبل وستنتهي في شهر يوليوز كما حددتها الوزارة. 

قرار الوزير أمزازي المفاجئ يجب فهمه على أنه جزء من الإجراءات الاستباقية لمحاربة الفيروس والعمل على منعه من التسلل إلى أروقة وحجرات المدارس حتى يحافظ على سلامة المتمدرسين وعلى السير العادي للعملية الدراسية على المستوى الوطني.

ومما لا شك فيه، فإن هذا القرار سينزل بردا وسلاما على جيوب بعض الأسر المغربية التي أنهكتها مصاريف عيد الأضحى والعطلة الصيفية.. ولن بؤثر سلبا على أرباب المدارس فهم دائما في وضع مريح، لكن بالنسبة للأطر التعليمية والتربوية والعاملين بهذا القطاع، فإن ديباجة البلاغ استثنتهم ولم تشر إليهم حتى بأصابع الخير.

هل يعلم الوزير أن العديد من الأطر والعاملين بقطاع التعليم الخصوصي لم يتوصلوا بعد براتبهم عن شهر غشت وقد لن يتسلموا شهر شتنبر بعد القرار الوزاري، علما أن الوضعية الاجتماعية التي تعيشها هذه الفئة من المجتمع، هي وضعية هشة بالنظر إلى مدخولها المحدود، لا يكفي في غالب الأحيان لسد متطلبات الحياة المعيشية الضرورية كالسكن والتنقل ومصاريف أخرى.

هل سمع الوزير عن معاناة أساتذة التعليم الخصوصي بسبب المشاكل داخل الفصول، وشكايات الأباء، وعتاب الادارة، ومزاجية بعض أرباب المدارس.
هل يعلم أمزازي أن الإدارة تسمح بقبول تسجيل أطفال لديهم أمراض نفسية وعقلية مما يزيد من متاعب المدرسين ويحول عملهم إلى جحيم.

هل يعلم الوزير أن العديد من قراراته لا يتم احترامها بالعديد من المدارس الخصوصية ومن بينها الاجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا ؟

هل يعلم الوزير أن نسبة كبيرة من المدرسين بالتعليم الخصوصي لم يدخلوا المجال عن حب ولكن مضطرين هل يعلم الوزير أن عاملات النظافة يتقاضين راتبا شهريا بين 1000 و1500 درهما ويشتغلن شهر يوليوز وغشت بدون مقابل.  
فكيف يمكن التفكير في الرفع من مستوى التعليم والتربية، ونسعى إلى خلق جيل متعلم قادر على رفع التحديات في المستقبل، والوزارة لا تأخذ في قراراتها بعين الاعتبار وضعية المدرسين والتقنيين والعاملين، علما أن هذا القطاع هو المجال الوحيد الذي لا يحق فيه لأطره التعليمية والعاملين به، القيام بنشاطات نقابية أو جمعوية تدافع عن حقوقهم وتحافظ على مكتسباتهم. 

للإشارة فإن قطاع التعليم الخصوصي في شقه المتعلق بالمقررات والامتحانات فهو تابع لوزارة التربية والتعليم، بينما الأشخاص الذاتيين فهم محسوبون على وزارة الشغل، إلا أن هذه الأخيرة لا توفر لهم أدنى حماية قانونية تقيهم من التعسفات التي قد يتعرضون لها من قبل مشغليهم، وللتأكد من ذلك، يمكن لسعادة وزير التربية والتعليم الاطلاع على قائمة المطرودين لدى مفتشي الشغل، وعلى عدد كبير من الشكايات التي دخلت متاهات القضاء، ولم تلق أحكامها الطريق بعد نحو التنفيذ.